
عادت الروح للشباب المسرحي ولكل المشتغلين في ابو الفنون،عادت الروح بعد شهور عجاف ،عادت الروح لخشبة المسرح لتتنفس ضحكات عبدالحسين والمفيدي وغانم الصالح وانتصار وغيرهم ،عادت الروح بانطلاق الدورة الحادية والعشرون لمهرجان الكويت المسرحي بحضور جماهيري كبير متعطش للفن والثقافة والمسرح ، فتحت رعاية معالي وزير الاعلام رئيس المجلس الاعلى للثقافة والفنون والآداب.
عبدالرحمن بداح المطيري والذي انابه في كلمته الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب كامل العبدالجليل ،افتتاح يحمل في طياته عشرات الجمل والتفاؤل والرسائل قاده الثنائي الفنان حسن البلام والاعلامية نجلاء الكندري بتوقيع من الكاتبة الشابة فاطمة المسلم واخرجه يوسف البغلي.
عودة مستحقة لاول مهرجان ثقافي مسرحي رسمي بعد انحسار جائحة كورونا ،تظاهرة ثقافية تحظى باهتمام رفيع المستوى لجمهور رفيع المستوى.
من على خشبة مسرح الدسمة انطلقت الدورة الجديدة لمهرجان الكويت المسرحي حاملة معها كل الامنيات بعودة الحراك واحياء روح المشهد الثقافي الذي دلات عليه كلمات معالي وزير الاعلام التي القاها نيابة عنه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون ،حيث قال:” بوافر الإعتزاز والامتنان يسرني أن أمثل بالحضور معالي الأخ عبد الرحمن بداح المطيري وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشئون الشباب ، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، راعي مهرجان الكويت المسرحي الحادي والعشرين لهذا العام 2021، وأن أنوب عن معاليه في إفتتاح المهرجان، ويسعدني أن أنقل لكم خالص تحياته وتقديره للحضور الكريم، متمنياً لكم التوفيق والسداد لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الجديدة، تحقيق كل ما تصبون إليه من أهداف وغايات خيرة لرفعة وإنماء الحركة المسرحية في كويتنا العزيزة ، موطن العطاءات والنجاحات المتميز، وريادة الحركة الفنية والإبداع المسرحي منذ زمن بعيد، إنفردت به الكويت وساهمت بترسيخ دور المسرح الفني والثقافي البناء في المنطقة ، بإشعاع نور المسرح الكويتي الوهاج.
مضيفا :”يسعدني باسم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن أعرب لكم عن بالغ مشاعر الفرح والسرور بعودة مهرجان الكويت المسرحي هذا العام، بعد التوقف القسري القاهر العام الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا، ونحمد الله تبارك وتعالي على لطفه ورحمته بنا، وما أكرمنا عليه من نعم الصحة والعافية والتشافي من أضرار الجائحة، حتى إلتقت ولله الحمد.. الأسرة الفنية من جديد، حول مهرجان الكويت السنوي للمسرح كما هو معتاد، وهو أول مهرجان نعود به لجمهورنا العزيز، مؤكدين أهمية المهرجان ومكانته الفنية الكبيرة رفيعة المستوى، والذي يعتبر مناسبة لتفعيل الحراك الثقافي والفني للمسرح ليكون رافداً مهماً لظهور المواهب والإبداعات عند فنانينا الشباب من الجيل الواعد، كما أن مهرجان الكويت المسرحي يساهم بدور رئيسي في دعم وتطوير الحركة المسرحية، وهو منصة حضارية لدولة الكويت، ويشرفنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن نقوم على تنظيمه وتكريس جهودنا لتحقيق أهدافة سنوياً.
مشيرا في كلماته الى :”أن الحركة المسرحية في بلادنا شهدت نمواً وتطوراً مضطرداً في الثلاثين عاماً الماضية، من حيث الاعتماد على خبرات فرق المسارح الأهلية على أيادي من تحملوا أعباء ومسؤوليات إستمرار عطاء المسارح الأهلية وتاريخها الحافل بالإنجازات، في عقد جديد متطور عن السابق.
وإزداد عدد الفرق المسرحية في القطاع الخاص، التي نكن لمؤسسيها الفنانين وافر الاحترام والتقدير، ولهم منا واجب التشجيع والدعم والمؤازرة.
