
لا تتحدث فقط عن حلمك … اجعله حقيقة.
جاءني خبر من احد الاخوة الكرام وذكر قصة تضحية .
تريث قليلا سوف أسرد عليك قصة تلك الأسرة الكريمة.
كان زواجا مباركا من الاب والأم وتوج ذلك الزواج بحمل مولود ذكر وتبين أنه منذ الطفولة يعاني مشكلة في القلب فتحولت الفرحة إلى قلق ودعاء وتضرع إلى الله عز وجل والصبر والرضا على عطيته وتمت ولادة الطفل وأخذه إلى مراكز متخصصة للعناية خارج المنطقة. فكان ينمو وهو يبعث السرور والنشاط بحركاته وكأنه طفل سليم واستمر الحال حتى بلغ حدود سن يبدأ يحتاج فيه النشاط والحيوية وكانت قدراته الذهنية عالية ويقدم الابتسامة دائما لمن حوله ويقبل على كل من يراه وكأنه يعرفه من زمان ….
وهنا توقف الزمن عندما تمت مراجعة الطبيب بعد ظهور أعراض الفشل الكلوي من آثار بعض الأدوية وقصور كفاءة الكلى لديه واحتاج إلى غسيل كلوي وكأنه قصة أخرى. وبدأ مشوار صعب من نقله إلى مركز الغسيل والعناية الصحية وتقليل اعراض ما بعد الغسيل . وبدأ الحجز وإيجاد متبرع له واستمرت العناية به ل6 سنوات ولكن لم يحصل على ما يتمناه الأبوان من إيجاد متبرع له ….واخذ الأب الذي لم يجد بد أن يقدم إلى ابنه إحدى كليتيه وكأنه ينتزع روحه وحبه إلى ابنه ليعيش باقي حياته بدون قلق حبيس جهاز الغسيل ثلاث مرات بالأسبوع .
وكان خبر ذلك استغراب من الكثير لم نسمع ان الأب هو من يقدم كليته إلى ابنه بل العكس ولأن الأب ليست صحته ملكه وحده بل إلى أسرته…وهو المعيل والكفيل والناصر ….
وكما يقال إنّ التضحية لا تعني بالضرورة أن يموت الإنسان من أجل قضيّته ، ولكنّها تعني حتماً الإستعداد للمغامرة من أجلها وعدم وضع حدّ لما تتطلبه من الغالي ،والرخيص.
ولكن علينا الدعاء ان يتم ما تمناه الأب إلى أبنه من صحة وعودتهما إلى نشر الحيوية والنشاط… في أسرة اعتمدت المحبة والايثار والتضحية بكل ما تملك من أجل سعادة ومحبة بعضهم ….
كما روي أمير المؤمنين عليه السلام: (أيّها النّاس إنّ الوفاء توأم الصّدق و لا أعلم جُنّةً أوقى منه.)
وعنه أيضا : (غاية المكارم الإيثار ).
الصحة والعافية شعور يفقد عند بعض الناس ولكن من يتحلى بالصبر والسلوان من يطمئن بذكر الله ويوكل أمره إليه ويقدم الصدقة والتوسل بمحمد وآله حتى يكتب له النجاح والسعادة ويقتدي بمن يضحي في سبيل الله بالنفس والمال وهو يضحي بجزء بعد تأكيد الأطباء والإشراف الطبي انه لائق ابلتبرع والكشف الدوري على صحته حتى لا يتأثر بالتبرع ومراقبة كل من الابن والأب من أجل سلامتهما .
ويعد من العطاء الذي ليس له جزاء ولا يقدره الا الله عز وجل اما في عرف البشر فهو يقف عند الثناء أو الاستغراب. و لا يعرف الظروف والعناية في رعاية مريض في المنزل الا من يشعر بذلك او مر بمثل هذه المعاناة.
أدعو الله أن يمن عليه وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء العاجل,