
أكد المزارع الشاب الطموح زكي السالم : أن مزرعتهم تعتبر أكبر مزرعة في المملكة لإنتاج الأرز الأحسائي ولإنتاج الباميا والذي يتم تنزيله بشكل يومي للسوق المركزي من 250 إلى 300 سلة يومياً – وأشار السالم بأن انتاج مزرعتهم للرز الأحسائي أصبح من 15 ألف إلى 18 ألف كيس سنوياً بعد أن كان لا يتجاوز 200 كيساً وقال : توجهنا القادم أن نجعل المزرعة واجهة للسياح وزوار محافظة الأحساء – صحيفة جواثا الإلكترونية زارت السالم في مزرعته لنتعرف على المزيد في سياق الحوار التالي :
بداية .. متى بدأت العمل في زراعة وإنتاج الأرز الأحسائي الأحمر؟
أولاً أنا ورثت هذه المهنة من والدي رحمه الله والذي ورثها من جدي رحمه الله ـ وقد عرفت المهنة ومعي أشقائي وان المزرعة التي نملكها لا يقتصر إنتاجها على الأرز الأحسائي الأحمر، وقد بدأت العمل في المزرعة مع أشقائي منذ إن كان عمري ثمان سنوات وقد أعطاني والدي وأشقائي قطعة أرض زراعية لزراعتها في الوقت نفسه عملنا على توسعتها والتوسع في المهنة ليكون إنتاجنا مضاعفاً عن البداية، وبالفعل في عام 2014م زاد إنتاجنا، وفي السابق كان عبارة عن من 100 إلى 200 كيس أرز أحسائي فقط، وكل كيس عبارة عن 40 كيلو، وللعلم أيضا أن مساحة الأرض التي كنا نعمل فيها آنذاك مليون متر مربع مخصصة لزراعة وإنتاج الأرز الأحسائي.
حدثنا عن طريقة حصاد هذا الأرز؟
قبل الشروع في الإجابة أود التوضيح أن إنتاجية المزرعة أصبحت الآن من 15 ألف إلى 18 ألف كيس سنوياً بعد أن كان لا يتجاوز 200 كيس، وبالنسبة للحصاد فهو يصل لمدة إلى ستة شهور، فيبدأ بوضع البذور في شهري 5 و6 من السنة الميلادية ويبدأ الحصاد في شهر 12 من نفس السنة، والحمد لله رب العالمين الآن الحصاد أصبح سهل جداً مقارنة بالسنوات الماضية بفضل وجود الآلات التي سهلت علينا كثيراً في عملية الحصاد والتبييض والجراش، ولدينا المرحلة قبل الأخيرة وهي عملية التخزين، حيث أنه لا بد من تخزين الرز في المخازن لمدة لا تقل عن عشرة أشهر إلى سنة كاملة، وبعد التخزين نذهب لآلة التبييض التي تقوم بتقشير الأرز ثم يكون بالمظهر النهائي باللون الأحمر.
أيضا حدثنا عن مزرعتكم؟
مزرعتنا تعتبر هي أكبر مزرعة في المملكة لإنتاج الأرز الأحسائي أيضا أكبر مزرعة لإنتاج الباميا الذي يتم تنزيله بشكل يومي للسوق المركزي من 250 إلى 300 سلة يومياً ولدينا حقل الجح الملون فنحن أول مزرعة في المملكة جربت وانتجت الجح الملون ويشرف عليها شقيقي جعفر، حيث جرب أولاً البذور حتى وصل للبذرة حتى انتج لنحو خمسة ألوان منها الأحمر والبرتقالي والأصفر، أيضا لدينا حقل لدوار الشمس، أيضا لدينا أكبر حقل بطيخ على مستوى المنطقة الشرقية، وقد حصلنا على المركز أولى على مدى السنوات السبع الأخيرة بالتوالي كأكبر محصول في الأرز الأحسائي والباميا والبطيخ ودوار الشمس، عموماً لدينا في المزرعة محاصيل كثيرة، لكن نتميز بهذه المحاصيل، بيد أننا نطبق نظرية و رؤية المملكة العربية السعودية رؤية 2030 بزيادة الإنتاج للمواطنين، والحمد لله كل منتجاتنا وطنية 100%، ونحن الآن وصلنا لمرحلة أخرى ومنها إنتاج الخبز من الأرز والكيك والكبة
بالتأكيد مزرعتكم الشاسعة تحتاج لعمال بعدد كبير.. فماذا عن هذا الجانب؟
فعلاً المزرعة كبيرة جداً وإنتاجها متعدد وكل العمال الذين يعملون فيها هم بطرق نظامية وشخصياً لدي 25 عاملاً إضافة إلى عمال أشقائي ببقية الحقول، وإحياناً نستعين بعمال إحدى الشركات المتخصصة عبر نظام التأجير اليومي.