ونحيي نجاحات مسرح الشباب للهيئة العامة للشباب الذي ولد كبيراً، وتمتع بمزايا الابداع في العروض والنجومية الشبابية الصاعدة. ونسعد بدور المعهد العالي للفنون المسرحية في جميع خدماته التعليمية والبحثية والتطبيقية، ونشاطاته الهادفة لإثراء الحركة المسرحية من خلال روافد مخرجاته التي تغطي مختلف المهن في العمل المسرحي ، وفي صدارتها إكتشاف المواهب الشابة المؤدية باتقان التمثيل وتجسيد الشخصيات بمهارة وواقعية.
وجميع الفرق المشاركة في المهرجان الحادي والعشرين ومنذ إنطلاقته المباركة في عام 1989، تحرص على حمل الأمانة والمسؤولية لتقديم عروض راقية رفيعة المستوى ومشرفة في حمل القضايا وطرح الحلول في معالجات فنية متكاملة يحتضنها المسرح ويرسخ فيها دوره واستمرار مسيرته في التوعية والتنوير كشريك في عملية البناء والإصلاح وتنمية المجتمع.
ولم تغب عن معالي وزير الاعلام استحضار روح التطوير للمرحلة المقبلة حيث جاء في كلمته :”يتابع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عن كثب تطورات الحركة المسرحية باهتمام وحرص شديدين وتوفير مقومات التطوير. لذا صدر القرار الوزاري رقم (13) لسنة 2021 حيث شمل في بنوده الجوانب التي تهئ البيئة المحفزة والمنظمة والمهيئة لقيام الأعمال المسرحية القيمة ذات المحتوى الثقافي والمفيد للمجتمع، ويعالج القرار بعض السلبيات التي كانت تواجه المسرحيين في السابق، وبما يحقق المصلحة العامة، ونعمل حالياً مع الجهات الرسمية على وضع اللمسات النهائية للائحة تطوير الحركة المسرحية، والتي عمل بجهود مخلصة على إعدادها وصياغتها نخبة من الأساتذة الأكاديميين وممثلين عن المسارح الأهلية مع المختصين في إدارة المسرح بالمجلس الوطني، ويتواصل إصدار سلسلة دورية ( من المسرح العالمي)التي كانت قد صدرت في أكتوبر عام 1969 ، والتي ترفع الذائقة الفنية بتقديم مسرحيات عربية وعالمية مترجمة ، مرموقة وقيمة تخدم الباحثين والطلبة والمهتمين في شؤون المسرح على السواء. وما حرصنا على إعادة إقامة مهرجان الكويت المسرحي فور رفع قيود الشروط والاحترازات الصحية، الا تأكيد صريح بأن دور المسرح مهم جداً في تشخيص وتحليل قضايا المجتمع ، وإثراء النشاط الأدبي والإنتاج الفكري المتمثل في النصوص المسرحية المتفاعلة مع الناس ومتغيرات الحياة.
ولهذا الغرض سوف نضع في العام القادم الخطوات التنفيذية لمشروع طباعة وإصدار موسوعة للأعمال المسرحية الكويتية التي قدمت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي للفرق الأهلية، بهدف المحافظة عليها وحمايتها كملكية فكرية وتراث وطني، وتوثيقها وإتاحتها للطلبة والباحثين والمهتمين في شؤون المسرح الكويتي، فتلك الأعمال المسرحية الخالدة تعتبر قاعدة صلبة إنطلق منها المسرح في الكويت، الذي أرسى قواعده كبار الرواد بعطائهم الرائع والمبدع.
لقد ترك لنا رواد الحركة المسرحية الكويتية إرثاً غنياً ونماذج تحتذى من الإخلاص والتفاني في العطاء، من أجل ترسيخ دور المسرح المجتمعي البناء، وإمتداد ما قدموه يتصل بمتعة وفائدة مع جيل اليوم والجيل القادم الواعد والمبشر بنهضة مسرحية جديدة فهم الشباب المتسلح بعلوم المسرح المقدر والمتحمل المسؤولية المجتمعية المتمكنة من حمل الرسالة بكل قدرة وجدارة. على أن يقتدى بتاريخ من صنع المسرح الكويتي الأصيل وجوهره الثمين، وعطاء ابنائه السخي بتعاون صادق بين الفنانين والفنيين، وإلى جميع رواد المسرح والمؤسسين الأوفياء نرفع أسمى مشاعر التقدير والعرفان والاجلال والإكبار، على ما قدموه طوال مسيرتهم الزاهرة.
