غابة تلك الضحكات والقهقهات التي تمتزج بدموع الفرح والسعادة وتلك الوجوه الباسمة التي تسر الناظرين وغابت تلك الخلطة الجميلة الحقيقية التي تشعرنا بدفئ الوصل والتواصل وحلت محلها احيانا تلك الأيقونات الصفراء والخضراء منها ما يحمل شعار قلب ومنها مايحمل شعار وجه باسم وحزين ومنها مايحمل شعار دمعة فياضة .
رموز نعبر بها للاخرين عن احاسيسنا و اشواقنا ومعاني حزننا وسعادتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة رغم اننا في الوقت ذاته نقبع ونرزح تحت وطأة وحدتنا المقيته وقوقعة الفراغ الناتج من عزلة وسجن تلك الأجهزة الصماء لنا باردة المشاعر والأحاسيس.
وبتنا أسارى ومكبلي الأيدي والارجل كبارا وصغار متعطشين شغوفين ننتظر من يتعطف علينا بوضع وارفاق تلك العلامة في ختام حديث يدور بين اختين اخوين زوجين اوحتى عاشقين احترقا بنار اللهفة وشوق اللقاء .
فهل يكفي ياترى وهل يشبع جوانبنا الإنسانية ذلك؟
انا لا أحقق ولا احلل فقط اتسائل! ولربما يكون ذلك احد الأثمان التي ندفعها نحن البشر مقابل الحصول على تلك الوسائل وميزاتها التي تنقلنا من عالم بشري كان يتواصل بطرق كانت فيه التعابير بالوجه والصوت وحركات الجسد بشكل ملموس وحسي ظاهر للعيان ومقروء من كل الزوايا الى تواصل إلكتروني جامد وباهت تختفي فيه الحقائق ويعجز عن لمس مكنوناتنا ودواخلنا وما يختلج فيها احيانا كثيرة من دوافع ومقاصد وأهداف.
ومن مشاعر جياشة وأحاسيس متدفقة كان من الأولى ان نعبر بها بشكل طبيعي لمن نحب ونهوى بمشاعر وأحاسيس متبادلة بيننا كجنس بشري تشكل الاحاسيس والمشاعر جزء كبير من تفاعلاته وردات فعله تجاه الأشخاص والأمور والتغيرات وتنعكس ايضا مضامين تلك المشاعر بشكل واقعي وحقيقي وظاهر للعيان كي نتشارك اللحظات السعيدة وتخفق قلوبنا برعشة اللقاء الفيزيائي حينما تمسح اناملنا شعرات رأس يتيم
وحينما تناغي أم رضيعها وهي في نشوة السعادة تسبح وتتدفق طاقة الرحمة بين جنباتنا والألفة تنساب بيننا ونحن نتبسم لطفل اسرنا النظر لبرائته الوادعة وهو يضحك جراء غمزات ودغدغات شاركناها في ساعة استجمام عائلي هادىءأو نتقاسم فيها ألم الأحزان ونخفف من وطأتها على ا نفسنا في لحظات الضعف واليأس والانكسار لا سمح الله .
مرشد اسري