
تحدث الدكتور في علم النفس “أمر مؤسف للغاية، الكثير صاروا يهتمون بالتواصل الاجتماعي وبالتصوير والنشر بشكل مبالغ فيه وفي كل شؤونهم، يهتمون بذلك أكثر مما يهتمون بأنفسهم ومن حولهم وتتأثر حياتهم وتصرفاتهم وقراراتهم بناء عليه، والمشكلة كلما ارتفعت استحقاقات الرفاهية، صارت السعادة أغلى سعرا وأصعب تحقيقا! بحيث لم تعد الأشياء البسيطة تحقق من السعادة كما كانت تحققه في السابق.
وتحرص شركات الاجهزة على دمج ميزات (الرفاهية الرقمية) Digital wellbeing في الهواتف لمساعدة المستخدمين على تنظيم استخدام هواتفهم، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الطرق التي يمكن أن يسهم بها إدمان الهاتف الذكي ومنصات التواصل الاجتماعي في الاكتئاب والشعور بالوحدة خاصةً لدى الشباب.
وتتيح ميزات الرفاهية الرقمية مراقبة وقت استخدام الهاتف والتحكم فيه، وذلك عن طريق تعيين وقت لاستلام الإشعارات، وضبط حدود زمنية لاستخدام التطبيقات، وغيرها من الميزات الأخرى التي من شأنها أن تساعد في التخفيف عن الضرر الذي يمكن أن يسببه الاستخدام المستمر للهاتف على مدار اليوم.
مابين عام 1989 وحتى 2007 قام الباحث في مجال الصحة النفسية (Carol D. Ryff) بتطوير مقياس الرفاهية النفسية (Ryff’s Psychological Well-Being Scales (PWB)) ومن هذا المقياس استنتجت الدراسات أن أقوى عامل تأثير إيجابي على الرفاهية النفسية هو المكانة الإجتماعية ويليها المستوى التعليمي ووجود العلاقات الإيجابية الداعمة.
وحين يمتلك الإنسان الرضا، فإنه يحوز كنزًا عظيمًا، يجعله يحتفي بما يملكه وما يستطيعه هو، لا ما يمتلكه الآخرون، وما قدره الله سبحانه له؛ وليس ما يريده هو، وحينها يصل الإنسان إلى درجة كبرى من التصالح مع نفسه، والتوافق مع القدر ومع كل ما حولَه، وجميع ما يمر به من أحداث.