وختم كلمته:
يحفل مهرجان الكويت المسرحي بتقديم ثماني عروض مسرحية وندوة فكرية تتناول موضوع التجريب في المسرح الكويتي، والقيم في المهرجان أن يعقب كل عرض مسرحي جلسة حوارية، وثلاث ورش ثقافية وفنية تتناول جوانب هادفة في أساسيات مهن العمل المسرحي.
واسمحوا لي بإسم الأمانة العامة للمجلس الوطني أن نتقدم بجزيل الشكر وخالص الإمتنان لمعالي وزير الإعلام والثقافة على رعايته الكريمة للمهرجان، ونشكر ونشيد بجهود اللجنة المنظمة العليا وكافة العاملين المخلصين والمتفانين من أجل حسن التنظيم والتجهيز ليظهر المهرجان بالمستوى اللائق.
وتمنياتنا المخلصة لجميع الفرق المشاركة وللجنة التحكيم بأعضائها المحترمين في المهرجان، وجميع الأخوات والأخوة الكرام المشاركين في الفعاليات المصاحبة بالتوفيق والنجاح، شاكرين للجميع دورهم وإسهاماتهم في هذه التظاهرة الفنية المنتظرة دائما ، من أجل خدمة ورفعة مسرحنا الكويتي ليظل دائم في تألق ورقي وإزدهار.
كادر المكرمين
تقديرا وعرفانا لما بذلوه من عطاء وسخاء في خدمة الحركة المسرحية على مدار سنوات تم الاعلان عن اسماء كوكبة من المكرمين هم الفنان احمد العامر،الفنان دخيل الدخيل، الفنانة الدكتورة احلام حسن،د.خلود الرشيدي والفنانة سماح والفنان فاضل الدمخي.
وعلى قدر من المسؤلية وبثقة من اللجنة العليا المنظمة للمهرجان تم الاعلان عن اعضاء لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي الحادي والعشرين وهم
١- د. عبدالله الغيث رئيسا
وعضوية كل من
٢-د.الهام الشلال
٣-د.محمد المهنا
٣-د.رهام العوضي
٤-فيصل العميري
رسالة فنان عرض مسرحي مبهر ..استحضر الرواد
من تأليف الكاتبة فاطمة المسلم واخراج يوسف البغلي وبمشاركة مجموعة من الفنانين منهم حسن البلام ويعقوب عبدالله وعلي العلي وعبدالعزيز النصار و عبدالله الخضر وشيماء سليمان وشهد العميري وضاري الرشدان وغيرهم أخذنا العرض المسرحي “رسالة فنان” للحنين والاشتياق لخشبة المسرح التي غطاها التراب بعد توقف قسري،اردنا ان ننفض عنها ذلك التراب حتى تعود لعنفوانها وكبريائها وروحها، جولة عادت للماضي وما تركه المسرح من جرح غائر برحيل من نحب امثال عبدالحسين والمفيدي واحمد الصالح والعقروقة وانتصار الشراح ومشاري البلام وعبدالعزيز العرفج وكثيرون كلما دخلنا مسرحا وجدتا ارواحهم ترفرف في اروقته وزواياه وكواليسه.
حمل العرض المسرحي رسالة حب بضرورة الارتقاء بما يجب ان يقدم فوق خشبته من كوميديا هادفة جبلنا عليها فالمشهد الذي جمع الفنان عبدالعزيز النصار بكراكتر نهاش فتي الجبل التي جسدها الراحل غانم الصالح وابو حامي “عبدالله الخضر” كان كفيلا بتعريف المتلقي عن ماهية الكوميديا التي عرفناها فوق خشبة المسرح وبين كوميديا اقتحام الخصوصية ،ايضا دعا العرض المسرحي بضرورة عدم التفريط بلغتنا الام ويجب الحفاظ عليها فهي اساس كل حديث وكل منطق وثقافة.