هل مرت عليك أوقات أحسست فيها برغبة في الاختفاء عن كل ما حولك وكل من يعرفك وهل أحسست بضغط قاتل يكاد يخنق روحك الصافية التي تعرفها أنت ولا أحد يفهما غيرك أنت وهل واجهت رياح عاتية في حياتك وقاومتها حتى تصل الي القمة التي تليق بك ، قمة تطمح لها وتحس بأنها منزلك الجديد المستحق ؟
في هذه الحياة كل إنسان طموح لديه روح تواقه للنجاح والتميز يتعرض لمثل هذه الرياح ، شي طبيعي فالله تعالى قال في كتابه الكريم في سورة البلد : ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ تأكيد صريح من الخالق الرحيم بأن هذه الدنيا لن تكون رحلة سهلة لنا كبشر ويجب أن نعاني فيها ونقاتل حتى نعيش عيشة كريمة ناجحة تحت ظل الرحمن .
فالناس يتغيرون عندما يجرحون أو عندما يشاهدون في الدنيا ما يكفيهم للتغير أو عندما يتعلمون بما يكفي فيرغبون بالتغير أو في حالات خاصة عندما يكون لديهم مال كاف للتغير .
وهنا أتوقف لحظة لألهم قراء زاويتي المتواضعة بأن الفراشة الجميلة التي لاترى جمال ألوانها ولكن الجميع يراها تمر بمرحلة (الشرنقة) وهي المرحلة الثالثة في حياة الفراشة لتدخل في شرنقتها كيرقة عادية لتتدلى من شجرة أو تختبيء بين الأوراق أو تدفن بالأرض لتخرج بعد أسابيع كفراشة جميلة متغيرة بشكل كامل بجناح ملون يمتع الناظر تطير بكل رقة في السماء وتتنقل من زهرة لاخرى لتنشر جمالها وتخلق لوحات إلاهية باهية لكل متأمل في الطبيعة أو رسام أو مصور .
والإنسان كذلك إذا أراد أن يتغير للأفضل ويتقدم يجب أن يختفي لبرهة من الزمن لتصفى روحه وأفكاره عن باقي ذبذبات العالم الخارجي ويكتشف ذاته المدفونة بكل هدوء ويخرج بأفكاره المتميزة ببصمته الفريدة للكون فيكون كفراشة تشرنقت وحلقت .
وسؤالي هنا عزيزي القارىء هل تشرنقت من قبل ؟