
أن البشر يعانون من آلالام لايعلم عنها إلا الله ..لذلك لاترقص على آلالامهم في ساحات الجدال ولاتخيط جرحوهم بعنف في غرف الجرحى ..
أن تمر ولاتضر من أسمى الفعال التي قد تقدمها لأي شخص بهذا الزمان ..فإجعل لنفسك قانوناً في التعامل مع الآخرين إن لم تنفع فلا تقف عائقاً في طريقهم ولاتوجه كلمة عابرة أو سامة قد تتطلب أعواماً للشفاء من وقعها وحدتها ومدى أثرها على النفس ..
ماأجملهم من يراعون الكلمات ووقعات الحروف قبل قولها وخواطر ومشاعر الناس لإداركهم بأننا بشر نتأثر ولوبالقليل من القول مهما بلغت قوتنا ..ولكن لله الحمد أنه يمدنا بالقوة للنهوض ومعاودة المسير بعد كل وقعٍ وأمرٍ مرير ..
وكما يقال حتى لو اعتذرت الرياح يبقى الغصن مكسوراً فالإعتذرات المتأخرة لاقيمة لها بعد شرخ كبير في النفس فالنفس البشرية حساسة ورقيقة وليس من السهل جمع القطع بعد بعثرتها ولا إعادة الماء إلى الجرة بعد سكبه والطبق الزجاجي بعد كسره ..
لذلك كن بلسماً على القلب ورفيقاً صالحاً للدرب ونعم العبد للرب كن وكأنك غريب أو عابر سبيل لايهمك مايقال عنك فأنت تدرك أن الصوت الصداح يمتد مداه حتى أعمق مدى ولكنه يختفي ويزول إذا لم يكن حقيقة تتطلب المثول أمامها والله يعلم ماتخفي الأنفس والعيون وحركات السكون فحسبك بربك خير وكيل فهو المعين وللدرب خير رفيق وللمتاهات نعم الدليل ..