ماذا عن أشقائك الذين يعملون معك في المزرعة؟
نحن ثمانية أشقاء وجميعنا نعمل في الزراعة منذ الطفولة وجميعنا في مزرعة مساحتها ثلاثة مليون متر مربع بعد أن كانت مليونا فقط، وأصبحت الآن مليون متر مربع مخصصة للأرز الأحسائي ومليون متر مربع مخصصة للجح الملون والبطيخ والباميا ومليون متر مربع لجميع الخضروات من خيار وباذنجان وغيرها.
ما هو توجهكم القادم؟
توجهنا القادم أن نجعل المزرعة واجهة للسياح وزوار محافظة الأحساء حيث يزورنا الأجانب وأبناء الوطن سواء من داخل الأحساء أو خارجها ليتعرفون عن قرب على (أعرف غذاؤك من أين؟) ونحن نرحب بالجميع صغاراً وكباراً لمشاهدة كيفية الزراعة وقطف ثمارها، وجميع خطوات الزراعة من البداية للنهاية وبإذن الله تعالى لدينا خطة تنفذ في أشهر 11 و12 و1 و2 و 3 من السنة الميلادية بعمل مسابقات للأطفال والكبار تختص بالزراعة أيضا سنقوم بتوزيع البذور والشتلات مجاناً أي صاحب منزل يريد بذور لمنزله للباميا والحلية والرشاد سنوزعها عليهم مجاناً، ونهدف إلى تعليم صغار السن بالزراعة لتستمر إلى السنوات القادمة.
هل يعمل أبنائكم معكم في المزرعة؟
جميع أبنائنا يعملون معنا في المزرعة وفي الحقيقة عائلتنا (السالم) جميعهم مزارعون وتجد نسبة 1 إلى 2 % من الموظفين، وللإشارة نحن نعشق الزراعة وقد أتقن عيالنا المهنة من جيل لجيل لبعد جيل.
أين يزرع الأرز الأحسائي في الأحساء؟
في الحقيقة يعتقد الكثيرون خاصة من أهالي الأحساء أنه يزرع في مزارع بلدة القرين لكن الصحيح أنه يزرع في مزارع مدينة الهفوف بنسبة 98 %، وأي شخص يعترض على هذا الكلام لدي الاستعداد للمواجهة وسأعطيه 100 ألف ريال إذا أثبت غير ذلك، وللمعلومية فأن تجار الأرز الأحسائي من أهل بلدة القرين بعد حصادنا يشترون من عندي ويأخذونه للقرين ومن ثم يبيعونه، ومعلومة أخرى فأن مزرعتنا لوحدها تنتج بنبة 50 % من الأرز الأحسائي من إجمال إنتاج مزارع الأحساء.
رأينا منتجاتكم متوفرة في الأسواق الكبرى حدثنا عن ذلك؟
فعلاً وقعنا عقداً مع شركة كبرى وبداية عملنا بوكسات خاصة بداخلها أكياس الأرز وبصراحة كنا نبيع الأرز بطرق تقليدية حتى سنة 2019م التي عملنا فيها البوكسات لأتلقى اتصالاً من الشركة لنوقع العقد مباشرة، ويتوفر الآن الأرز الأحسائي في جميع فروع الشركة بالمنطقة الشرقية وشركة أخرى لانتاج الزيوت وقعنا معهم الشهر الماضي ويقومون بالتوزيع على مستوى المنطقة الغربية والمناطق الأخرى، ومشكلة هذا الأرز أنه مهضوم من الجانب الإعلامي في السوشل ميديا بشكل كبير، لكن خلال الفترات الأخيرة اختلف الوضع وبدأ يأخذ وضعه وحقه.
