
المعلم هو وسيلة المجتمع وأداته لبلوغ هدفه، فهو منقذ البشرية من ظلمات الجهل عابرا بهم إلى ميادين العلم والمعرفة، ويعد من أهم العوامل المؤثرة في العملية التعليمية، ويمثل محورًا أساسيًا ومهمًا في منظومة التعليم، وإن التعليم العام هو بداية تشكيل عقول المتعلمين وتوجيه اهتماماتهم، وتحفيز الإلهام لديهم، فهو الذي يرسي القواعد المتينة للانطلاق نحو مجتمع المعرفة، وكان ومازال الهدف الأساسي من التعليم بناء الإنسان، وتقع مسؤولية إعداد الإنسان وإيصاله إلى المستوى الذي يحتاجه المجتمع بالدرجة الأولى على عاتق المعلم فمهامه وأدواره.
قد اختلفت بشكل جوهري عبر العصور تبعا لتغير الأدوار التي يؤديها، فقديماً كان ينظر إليه على أنه ملقن وناقل للمعرفة فقط، أما اليوم فقد تغيرت تلك الأدوار في ضوء التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية، فالحصول على المعارف والمعلومات بات بالأمر السهل بطرق كثيرة بديلاً عن المدرسة والمعلم، ولكن لا يزال المعلم العنصر الذي يجعل من عملية التعلم والتعليم ناجحة، فالمعلم يبنى القيم ويوجه السلوك لدى الطلاب، ويشكل الأخلاق، ويساهم في بناء الإنسان المسلم الحق، بجميع معاييره ومبادئه، ولأن مهنه التعليم تستهدف تكوين شخصية الطالب قبل التخصص في أي مهنة؛ فإن أي إصلاح للتعليم أو تطوير له إنما ينطلق من الأثر الذي يتركه المعلم في معارف وسلوكيات ومهارات طلابه بالإضافة إلى قيمهم واتجاهاتهم وطرق تفكيرهم وبناء أحكامهم، ومن هذا المنطلق نجد ضرورة تطوير أساليب مهنه التعليم لدى المعلم والالتزام بأدائها على أكمل وجه لتحقيق الآمال المعقودة عليه، وتخطي كل العقبات التي تقف في طريق التميز والإبداع والمنافسة في ميادين المهنة؛ لتجعل منه قوة دافعة نحو النهوض بالأجيال وتعزيز فرص نجاحهم.