* قال تعالى :
{فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ..
دائما ما يتم تناقل عدد من الأخبار العامة، وتتناقل بيننا الكثير من الأحداث الإجتماعية خاصة الجديد منها، وتنتشر بسرعة البرق، وفي وقت قصير جداً يصل الخبر لأكبر عدد من الناس ..
* وكل ذلك يتم دون أدنى تأكد أو تحقق مما يتداول في ساحتنا الاجتماعية، ودون إلمام بأن ذلك صح أو خطأ حتى يصنف الأمر تحت دائرة التهور، والاستهتار بسبب النتائج السيئة لها ..؟
* وتساهم وسائل التواصل الإجتماعي خاصة الواتساب في نشر مثل هذه الاخبار وغيرها سريعا ففي خلال بضع دقائق تصل المعلومة لأكبر عدد من شرائح المجتمع، وفي كل مكان سواء في داخل البلد أو خارجها ..
* وفي الحديث الشريف : (من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه) ولكن للأسف يوجد لدينا شريحة في المجتمع ليس همها إلا نشر، وتتبع من مثل هذه الأمور والتي لا تعنيه أصلا لا من قريب، ولا من بعيد، وهي في الأصل أمور خاصة بأسرة أو عائلة ..؟
* ويقول الإمام علي : (قيمة المرء مايحسن)؟
حيث الغريب في الأمر أن من ينقل مثل هذه الاشاعات هم أشخاص متعلمين، ويملكون مراكز وظيفية مميزة ولديهم قدر كافي من العلم وليسوا جهلاء بنتائج هذه الأمور، ويعلمون سوء عواقبها فهذه قيمتهم..؟؟
* والشيء المحير في المسألة أن أكثر هؤلاء أشخاص ملتزمين بل، ومن المواظبين على الحضور للمسجد، وكذلك أصحاب خلق، ودين ولكن عند الإشاعة تجدهم لايعرفون الحدود، وفي ماذا يتكلمون..؟
* وأما خطورة تداول مثل هذه الأخبار فلا أظن أنها تخفى عن أذهان هؤلاء وغيرهم، بل ويعلمون أن ذلك منبوذ شرعياً، واجتماعياً بل وقد يصل الأمر للحرمة إذا وضعت تحت حكم الغيبة، والنميمة، وهما من الكبائر في الدين، والحكم فيهما جلي، وواضح للجميع..!!
* ونتائج نقل الإشاعة في أي مجتمع لاشك أنها وخيمة، ومدمرة لأنها تؤذي أصحاب المشكلة أولاً .. كما أنها في الغالب أخبار كاذبة، وغير صحيحة مجرد قالوا ،ويقولون وهذه أكبر مصائبنا الاجتماعية ، والنفسية ..؟
* وأما مانريد الإشارة له هو أن حادثة صدم المرأة والتي أدت لوفاتها ، تم نقلها، وتداولها بشكل خاطيء، وغير صحيح فقد أدت لغضب، وتذمر من أصحاب الشان مما سبب لديهم ردة فعل غاضبة، ورافضة لكل ذلك؟
* ونبين أن سبب نشر تلك الاشاعات وتعاطيها عدد من النقاط أهمها..
– عدم الخوف من الله .
– ضعف الوازع الديني .
– عدم استنكار المجتمع لها .
– عدم تصدي مشرفي القروبات .
– تخلي الجميع عن دوره في المشكلة .
* وأما دورنا الاجتماعي فيجب علينا الوقوف بكل حزم وجدية في التصدي لتلك الإشاعات، ومنع تداولها بكافة الوسائل، والطرق وأولها وسائل التواصل، ومنع نشرها، ومحاسبة من ينقلها، ولو كانت تاخذ الصفة الرسمية في حقهم حتى يقف كل فرد عند حده..؟
– والسلام خير ختام .