كعابرة سبيل في دنيا مليئةٌ بالمتاهات !
تأخذني خطواتي الى حيث لا أعرف
بعد أن كنتُ ابصر النور و بيدي خارطتي
وتأخذني الرياحُ الى حيثُ أشتهي
وصولا الى برّ الأمان ….
الى أن أشقتني الدنيا
وأتعبني حملُ الهموم ثقلاً على كاهلي
وأسدلَت الدموع على عينايَ
غشاوةً تظللّني عن الطريق
وعرّتني همومي من لباسِ الفرح
وأضعتُ معها خارطة باقي عمري !!
صرتُ أمشي متخبّطة الخطى
وتائهةٌ بين الطرقات …
أدخل عبر ممراتٍ ضيقة و أخرج بأضيقٍ منها
أكملُ المسير حاملةً حقيبة ذكرياتي بحلوها ومرّها
الى ان حطّت بي قدماي على رصيفٍ يخلو من المارّة !
جلستُ على حافّته و كانَ الحزن لي متّكأ
بدأتْ الخواطر تجولُ في ذاكرتي
وصرتُ استرجعُ مواقف الحياة الماضية ..
وطرقَت عقلي أسئلةٌ أثارت شجن قلبي !!
نعم ،، عابرة سبيل في هذه الدنيا
وأسير بين الطرقات و أعبرُ المارّة منهم مبتسمٌ و حزين …
لكن لماذا تشدني ملامحُ الحزين !؟
لماذا تستوقفني تجاعيد المسنين
وأفكر في زمنٍ شوهَ تلك الملامح !
لماذا تستوقفني دموع الحائرين ؟!
كلما سافرتُ مسافاتٍ بعيدة أتعبُ
من طول مسيري فأمكثُ في محطات
مختلفة العناوين لكن
لماذا يطولُ مكوثي في محطات الحزن
بينما أتجاوزُ محطات الفرح في لمح البصر!
أيحلو ليَ الحزن أم أستلذّ بمرارة الدموع ؟!
أم محطات الحزن تستوقفني و تطلب مني
تذاكر عبور و تصاريح للخروج منها بصعوبة !
ام انّ محطات الراحة ترفضني لضيقها ولثقل أمتعتي ؟!
نعم أعرف .. ربما كان لشحوب ملامحي
ولفقر جيوبي من أوراق الفرح ما يعيقني
عن شراء كوب سعادة من بضاعتهم !
او لربما من ثقل وزن أمتعتي المحملة بالهموم
فلا يطيقون حملها معي وَ مساعدتي !
اسئلةٌ كثيرة عصفت بمخيلتي ومكثتُ طويلا
على حافة الرصيف لم توقظني
من غفوة الحزن سوى رفيقة العمر دمعتي ..
بقلم / بوح المشاعر
مريم عبدالله التريكي