تسعى المملكة إلى أن تتبوأ المراكز المتقدمة في شتى المجالات على مستوى العالم ، معتمدة بعد الله على شبابها الذين هيأت لهم كل سبل النجاح والتقدم العلمي وآخر ماوصلت إليه التقنية الحديثة ، وهذا مابدأنا نجني ثماره في بعض المجالات وأصبح أبناء المملكة رموزا عالمية يشار لها بالبنان في المحافل الدولية ، وهناك مجالات أخرى يخطو فيها الشباب خطوات متقدمة نحو الصدارة ليؤكدوا النظرة الثاقبة ونجاح الاستثمار في العقول لبناء مستقبل قوي بين الأمم .
سابقا كنا ومازلنا نتذكر برنامج مواهب وأفكار الذي كان يقدمه الأستاذ صالح العريض وأيضا برنامج مسابقات الذي يقدمه الأستاذ بدر العبدان ، وبالتأكيد لاتغيب عن ذاكرتنا برامج الأطفال التي يقدمها تلفزيون المدينة ، تلكم البرامج كانت بمثابة الفرصة الذهبية لذلك الجيل لإبراز مواهبه واكتشاف قدراته وتنمية معارفه ، مما نتج عن ذلك تنشئة جيل مفتخر بدينه ومحب لوطنه ومعتز بقيمه ، فأصبحوا لاحقا في مناصب ومهام قيادية وقدموا الكثير مما اكتسبوه من تلك البرامج .
أما لاحقا فقد اختفت تلك البرامج مع كثرة القنوات الفضائية وعدم اهتمام المسؤولين في الإعلام ، الأمر الذي أوجد فراغا كبيرا وخطيرا في المحتوى المقدم للطفل السعودي تحديدا ، فأصبح يتلقف فضاءات خارجية تفرض عليه ثقافتها ويتشرب لهجتها بل وتستقطبه لديها بعد أن فقد المحتوى الأمثل في بلده ، وهذا مؤشر خطير يستوجب التحرك العاجل لإعادة ماتم سلبه وهضمه ( بشكل متعمد ) من حقوق الطفل السعودي في إعلامه الوطني .
فهل يعقل أن تلغى قناة أجيال دون مبررات مقنعة ولا يتم إيجاد البديل الأنسب ؟ على الرغم من أنها قناة حكومية خصصت لها الدولة الميزانية والكوادر المؤهلة والتجهيزات الفنية وجميع ماتحتاجه لتقديم المحتوى المفيد للطفل السعودي ، ومثلما فرحنا بانطلاقتها أصابنا الإحباط بقرار إغلاقها حالها حال قناتي الثقافية والاقتصادية ، ليعود أطفالنا مجبرين لقنوات ( يالله الجنة بس ) .
أملنا بالله كبير في معالي وزير الإعلام وفي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بأن يتخذوا قرارا شجاعا وسريعا لإيجاد قناة موجهة للطفل السعودي ، فهو بحاجة ماسة لها ليكون في المستقبل شابا غرست فيه المبادئ الجميلة وأعد لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه ونفاخر به كما افتخرنا بأجيال سبقته في تحقيق تطلعات هذا الوطن الشامخ .
الخاتمة :
احتووا أطفالنا .. فنحن نملك فضاءنا مثلما نملك أرضنا