برحيل فنانين جيل التأسيس للدراما والمسرح السعودي ، تفقد الساحة الفنية بالمملكة الكثير ولكن هذه سنة الحياة والعوض بجيل الشباب الذين عليهم أن يكملوا ما بدأه جيل التاسيس وبذلوه من عرق وجهد وكفاح لوضع الدراما والمسرح السعودي على سكه صحيحة بدأت بالتو .
عرفت الفنان جعفر الغريب ( أبا أحمد ) يرحمه الله اول مره عندما عين أمينًا لمكتبة جمعية الثقافة والفنون بالدمام عام ١٤٠٥ في مبناها بشارع المزراع .
كنت حينها مقررا لقسم المسرح انزل للمكتبه بالدور الاول واراه او اقابله بمكتب مدير الجمعية انذاك الاستاذ صالح بوحنيه اطال الله بعمره ، كتبت مسرحية (مكتب النجوم ) لحفل المواهب واخرجها جعفر الغريب انذاك ،بعد ذلك تشاركنا سويا ونخبه من الفنانين ببطولة مسرحية ( تلميذ رغم انفه ) والتي عرضت في الدمام وابها والاحساء من اخراج الفنان محمد ريحان رحمة الله عليهم جميعا ، عرفت بعد ذلك ان جعفر الغريب كان احد نجوم مسرح جمعية الثقافة والفنون بالاحساء قبل حضوره للدمام واستقرار ه بها موظفا في احد البنوك السعودية .
كان المرحوم جعفر الغريب بطلا لمسرحية ( عقاقير وعقارات ) وهي احد المسرحيات الاولى التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالاحساء بعد ذلك تشاركنا معا وبعض الزملاء في بطولة عدة مسرحيات سعودية ، ولعلى اهمها مسرحيتي ( الاعبون ) و ( تراجيع ) التي تشرفت جمعية الثقافة والفنون بالدمام ومنسوبها لتمثل المملكة خارجيا كاول فرع يمثل المملكة خارجيا بعد المركز الرئيسي للجمعية بالرياض من المسرحيات المهمة التي تشاركنا بها ايضا مسرحية ( هدام الديرة ) في التسعين الميلادية عندما حدث الغزو الصدامي للكويت ، اما في التلفزيون فقد تشاركنا معا في اكثر من مسلسل لعلى اهمها مسلسلي( خزنه ) و( عائلة ابوكلش ) الذي عرضته قناة ذكريات مشكوره في رمضان وهو العرض الثاني له بعد ٣٣ عام من انتاجه .
وفي مسلسل (بيت من سعف ) الذي كتبته ولم يرى النور حتى الان ،كنت ارى جعفر الغريب أمامي وانا اكتب له احد أهم الشخصيات بالمسلسل والتي اعتقد انه من الصعب الان ان اجد فنانا اخر يجسدها مثله يرحمه الله، في اتصالاتي الاخيرة به قبل اشتداد مرضه عليه واغلاقه جواله ،أخبرته بذلك وقلت له أبا أحمد شخصيتك في ( بيت من سعف ) تنتظرك ونحن ننتظرك ،لم أعلم أن القدر سيختاره ويرحل عنا سريعا ، (أبا أحمد ) هذا أنت ترحل مع العيد في ثالث أيامه لتلحق ببقية الاصدقاء والزملاء من المخضرمين من جيل التأسيس الذين قدموا وكافحوا من أجل تقديم فن سعودي بذائقه ونكهه (شرقاوية )خاصه ، ورغم قلة الامكانيات وصعوبة الظروف الا انكم ايها الاصدقاء والزملاء الراحلين قبلنا يرحمكم الله جميعا، قدمتم وبذلتم ماتستطيعون لجعل الدراما السعودية والمسرح السعودي يسير على سكه صحيحه تؤسس وتشرف عليها الدوله حفظها الله ،لتنعم بها اجيال من الشباب والشابات الفنانين الذين نتمنى منهم أن يدركوا مقدار العطاء والتضحية التي قدمتها الاجيال التي سبقتهم ويحافظوا على ماتحقق ويضيفوا اليه من ابداعهم وعطائهم بكل اخلاص واقتدار ، فماكان حلما تحقق بحمد الله وتوفيقه بجهود (جيل التاسيس )الذين يرحلون اليوم عنا ويتركوا ارثا فنيا سوف يذكر لهم في مسيرتهم الصعبه الطويلة ،والاصعب برأيي أنه برحيل ( جيل جعفر ورفاقه) تصعب على الكتاب والمخرجين وتضيق الخيارات امامهم بايجاد شخصيات مثلهم تعلب ادوارهم كما كانوا يشخصونها هم وهم فقط ،فلا دوبلير ولا شخصية أو فنان اخر يحل محل فنان مخضرم من ( جيل التاسيس ) مثل الفنان جعفر الغريب او ابراهيم السويلم او عبدالله الربيع او هزاع الهزاع يرحمهم الله جميعا وانا لله وانا اليه راجعون .