
العنوسة ظاهرة اجتماعية انتشرت بشكل ملحوظ في كثير من المجتمعات حتى أصبحت شبحاً مخيفاً يهدد كثيرا من الفتيات لا سيما العاملات منهن والجامعيات اللاتي رفض الزواج في وقته بحجة الدراسة والعمل وتتمثل العنوسة في منع بعض الآباء تزويج بناتهن من أكفائهن لغرض في نفوسهم يتمثل في غالبا في الاستفادة من رواتبهم اذا كن يعملن أو انتظار عريس وجيهاً أو ثرياً أو نحو ذلك وهذه الظاهرة الخطيرة لها انعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع فتزداد أعداد العوانس بعد أن يفوتهن قطار الزواج فإذا كان الكثير من المجتمعات تعاني مشكلة العنوسة فإن أحد الأسباب الرئيسية طمع الآباء في حال أن تكون الفتاة عاملة أو موظفة ولها مرتب فيخشى إن تزوجت أن ينقطع عنه ما كان واصلا إليه أو لها من دخل من الضمان الاجتماعي أو طمع في مهر أكثر ونحو ذلك وبالتالي يمضي الزمن وتفاجأ الفتاة بتقدمها بالسن وفاتها الزواج فتبقى قعيدة بيت أبيها وأن كان السؤال صعباً إلا أن الإجابة لا تحتاج الى حركة الشفاه لأن نبضات القلب تتسارع ويتقلب الوجه الى ألوان مختلفة وتترقرق العيون إيذاناً بذرف دموع اللوعة والأسى على أمنية قتلتها الظروف لم يكن الأمر سهلاً في اختراق تحفظ الكثير من الفتيات.
حقيقة الأمر
وكان الامر سهلاً مع علياء مهدي (33عاماً) تعمل في أحد المشاغل النسائية الذي اكتفت بقولها: لدي أربع أخوات وأنا الكبيرة من بينهن فوالدي رفض كل من تقدم لخطبتنا بحجة أننا مازلنا صغارا فهذه ليست حقيقة الامر إنما خشية أن ينقطع ما كان إليه واصلاً سواء من الضمان الاجتماعي أو مرتبي الذي لا يفي بأدنى احتياجاتي.
أرفض الإعتراف
بينما تقول الدكتورة ليلى أ , ص: في مقتبل عمري حلمت بذاك القدر العالي من التعليم ولا أنكر أنني كنت أحلم بالرغبة في أن أصبح أما وزوجة في المستقبل ولكن كان التعليم عندي يسبق كل الاهداف لدرجة أنني كنت أرفض الاعتراف برغبتي في الزواج وبقي الحال كذلك حتى حصلت على الماجستير وانتهت رحلة المعاناة الدراسية وبدأ الفراغ يتسرب الى الأعماق واستيقظت على الحقيقة وهي أنني أصبحت أكثر رغبة في الزواج وفتح والدي الباب للخطاب وكلما تقدم شاب فر مدبراً لما وضعناه أنا وأبي من شروط ومواصفات قياسية وإحقاقاً للحق .
تجاوزت الثلاثين
وتضيف الدكتورة ليلى : والدي أكثر تعاطفاً معي ولايريد إرغامي على شئ لا أريده ومضت ست سنوات بعد تخرجي حتى تجاوزت الثلاثين من عمري وهنا كانت الصدمة عندما جاء آخر خطابي والذي أنشد فيه مواصفاتي ولكنه احتفظ لنفسه بهذا الحق وجمع حقائبه وانسحب حينما عرف عمري الحقيقي وبدأت أحمل في نفسي الحسرة على أبي الحنون الذي لم يستعن بتجاربه في الحياة في تحديد مسار حياتي وتضيف أن تعليمي قد زادني وعياً وثقافة ولكن ازددت علما وثقافة وازددت رغبة في أن أكون أما وزوجة لأنني أولاً وأخيراً إنسانة والإنسان مخلوق على فطرته.
مسؤولية المجتمع
وتشير الاخصائية الاجتماعية : خولة الشهري إن المجتمع ينسى أو يتناسى هموم الفتاة فكم واحدة تعيش مأساة حقيقية في حياتها وتمر سنوات العمر أمام ناظريها دون أن تجد يداً حانية تساعدها في الكثير من مشاكلها وخاصة العنوسة فهذه أعتقد أنها مسؤولية المجتمع بداية من الأسرة والقبيلة بأكملها.
الإبتعاد عن الدين
وتضيف الشهري : إن من أهم أسباب العنوسة وهو الابتعاد عن الدين من جميع النواحي وغلاء المهور وتجبر الآباء وحلم الفتاة بفارس أحلامها الذي يحقق كل أمنياتها قياساً على ما تعرضه القنوات الفضائية من مسلسلات وأفلام وهمية وكذلك تأثر الشباب والشابات بعلاقة خطوبة سابقة أو المعاناة التي يشاهدونها ويسمعونها من المتزوجين من متاعب الحياة فيفضلون البقاء من غير زواج لكيلا يصلوا الى هذه المرحلة
توعية الأسرة
وتنوه الشهري الى أهم الحلول للقضاء على هذه الظاهرة بتوفير طرق إيجابية شاملة لتوعية المجتمع من الناحية الثقافية والدينية من إقامة الندوات ومحاضرات أو إنشاء جمعيات تساعد الشباب والشابات من أجل محاربة جميع العادات الرجعية وكذلك يجب أن يكون للمؤسسات الاجتماعية الحكومية والخاصة دور مهم في معالجة العنوسة بتقديم المساعدات المالية والعينية وتجهيز مبدئي وبسيط للشباب وكذلك توعية الأسرة والمجتمع وتوضيح أضرارها الجسيمة التي تلحق حتى بالمجتمعات المحافظة على القيم والمبادئ.