جميلة هي تلك اللمة على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك بين أفراد الأسرة الواحدة واطباق اللقيمات اللذيذة والسمبوسة الشهية والأجمل
وحينما تكون تلك اللمة مفعمة بروح الحب والتسامح والايثار والبذل والسخاء بالتعبير عن المشاعر والأحاسيس الجميلة التي نحملها بداخلنا كبشر تجاه من نحب فلا مانع من أن يلاطف الزوج زوجته بكلمات الشكر والثناء وكلمات الرقة والنعومة والتي تحمل شيء من الغزل المحتشم في وجود الأبناء.
وهذا السلوك هو سلوك تربوي رائع وتعليمي هادف لهم يمارسونه بشكل عملي في حياتهم الزوجية والأسرية القادمة مستقبلا، حينما يتشرب هذا السلوك في ذاكرتهم ويحفر في أعماق وجدانهم وذكرياتهم وفوق صفحاتهم النفسية العميقة. كيف لا !
وما الأسرة الا مسرح واقعي نستلهم منه ونمارس فيه أرقى واكمل وأتم الأدوار سواء أكنا أزواج وزوجات، أباء وأمهات أو أبناء وبنات، فلكل منا دوره الذي يؤديه ويعيشه ويتعايش معه ليغذي تلك الجوانب الفسيلوجية والنفسية والروحية بشكل يهديء من ذلك الصراع والتوتر في عدم الأشباع لمثل هذه الحاجات الإنسانية الملحة.
وما نراه في بعض العيادات الأسرية من الصراعات والاشكالات التي قد تصل لحد الخلاف احيانا بين الزوجين أو الأبناء واسرهم
ماهو الا صراع أدوار غير مشبعة بشكل صحيح
أو هناك من تداخلت أدواره مع أدوار الآخرين في الأسرة بشكل غير واعي، وغير منظم وغير مقصود مما نتج عنه تزاحم في الأدوار وأثقلنا سلة الاعباء والحمل والمسؤولية حينما تحملنا أدوار فوق الطاقة .
ما قد ينتج عنه انهيار لمنظومة العطاء بكفائة واستمرارية ويؤثر حتما سلبا على الإحساس بعدم السعادة والتعب والإرهاق فالزوج يلتمس الثناء والتقدير على إنجازاته وبذله من الزوجة بشكل صريح وواضح ، وان لم يفصح هو عن ذلك، لأن طبيعته كرجل يحتاج ذلك.
وكذلك الزوجة تحتاج الحب والتعبير لها بالحب وإظهاره والتعبير عنه لها بعدة لغات، باللمس والهمس والكلمه احيانا.
كذلك الأبناء يحتاجون لأن يشعرون بالأمان والراحة والاستقلالية في بعض مراحلهم العمرية حيث تعبر عن ذلك صراخاتهم، وشغاوتهم وتمردهم اللطيف في المنزل والمدرسة والشارع.
واحيانا كثيرة.
فقط نحتاج إلى وعي راقي وانتباه حاذق لمثل هذه السلوكيات الظاهرة والخفية خلف ميكانيزماتنا الدفاعية والتي تصدرها قسمات وجوهنا واجسادنا واهتزاز اطرافنا وتصرفاتنا في المواقف والظروف المختلفة.
والتي تخبرنا ومن هم حولنا والمحيطين بنا نحتاج إلى الحظن الدافئ والحب الغير مشروط والاحتواء
لننمو بسعادة ورقي وهنا ولننعم كأفراد وأسر ومجتمعات بالاستقرار والراحة.
مرشد اسري