إن الغيبة والنميمة ترتبط بالأحقاد الدفينة التي ينتج عنها خصومات أو خلافات سابقة بسبب (ملفات قديمة) تعطي كل طرف الفرصة للبحث عن الزلات بهدف إثارة نعرات في الحياة الاجتماعية مما ينتج عن ذلك مشاحنات ومناوشات كلامية تخلق الكراهية والعداوة التي تبقى لفترة طويلة من الزمن بسبب غفلة فئة من المسؤولين عن هذه الاحترابات التي تحصل في كل مجتمع.
تخيل في البال أن هناك جماعة تتعشى على جماعة أخرى، وكأن هؤلاء الأفرد لديهم عشاء جماعي مرتبط بالأطعمة التي تشمل المندي واسياخ الكباب وأوصال اللحم وشيش طاووق والبيتزا والبروستد والبطاطا المقلية مثلا، وهذا المثال يطبق عندما ترى تلك الشخصيات التي تمارس الغيبة والنميمة من خلال أكل لحم شخصيات متعددة أخرى باتباع وسائل الملتوية كالتسقيط والتشهير.
وفي هذا المشهد الاجتماعي السيئ يحتاج الإنسان لأن يرتقي عندما يكون جالس في المزارع أو المجالس أو الشوارع، بل يجب أن لا يجعل إغواء أصحاب الشر يؤدي به للتعاون معهم على نشر الرذيلة ونقل الكلام والتعدي على حقوق الناس دون وجود ضمير إنساني حي يسعى للحفاظ على النفس من الانزلاق نحو هاوية الشيطنة الاجتماعية.
الإنسان الراقي يسعى لتشجيع من يجلس معهم على صنع المعروف وتنبيه الأصدقاء من ممارسة التصرفات والحركات العدوانية التي توحي بإثارة الأحقاد وعدم التوجه نحو إصلاح ذات البين مع فلان محدد، وكل طرف تقع عليه المسؤولية في التعامل مع الخلافات والمشاجرات التي تعمل على تفكيك التماسك المجتمعي.
ولأن مصدر الفتن هو الابتعاد على تعزيز روح المسؤولية والتفاهم بين جماعة وأخرى في مجال حل المشاكل التي تزعزع الطمأنينة والراحة في النفوس التي لا تتحاشى البحث عن الهفوات والزلات لدى الطرف التي تحقد عليه في الحياة العامة بسبب سيطرة النوازع العداونية عليهم.
فلماذا لا تجعل هذه الجماعات تلك المجالس والمزارع مكانا للاجتماعات والأحاديث المساهمة في حفظ اللسان والإصلاح بين الناس الذي يخلوا من الغيبة والنميمة والرذيلة في أيام الويكند أو الأيام الأسبوعية مثلا؟