
ماذا عساني أن أقول من كلمات و ماذا أقول من أقوال في فقيد شيخ الرجال وحبيب الكبار والشباب والأطفال وقرة عين الجميع ومسعد النفوس ومربي الأجيال .
إنه الأستاذ محمد بن أحمد العمر العمير رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه فسيح جناته الذي وافته المنية يوم السبت الاول من شهر محرم للعام الهجري الحالي .
فإن الحديث عن هذا الرجل العظيم ليطول ويطول وتعجز الكلمات أن تفي حق هذا الجهبذ الكريم الهمام مهما تحكي وتقول فهل أحدثكم عن حبه لمولاه عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فالذكر لا يفارق قلبه ولسانه في أي وقت ومكان جوارحه تقوده لكل مرحمة وتدعوه لكل مكرمة تتحلى وتتجلى فيه عبادة جبر الخواطر، وإسعاد النفوس وبث البهجة ونشر الابتسامة الجميلة بين الناس .
وما هذا إلا دليل صادق على نفسه الصافية وسريرته النقية وروحه المرحة حيث لقد كان مدرسة في الجرأة في قول الحق والصبر على أقدار الله وبلائه فما كان يشكو بلواه لأحد ولا تغادر فاه إلا كلمات ترضي ربه ومولاه .
ومما وهب الله العم محمد رحمه الله نعمة الخط والرسم الجميل فكم أسعدنا بخطه الجميل ورسومه الرائعة المبدعة التي تنم عن نفس عالية الشفافية، سمحة التعامل فكان رحمه الله مع سرعة بديهته مخموم القلب يتمثل فيه قول الشاعر ( لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب ) .
فالغضب لغير الله لا يعرف لقلبه سبيل ومع كل ما امتاز به العم من نفس مرحة منشرحة الصدر إلا أنه كان يؤلمه ويبكيه ما يحدث للمستضعفين من أمة الاسلام في الشرق والغرب من مآسٍ ومصائب، وتهجير وتغريب وإذلال فهو رحمه الله كما قيل (يضحك في الملا ويبكي في الخلا ) .
ومما كان يعرف عنه رحمه الله صلته للرحم فما يترك صغيرا ولا كبيرا من العائلة إلا ويسأل عنه ويتواصل معه بحضور أو بهاتف لا يبتغي من ذلك التواصل إلا ما عند الله من الأجر والمثوبة .
وختاما فإن صفات الخير يصعب حصرها وعدها في حياة هذا العم الكبير وحسبنا وأملنا أنه في ضيافة أرحم الراحمين ولعله ممن أحب الله لقاءه فأحب لقاء مولاه وحسبه رحمه الله من الخير ما خلفه من زوجة صالحة وأولاد وأحفاد بررة نجباء يسيرون على نهجه ويحيون في الناس سيرته .
رحمك الله ياعم نودعك بدموع على فرقاك هاطلة وأيد لله مرفوعة تدعو لك بالرحمة والمغفرة والجنة العالية ونفوس بقضاء الله راضية لا تقول إلا .. إنا لله وإنا إليه راجعون .