أرخى البهاء سدوله وشمل الجنان برائحة بتولة وتميز هذا البهاء بأبهى مقولة
(رائحة علت على روائح الجنة كلها )
وذلك حينما أودعنا أمانة أبت الجبال أن تحملها وأبى الإنسان إلا أن يحملها لكنه لازال بقيمتها جهولا
إنها أمانة العمر الذي أعطاه الباري للإنسان إنها أمانة الروح التي يعيش بها الإنسان إنها أمانة النفس الذي يتنفسه الإنسان إنها أمانة كل نعمة حضى عليها الإنسان
النعم التي ماإن يطلب منه أن يبذلها لوجه مستحقها يصد بوجهه وكأنه صم بكم عمي
ارفع رأسك لترى ماأعد لك من أجل حسبانك لهذه النعم السماء المبنية والأرض المدحية والقمر المنير والشمس المضيئة والفلك الذي يدور والبحر الذي يجري مقشعر من هذا التقدير الذي أصله ثابت وفرع نوره لايحلق بكل شيء إلا إلى السماء
فرصة لن تتكرر هناك فمالذي يضر إن اشتمت هذه الرائحة الروح أو مزجت بهذه الرائحة
هنا فقط إعتراف والمقابل جنة قوامها التقدير في الدنيا وهناك جوار منتقى لكل من روض عمره وروحه ونفسه وأنفاسه على أن لايشم إلا هذه الرائحة
لأنه في الحقيقة كل شيء لن يطيب إلا بطيب هذه الرائحة التي علت على روائح الجنة كلها
إذا الإعتراف بقيمة العمر هو قضائه بمايليق به والإعتراف بمنزلة الروح هو أن يودع فيها مايليق بمنزلتها والإعتراف بشرف النفس التفكير بما يرفع من مستواها مستوى مميز والإعتراف بقيمة الأنفاس بأن لايُشم إلا الرائحة التي تجعل الملائكة أن تحل بجمعها تأخذ نتاج هذا الرائحة .
كاتبة وأديبة