قدم الدكتور عبدالله الشمري استاذ الاقتصاد في جامعة الملك فيصل محاضرة بعنوان ” الاقتصاد السعودي وتحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ “وقد بدأ المحاضرة بتهنئة القيادة الرشيدة ومليكنا خادم الحرمين الشريفين بذكرى البيعة السابعة ومتمنياً دوام الامن والامان وأن يحفظ لنا مملكتنا الحبيبة من كل سوء – نتعرف على المزيد في سياق الحوار التالي :-
ما تآثير رؤية ٢٠٣٠ للاقتصاد السعودي ؟
رؤيـة المملكـة 2030 هـي خطـة وطنيـة تنمويـة شـاملة تهـدف لتحويـل المملكـة العربيـة السـعودية إلـى أنمـوذج رائـد فـي العالـم. وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بانه دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة. كما تستند رؤية المملكة 2030 على ثلاثة محاور أساسية:
مجتمع حيوي اقتصاد مزدهر وطن طموح. ولله الحمد منذ إطلاق السعودية رؤيتها عام 2016، التي تهدف الى لتقليل اعتماد البلاد على النفط وتنويع مواردها الاقتصادية، حيث حققت السعودية الكثير من المنجزات والمكتسبات الي بالحقيقة تفوق في تحقيقها المستهدف خلال هذه المرحلة فعلى سبيل المثال، الإيرادات غير النفطية ارتفعت في عام 2020 الى 369 مليار ريال بينما كانت الإيرادات غير النفطية قبل الرؤية 166 مليار ريال فقط. أيضا قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية ارتفت من 5.3 مليار ريال الى 17.6 مليار ريال. اما فيما يخص البطالة فقد استحدثت المملكة مشاريع كبرى لاستحداث وظائف مباشرة وغير مباشرة، ك مشـروع “نيـوم، مشــروع “القديــة ، شـركة “روشـن العقاريـة.
وفيما يخص ريادة المملكة في مؤشر التنافسية العالمية ، تقدمـت المملكـة للمرتبـة 12 فـي مؤشـر توفـر رأس المـال الجـريء فـي تقريـر التنافسـية العالميـة 2020م، كما ســجلت المملكــة التقــدم الوحيــد علــى مســتوى دول الشــرق الأوسط فــي الكتــاب الســنوي للتنافســية العالميــة الصــادر عــن المعهــد الدولــي للتنميــة الإدارية لعـام 2020م.
وفيما يخص الاقتصاد الرقمــي، توجـت المملكـة بالدولـة الأكثر تقدمـا فـي التنافسـية الرقميـة مـن بيـن دول مجموعـة العشـرين خــال الثلاثــة الأعوام الماضيــة، وفقــا لتقريــر “التقــدم الرقمــي” الصــادر عــن المركــز الأوروبي للتنافســية الرقميــة، كما حصلـت المملكـة علـى المركـز الأول عالميـا فـي سـرعة الإنترنت علـى الجيـل الخامـس فـي عـام 2020م، وأيضا التوسع الهائل في تغطية شبكة الألياف الضوئية حيث ارتفع عــدد المنــازل المغطــاة بالشــبكة من 2.1 مليــون منــزل فــي عــام 2017م الى 5.3 مليون منزل فــي عــام 2020م كما حققت المملكـة علـى المركـز الأول عالميـا فـي سـرعة الإنترنت علـى الجيـل الخامـس فـي عـام 2020م.
اما ما يخص الرياضة، فقد زاد مساهمة القطاع الرياضي في نمو الناتج المحلي من 2.4 مليار ريال الى 6.5 مليار بارتفاع يقدر بـ 170% وذلك عبر إطلاق استراتيجية دعم الأندية الرياضية وزيادة عدد الاتحادات الرياضية و إنشاء شركات خاصة للاستثمار الرياضي.
أيضا يشـكل القطـاع السـياحي رافـدا مهمـا فـي تنميـة الاقتصاد الوطنـي، حيث أظهـرت مؤشـرات مركـز المعلومـات والأبحاث السـياحية “مـاس”، ارتفاع مؤشـر حجـم الإنفاق السـياحي بزيـادة قدرهـا 26 % حيث ارتفع من 5.130 مليـار ريـال فـي عـام 2015م ليصـل إلـى 6.164 مليـار ريـال فـي عـام 2019م.
ونتيجة لتضافر الجهود فقد حققت ميزانية المملكة، في الربع الأول من عام 2019، أول فائض لها منذ عام 2014. وفي أحدث البيانات سجلت المملكة السعودية فائضا في الميزانية للربع الثالث من العام الحالي 2021 بلغ 6.7 مليار ريال، أيضا يتوقع بنمو معدل الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من 2021 بأفضل من التوقعات.
فهذه بعض منجزات الرؤية الي يصعب في الحقيقة ايجازها فقي مقال وذألك لتنوعها وأيضا شمولها عدة قطاعات ذكرنا أبرزها وليس جميعها.
