
إن الصداقة الحقيقية بشكل عام هي التي تتمحور حول الحب والإخلاص والاحترام، وأحيانا تبادل الأسرار والكلمات الحلوة، ولكن من جانب آخر هناك ما يسمى بالصداقة التي تدور حول المصلحة والغدر، خاصة لو كانت في مجال المال أو الجمال أو الشهوة المبنية على التلذذ والتفكير في المظهر الخارجي والجسد الخاص بالطرف الآخر دون إظهار مشاعر حقيقية مع ذلك الإنسان.
هذه العينة تصنف من العلاقات السامة، لأن لديها أهمية في تحقيق المصلحة الشخصية فقط دون مراعاة لمشاعر الطرف التي دخلت معه في علاقة، وهذا النوع من الصداقات يدخل في حالة الالتفاف والدوران غير المنتهي لأن كل شخص في هذه العلاقة سيبحث عن مصلحة ومع مرور الوقت والأيام سيكتشف الطرف الأول أو الطرف الثاني أن الصداقة مبنية في نهاية المطاف على نوع المصلحة والغدر.
وترى هؤلاء في نهاية المطاف يميلون للتفكير في الغدر بعد أن تم اكتشاف ذلك الإنسان الذي يريد فقط إشباع الشهوة الخاصة به دون وجود مشاعر إيجابية بل تكون المشاعر الإيجابية في هذا النوع من الصداقات جافة وقليلة جدا، ومعرضة كذلك لسلوك الاستفزاز والإيذاء النفسي، وبعد مرور الأيام والوقت سيتم اكتشاف كل هذه الأمور.
وأحيانا ترى هؤلاء إذا وجدوا شخص آخر جديد لديه مغريات أو مظهر جميل يبادرون في الابتعاد عن الطرف القديم الذي لا يلبي احتياجتهم وخدماتهم التي تدخل في مسار المصلحة والشهوة بعيدا عن الوعود والاتفاقات، ومن هذه الناحية تعرف أن مثل هذه العينة يجب أن تبعدها عن حياتك قبل أن تتعمق معها ثم بعد ذلك تشعر بالعصبية والانفعال والارتباك النفسي.
ختاما، بالنسبة للصداقة المبنية على الاحترام والتماسك الذي لا يوجد به المصالح والشهوات؛ ستبقى هذه الصداقة مستمرة لفترة طويلة من الزمن وهذا بسبب اتباع مبدأ الاستقامة منذ اللحظة الأولى من اللقاء في مكان محدد، لذلك يفضل معرفة شخصية الآخر جيدا قبل الدخول معه في العمق؛ حتى لا يتم في نهاية المطاف الميل للشعور بالاحباط والخسارة التي ينتج عنها القلق والخوف والصدمة النفسية.