
يعرف الإنسان الغريب بالشخصية غير المعروفة في مختلف الجوانب من قبل الطرف الثاني، خاصة عندما يلتقي به الآخر في مواقع التواصل كالواتساب والفيسبوك والسناب الشات، أو على أرض الواقع مثلا في مكان محدد كالمجلس والشارع وغيرها من أماكن أخرى.
وبالتالي قد يحدث ارتباك وخوف عندما تلقتي بهذا الشخص لأنه لا تعرف عنه أي معلومات وأخبار عن أصدقائه وحياته الاجتماعية وشخصيته، وغيرها من أمور أخرى تحتاج للتدقيق والسؤال عنها قبل الدخول في العلاقة العميقة التي تشمل الخروج والذهاب مع ذلك الغريب لمكان محدد عن طريق قيادة المركبة أو المشي.
فعلى الشخص الذي يتعرف على الغرباء أن يتعامل معهم باتباع منهج الشخصية الثقيلة والأسلوب المهذب، والمقصود بذلك عدم التوجه نحو التكلم بطريقة متهورة وتبادل الأحاديث الطويلة، أو ممارسة المزاح الزائد معهم والذي يكون مبني على كلام غير جيد يتطرق لأمور فاحشة ووسخة.
ولأن المتحدث أمام الشخص الغريب يجب أن يعطي انطباع جيد تجاهه من لحظة اللقاء الأولى، من أجل أن لا يتمادى عليه في قول كلمة أو جملة سيئة، وأيضا كي لا يتوجه الغريب نحو التفكير في أن الطرف الثاني شخصيته خفيفة ومعرضة للخداع بسهولة.
فلا تجعل الغريب يقوم باستخراج الكلام السري والأسرار الشخصية والمنزلية والأسرية والمواقف الخاصة بك، وغيرها من أمور يجب أن لا يعطوها للغرباء بل يجب أن تبين لهم إنك شخصية غير خائفة وقلقة من الأسئلة التي يطرحوها عليك؛ فإنك تستطيع أن تجاوب على أي سؤال يوجهوه لك أما بكلمة نعم أو لا.
وتستطيع أن تقول للغريب: هناك أمور وحدود وخطوط حمراء يجب أن لا تتجاوزها معي مثلا لا تسألني عن الراتب الخاص بي، ولا تسألني عن الأمور والخلافات الشخصية والعائلية والمنزلية لأن كل طرف يحتفظ بأسرار أهله وأصدقائه وأقاربه وذلك حتى لا تنتشر الفوضى بين أفراد المجتمع، لأن إفشاء السر أمر خطير.
إن من حقك كشاب أو مراهق أو أو رجل كبير بالعمر أو رب أسرة أن تأخذ فترة طويلة عند لحظة التعرف على الغرباء؛ حتى لا تتعرض للأذى والسرقة المالية والاستغلال الجسدي وغيرها من مواقف تجلب لك المضرة، وكل طرف طبعا لديه حرية في رفض أي علاقة لم يرتاح ويطمئن لها لأسباب سلبية معينة.