كنت في صالة الانتظار انتظر دوري في عيادة فحص النظر وكان المكان غير ممتلئ بالمراجعين واذا بامرأة مع طفلها الذي يقارب عمره الأربع سنوات وقد وضعته في عربة و تجوب به أرجاء العيادة كانت ملامح الطفل جميلة جداً وعيناه واسعتان خيل إلي أنه كلما مر بي و نظر إلي كأنه يعرفني أو شاهدني ذات مرة في برامج وسائل التواصل الاجتماعي بدأ بالصراخ بصوت عالٍ بين فترة وأخرى وكلما سمعت صوته حزنت عليه لأنه حبيس تلك العربة المتحركة
في هذه الأثناء جاء دوري فناداني الطبيب للدخول فطلبت منه أن يدخل المرأة مع إبنها قبلي فربما هي أحوج مني فشكرني الطبيب على موقفي هذا وقال سأؤجل موعدك بعد هذه المرأة
وتذكرت أن هذا اليوم هو يوم ذوي الإعاقة العالمي 3/12/2020 وبادرتها بالسؤال لماذا ولدك موجود في العربة ألا يستطيع المشي مع اني أراه يحرك قدميه ولم يبد عليه أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة
قالت لي إن إبني مصاب بمرض حساسية البروتين
قلت لها : هذه أول مرة أرى طفلاً مصاباً بهذا المرض
قالت : بسبب هذا المرض وتأخير اكتشافه أصيب بضمور في العضلات وتأخير في العقل والإدراك وأيضا فقد النطق وضعف في السمع… فسألتها هل يبصر؟
قالت : نعم لكنه لا يستطيع التعبير عن ذلك فأتينا به إلى العيادة لنفحص نظره فربما يحتاج إلى نظارة كي يرى العالم من خلالها ولربما تتحسن نفسيته ويعيش طفولتة مع أقرانه من الأطفال فسألتها كيف تتعاملين مع غذائه ؟
فقالت : أنا أعد له الطعام وأختار له الأطعمة والأشربة الخالية من البروتين
قلت لها :كيف تم اكتشاف الحالة؟
قالت : تم اكتشافها في أحد مستشفيات مدينة الرياض على يد طبيب سعودي فبعد معاناة طويلة مع ابني تم تحويلي لهذا الطبيب فشخص المرض وبدأت مرحلة العلاج وأخبرني بأنه لو تم اكتشاف هذا المرض عند ولادته لتجنب الكثير من الأعراض الصحية التي طرأت عليه
وهنا دب الصمت وأخذ قلبي يرجف على هذا الطفل وتذكرت نعمة الصحة والعافية فدعوت الله أن يمن على هذا الطفل بالشفاء العاجل وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات وأن يعود هذا الطفل إلى حياته الطفولية ليستمتع مع أقرانه بالحركة والنشاط وأن تنمو مواهبه حسب امكانياته ويكون قدوة لأصحاب الهمم من ذوي الإحتياجات الخاصة في التغلب على مرضه ويعطي المجتمع دافعا قويا ودمتم سالمين بصحة وعافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونقول كلمة لأصحاب الهمم انتم فئة عزيزة على قلوبنا ولن ننساكم أبداً.