ما هو سر ارتفاع سعر الأزر الأحسائي الأحمر؟
ـ نظرا ًلقلته بشكل عام، لكن في سنة 2014م اتفق التجار على أنهم لا يشترون الأرز من المزارعين إلا بـ9 ريال فقط، وأنا من ضمنهم، لكني عارضت على توجههم بقوة، لأن المبلغ لا يوازي حجم التعب والمجهود وتكلفة لإنتاجه، وبصراحة كنت أعيش في غفلة وغيبوبة، حيث أنني كنت أبيع إنتاجي للتجار فقط، ولا أبيع المستهلك، وكان ذلك من زمن جدي ووالدي رحمهما الله ـ لكن في سنة 2014م تغير الوضع، فكان التجار يبيعون الكيلو ما بين 45 و 50 ريالاً، فينا أني أرى أن ما بين 25 و27 يكفيني ويوفي معي إذا بعت ذلك للمستهلك، وبالفعل كان الإقبال كبيراً من قبل المستهلكين على الشراء بهذا السعر والذي يوفر لهم ما يقارب 50 % من السعر الذي يبيعه التاجر، وقد بينت وقتها أن هذا المنتج من إنتاج مزرعتنا بالهفوف، ومن نزلت السعر إلى ما بين 18 إلى 20 ريالاً وزدنا كمية إنتاج إلى 20 ألف كيس، حيث زاد الإنتاج ونزل السعر، وبالنسبة لي السعر كافي ومناسب، وبدوري أرفض الجشع وسأبيع بما يرضي ضميري، فالسعر معقول يناسب الكل فالغني والفقير والطبقة الوسطى يستطيعون الشراء وأكله، وعليهم بالعافية.
هل هناك تجار من الخارج يشترون منكم؟
ـ نعم، وبدورهم يبيعونه في الكويت والإمارات، وكل فترة وأخرى يشترون ألف كيلو إلى خمسة آلاف، وحقيقة أدرس حالياً تصديره مباشرة لجميع دول الخليج العربي، حيث أدر الطريقة والآلية لذلك، أما بالنسبة لجميع مناطق المملكة فما على الزبون الاتصال علي شخصياً ليصله طلبه إلى مكانه، علماً لدينا اتفاقية مع شركات متخصصة للتوصيل لجميع مناطق المملكة، وللتوضيح يتم يومياً الشحن لكثير من مناطق المملكة.
نعود للبطيخ والجح لتحدثنا عنه بشكل أوسع؟
أولاً هو يزرع في الأحساء فقط، ويتم بيعه في الأحساء والمدن القريبة جداً من الأحساء والسبب أنه يذوب بسرعة من الحرارة، عكس الجح الذي يصبر على الحرارة، أما الجح الملون لدينا شاحنات تنطلق يومياً إلى جدة والرياض وجازان، أما الأشياء المجففة مثل السمسم والحلبة والرشاد وحبة البركة يتم وضعها في علب خاصة ويتم توزيعها على مناطق المملكة.
ما هي الأصداء من خارج المملكة؟
أهل الكويت تصلني منهم رسائل عديدة يستفسرون عن مواقع بيع الأرز لديهم بالكويت بل يطالبون بوضع وكيل في الكويت لأنهم من عشاق الأرز، ولا أنسى هناك كويتيون أصلهم من الأحساء ومتعلقين بشكل كبير بالأرز الأحسائي، كذلك أهل الإمارات وإن شاء تعالى بعد أن تنتهي أزمة كورونا نضع في كل دولة خليجية وكيلاً لنا ليسهل للكل شراء هذا المحصول.
ختاماً.. هل حصلتم على شهادات معتمدة وجوائز؟
نعم من جامعة الملك فيصل وجامعة الملك سعود ومن بعض الشركات المتخصصة التي تزور المزرعة برفقتها سياح، وهناك معلومة جداً مهمة فقد أرسلنا عينة من الأرز لشركة أيداك في محافظة الخرج والمخولة من منظمة الدواء والغذاء وحصلنا منها على شهادة، وقد انصدمنا من الأرز، فقد أكدت أنه يختلف تماماً عن الأرز الأبيض من جانب الفوائد، فيما الدكتور أحمد عبدالوهاب فقد زارنا مع وفد رسمي زارنا برفقته وزير من مملكة البحرين الشقيقة، وأكدنا لهم المعلومات لتلك الدراسة بأنه هناك بروتينات معادن وألياف، وطرحنا بعض الأمثلة لفوائده منها أن المرأة في الأحساء والمنطقة الشرقية بعد ولادتها تأكل الأرز لمدة أربعين يوماً ليعوضها لما فقدته، أيضا الذين يعملون بالأعمال الشاقة يتناولون السحور الأرز الأحسائي على أساس يبقي قوتهم لفترات طويلة.