
بدء معلم المرحلة الثانوية الحصة عن مناسبة “يوم المتطوعين العالمي” الذي يوافق يوم 5 ديسمبر من كل عام فبادره أحد الطلبة قائلا :استاذي لقد انبهرت. من وجود متطوعين في تنظيم كأس العالم في قطر فهلا تكرمت بالحديث اكثر عن هذا ؟
فقال ؛يوجد أكثر من 20 ألف متطوع يمثلون 150 دولة يشاركون في نهائيات كأس العالم 2022، الذي يحمل شعار “تطوع الآن من أجل مستقبلنا المشترك”.
والتطوع هو تقديم المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع عموماً ولأفراده خصوصاً، واطلق عليه مسمى عمل تطوعي لان الانسان يقوم به طواعية دون اجبار من الاخرين على فعله، فهو ارادة داخلية، وهو أفضل طريقة لتوفير الرضا الذاتي عن طريق ترك اثر في حياة الاخرين، ان تغيير حياة الاخرين حتى لو بقدر بسيط يعطي شعور بالأهمية لشخصك ويعطيك سبب للحياة،ودليل على ازدهار المجتمع.
ويساهم التطوع في بناء ثقافة جيل وذلك لان رحلة التغيير تبدأ بفرد، فمشاركتك في العمل التطوعي لو كان في ابسط اشكاله ربما يكون سبباً في الهام اقرب الاشخاص اليك مثل عائلتك واصدقائك لبدأ رحلتهم التطوعية الخاصة بهم وبنفس الشكل يمكن ان يكونوا سبباً في الهام من يعرفون وبدأ رحلة تطوعية لغيرهم وهكذا الى ان يتم نقل فكرة التطوع من فرد الى اخر لتصبح ثقافة مجتمع وجيل كامل.
وسجل العمل التطوعي في السعودية، خلال الربع الثاني من العام الحالي 2022، أرقاماً فاقت مستهدفات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بأكثر من 258 ألف متطوع، ونحو 966 ألف متطوع بالتكرار، بزيادة عن المستهدفات، مضيفاً أن عدد ساعات التطوع بلغ نحو 12.8 مليون ساعة متجاوزاً المستهدف البالغ 10 ملايين ساعة تطوعية، واستفاد منها 24 مليون شخص، بينما حققت الأعمال التطوعية قرابة 282.5 مليون ريال كقيمة اقتصادية تقديرية لعائدات التطوع، خلال الفترة ذاتها.
حث الإسلام على التطوع والقيام بالأعمال الخيرية، ففي القرآن الكريم والسنة النبوية العشرات من النصوص الداعمة لفكرة التطوع، وقامت سيرة المسلمين على مر التاريخ على هذا النهج، فكانت الحضارة الإسلامية نتاجاً لمشاركة جميع أبناء المسلمين وتعاونهم على بناء الدولة والمجتمع، إذ يساهم كل فرد من أبناء المجتمع في إرساء هذهِ الحضارة التي شاهدنا تألقها في التاريخ البشري.