ماهي الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ ؟
. تقوم الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بمواءمة أنشطتها من خلال خطط التنفيذ المعتمدة التي تسترشد بالأهداف المحددة مسبقاً ومؤشرات الأداء الرئيسية، لذلك صُممت برامج تحقيق الرؤية لترجمة رؤية السعودية 2030 إلى واقع ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
برنامج التخصيص، برنامج الاستدامة المالية، برنامج صندوق الاستثمارات العامة، برنامج تطوير، القطاع المالي، برنامج الإسكان، برنامج الاستدامة المالية، برنامج تنمية القدرات البشرية، برنامج التحول الوطني، والاستراتيجية الوطنية للاستثمار حيث تمثل الاستراتيجية أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي أجملَها سمو ولي العهد، عند إطلاق الرؤية، بقوله:” إن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا “، وستسهم الاستراتيجية الوطنية للاستثمار في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، الأمر الذي سيحقق العديد من أهداف رؤية المملكة 2030، بما في ذلك رفع إسهام القطاع الخاص رفع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65% وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر لتصل إسهاماته إلى 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي. وزيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 6 % إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي. و تخفيض معدل البطالة إلى 7% وأيضا تقدُّم المملكة إلى أحد المراكز العشرة الأوائل في مؤشر التنافسية العالمي بحلول عام 2030م. وذلك عن طريق: استثمارات تفوق 12 تريليون ريال (5 تريليونات ريال من مبادرات ومشاريع برنامج شريك، و3 تريليونات ريال من صندوق الاستثمارات العامة مخصصة للاستمارات المحلية، و4 تريليونات ريال من استثمارات الشركات الوطنية والعالمية المتنوعة، تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للاستثمار). ضخ 10 تريليونات ريال أخرى من الإنفاق الحكومي من خلال الميزانية العامة للدولة خلال العشر سنوات القادمة وضخ 5 تريليونات ريال أخرى من الإنفاق الاستهلاكي الخاص لنفس الفترة. ليشكل إجمالي هذا الإنفاق ما يقارب 27 تريليون ريال حتى العام 2030.
ماعلاقة جودة البيئة بالاقتصاد ؟
يفترض عالم الاقتصاد Simon Kuznets سيمون كوزنتس الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 1971، وجود علاقة بين جودة البيئة والنمو الاقتصادي وهو ما عبر عنه باسم Environmental Kuznets Curve حيث تميل المؤشرات المختلفة للتدهور البيئي إلى التفاقم مع حدوث النمو الاقتصادي الحديث حتى يصل إلى نقطة معينة ومن ثم يبدأ النمو الاقتصادي في التحول من عامل مؤثر سلبي للبيئة الى عامل إيجابي ولكن كان التحدي متى او كيف يساهم النمو الاقتصادي في تحسين جودة البيئة؟ فالجواب كان عن طريق الابتكار! وهذا ما عملت علية المملكة العربية السعودية من خلال تبنيها ل مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون خلال رئاستها لمجموعة العشرين في عام 2019 ومن ثم تبنت عدة مبادرات تسهم ليس فقط النمو الاقتصادي ولكن في تنمية جودة البيئة كإطلاق البرنامج الوطني للطاقة المتجددة ومبادرة السعودية الخضراء وايضاً الشرق الأوسط الأخضر.
مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة ورؤية ٢٠٣٠؟
تهدف مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، زيادة حصة المملكة العربية السعودية في إنتاج الطاقة المتجددة إلى الحد الأمثل، كما تهدف لتحقيق التوازن في مزيج مصادر الطاقة المحلية والوفاء بالتزامات المملكة تجاه تجنّب الانبعاثات.
وتشمل مبادرات الطاقة المتجددة والتي تتكامل مع موارد الهيدروكربونية في إنتاج الطاقة، حيث تتمتع المملكة بموقع جغرافي ومناخي متميز يجعل الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة أمراً مجدياً اقتصادياً وداعماً لجهودها في مجال تنويع مصادر الطاقة، كما تسعى المملكة إلى تعزيز وتوسعة مكانتها المتميزة والرائدة عالمياً في مجال الصناعة البترولية، لتشمل مصادر الطاقة الأخرى.
س٥/ مبادرة السعودية الخضراء ورؤية ٢٠٣٠ ؟
منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2016، بذلت المملكة جهوداً كبيرة لحماية البيئة وتقليل آثار التغير المناخي مبادرة السعودية الخضراء تهدف إلى تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة حيث تجمع مبادرة السعودية الخضراء بين حماية البيئة، تحويل الطاقة، وبرامج الاستدامة لتحقيق ثلاثة أهداف شاملة ترمي إلى بناء مستقبل مستدام للجميع وهي : تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من المساهمات العالمية، زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة، رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضي المملكة.
متى ينتهي التدهور البيئي ؟
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال كلمته بمنتدى “مبادرة السعودية الخضراء”، عن اعتزام المملكة العربية السعودية الوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني، بما “يتوافق مع خطط المملكة التنموية”، حيث ستؤدي هذه المبادرات تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار (278) مليون طن سنوياً بحلول عام (2030)وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م. حيث تعمل المملكة العربية السعودية على تخفيض انبعاثاتها من الكربون باتباع نهج شامل يتضمن: تنفيذ برامج لرفع كفاءة الطاقة و تطوير تقنيات احتجاز الكربون و زيادة وسائل النقل العام و زيادة القدرة على إنتاج الطاقة المتجددة.
كما أعلنت جامعتنا الحبيبة جامعة الملك فيصل عن تنفيذ حزمة مبادرات وفعاليات “السعودية الخضراء” حيث أعلن رئيس الجامعة الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي إطلاق مسار تمويل بحثي تحت مسمى “السعودية الخضراء” لتعظيم مساهمة الجامعة البحثية تجاه المبادرة إطلاق برنامج علوم البيئة في كلية العلوم الزراعية والأغذية في العام الدراسي المقبل، بهدف تخريج كفاءات وطنية، وكذلك إطلاق مبادرة تنمية قدرات الابتكار وريادة الأعمال للمزارع المنتجة بالتعاون مع المؤسسة العامة للري، وحملة تشجير مجتمعية استكمالاً لمشروع الجامعة المستهدف غرس ٤٥ ألف شتلة وشجرة، وتأسيس نادٍ طلابي تحت مسمى “نادي السعودية الخضراء” يستهدف زيادة الوعي الطلابي تجاه مبادرة السعودية الخضراء ومستهدفاتها.