حينما يتصادم مفهوم التوكل والتواكل ينتج عنه صراع المضمون مع الواقع الفعلي، ليس غريب أن تقع في مشكلة باختلاف أنواعها وصفاتها الصحية والأسرية والاقتصادية، ولكن المحبط كيف نتعامل معها؟ هل نحاول توفير أدوات الحل أم نوفر طرق الهروب من مواجهة المشكلة بالتنصل منها ونكران وجودها ونعلقها على أمور لا صحة لها؟ وإن كانت حقيقة وجودها مسلم بها في الحياة، هذا لايجعل كل المشاكل من صنعها، الكثير يختصر المشكلة بالحسد والسحر مما يجعله فريسة يستغلها المشعوذون ومدّعو الطبابة والرقية الشرعية وهم ليس بأهلها، هذا ما يجعلنا نرجع للخلف قليلاً لنعرف التوكل والتواكل.
التوكل: تفويض الأمر لله تعالى والثقة بما قدر الله مع الأخذ بالأسباب.
أما التواكل: تفويض الأمر لله تعالى من غير الأخذ بالأسباب، ففي الحالتين بعد واتجاه مختلف من توكل على الله اطمأنت نفسه وأمنه من الخوف من الآخرين لأنه جعل أمره لله مع بذل الأسباب.
المتواكل جليس الأوهام لا يعمل بالأسباب ضعيف الإيمان وهذا ما يجره إلى طرق التيه والضياع، كم من مشكلة أسرية بدأت سهلة الحل والسيطرة عليها وصلت إلى التفكك وذلك بسبب عدم البحث عن الأسباب والتعلق بشماعة الحسد والسحر، كم مشكلة صحية كان التدخل الطبي في الوقت المناسب حل لشفائها تضاعفت بسبب البحث في الحلول المظلمة، وهذا الأمر لا يقتصر على فئة معينة من الناس أو مجتمع، أصبح عذر الغريق يتعلق بقشة وهذا الغريق لا يتعلق بطوق نجاة بل بحبل الضياع، قال تعالى: (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً) سورة الأحزاب: ٣
(ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه أن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) سورة الطلاق: ٣
وهناك الكثير ممن يجعلك متحصن من الحسد والسحر إذ كنت متعلقًا بهذا الطريق اجعل لك من الذكر الحكيم حصن تحمي به نفسك، قم بالأسباب وتخلص من تواكلك وابحث عن حقيقة مشكلتك واطرق باب العلاج الصحيح.
آية ٨٠ سورة يونس (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) وهنا يتجلى التوكل على الله والاطمئنان.
(نحن نؤمن بأن لكل مشكلة حل، أو عدد من الحلول لكننا كثيراً ما نؤثر الحلول السريعة والقصيرة الأجل وهذا وإن كان ضرورياً في بعض الأحيان لكن إدمانه يؤدي إلى مشكلات طويلة الأجل) ألبرت أنشتاين.
(الحل لأي مشكلة موجود مسبقاً كل ما علينا أن نسأل الأسئلة الصحيحة التي تكشف الحل) ديل كارنيجي.