قامة ثقافية وأكاديمية حملت على عاتقها مواكبة المسيرة التعليمية منذ بداياتها، تقلدت العديد من المناصب وساهمت في المؤتمرات والندوات العلمية، لها عدد من المشاريع البحثية المنتهية، كما أنها عضو فاعل ومشارك في العديد من المجالات والأنشطة أما عن الجانب الإنساني، فقد تميزت بكريزما خاصة مكنتها من احتواء العاملين معها واستيعابهم والعمل معهم، يداً بيد للنهوض بقسم الاتصال وتقنية الإعلام في كلية الآداب الذي سعت جاهدة لإرساء قواعده على أرضية صلبة بالإضافة للخبرة الأكاديمية الثرية التي أكسبتها بُعدَ نظرٍ وقدرة على اتخاذ القرارات الإدارية الصائبة التي طوعتها لتطوير القسم وفق أهداف كبيرة وخطط مدروسة حققتها وما زالت تسعى لتحقيقها، هذا بالإضافة للتحديات التي خاضتها في ظل أزمة كورونا وبفضل الله وبمساعدة القادة المسؤولين وتكاتف أعضاء التدريس استطاعت تذليل العقبات ومواصلة العملية التعليمية عن بعد بكل كفاءة فيما يرتقي بمصلحة القسم وتطوره وينهض بالمستوى التعليمي والفكري والإبداعي للطالبات
إنها الدكتورة باسمة بنت فهد الغانم – أستاذ الجغرافيا البيئية المساعد ورئيسة قسم الإتصال وتقنية الإعلام في كلية الاداب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل -صحيفة جواثا الإلكترونية إلتقت بها فكان الحوار التالي :
بداية نود تعرفينا بنفسك من حيث النشأة والتعليم ؟
من حيث النشأة، أنا من مواليد السعودية، ولدت في مدينة الخبر ونشأت في الدمام بالرغم من أن أصولي تعود لمنطقة القصيم، تحديداً مدينة بريدة وأنا الإبنة السابعة بين أخوتي الثمانية ودرست في الدمام طيلة مراحل الدراسة الإبتدائية والمتوسطة وفي المرحلة الثانوية انتقلت إلى مدينة الظهران – منطقة الدوحة – درست تخصص أدبي ومن ثم انتقلت إلى كلية الآداب وتخصصت جغرافيا، ثم تخرجت وأنا أحمل شهادة البكلوريوس مع مرتبة الشرف الأولى، بعد ذلك تم تعييني معيدة في كلية الآداب في نفس السنة بعد شهري الإجازة ومن ثم حصلت على الماجستير في الجغرافيا الطبيعية “جيومورفولوجيا ” ويقصد بها دراسة أشكال سطح الأرض أيضاً درست دراسة الساحل السعودي على الخليج العربي دراسة جيومورفولوجيا وحصلت على تقدير ممتاز ثم درست دكتوراة تخصص الجغرافيا البيئية دراسة حول التصحر في محافظة القطيف ولم يكن يوجد تقدير للدكتوراه في ذلك الوقت، فقط منح درجة.
وماذا بعد الإنتهاء من الدكتوراه ؟
بعد الانتهاء من الدكتوراة حقيقة قمت بالعديد من الأبحاث والتي كان أهمها (الصبخات في المنطقة الشرقية) ثم حصلت على بحث ممول من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، بعنوان (النفايات الصلبة في حاضرة الدمام) وقد خرجت منه ببحثين عن النفايات الصلبة وهناك العديد من الأبحاث المشتركة عن المشكلات البيئية، مثل البحث عن (الآثار السلبية للسياحة البيئية) كما أن هناك أبحاث أخرى مشتركة مع الدكتورة حليمة آل طالب في قسم الإعلام عن (دور الإعلام في التوعية بالمشكلات البيئية في المملكة العربية السعودية)، وبفضل الله، تدرجت في عدد من المناصب منها: وكيلة في قسم الجغرافيا، ووكيلة الأنشطة، ورئيسة الأنشطة في الكلية، ومديرة الجودة على مستوى الكلية، كما اشتركت في العديد من اللجان، ثم توليت منصب رئاسة قسم الاتصال وتقنية الإعلام منذ عام 1937هـ، حتى وقتنا الحالي.
يعد قسم الاتصال وتقنية الإعلام من الأقسام الحديثة في كلية الآداب، متى تم افتتاحه وما الأسباب التي مهدت لذلك؟
بالفعل إن قسم الاتصال وتقنية الإعلام من الأقسام الحديثة في كلية الآداب، فقد افتتح في العام 1435- 1436هـ، لكن خطته تم العمل عليها والانتهاء منها عام 1433هـ، وبدأت الدراسة الفعلية عام 1434- 1435هـ، أما الأسباب التي دفعت الكلية لافتتاح القسم أولاً: ترجع للمساحة الكبيرة التي تشغلها حاضرة الدمام والخبرمن حيث عدد السكان بالإضافة لمحافظة القطيف والجبيل، فالمنطقة الشرقية كبيرة جداً ومع ذلك لا يوجد فيها قسم للإعلام، فقط يوجد قسم في محافظة الأحساء الذي تم افتتاحه قبل كلية الآداب وثانياً: لأهمية الإعلام في هذه المنظقة وضرورة وجود كوادر وطنية من الأكاديميين لخدمة المنطقة الشرقية ومؤسساتها الحكومية والخاصة التي تحتاج لمتخصصين في مجال الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة والتلفزيون وتتطلب وجود قسم إعلامي فيها لمتابعة أنشطتها في هذا المجال خاصة. كل هذه الأسباب مهدوا الطريق لأن يكون هناك قسمٌ للإعلام يتبع لكلية الآداب وكلية الآداب بالطبع تتبع لجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل الخاصة بالطالبات فقط، لذلك كان القبول فيه للطالبات، وقبل افتتاح الدراسة في القسم، تكونت آنذاك لجنة من قبل عميدة الكلية الدكتورة مها بنت بكر بن بكر، ومجموعة كبيرة من المتخصصين من داخل المملكة وخارجها للعمل بالخطة التي أنشأوها وتابعوا العمل على تنفيذها.
كيف ترين إقبال الطالبات على الالتحاق بالقسم ؟
بفضل الله وجدنا إقبالاً كبيراً على الالتحاق بالقسم وهذا ما دفع القسم للتقنين وتحديد أعداد المقبولات على أساس الصفات والمميزات، فقبل أن أتولى رئاسة القسم، كان هناك شروطاً معينة على الطالبة اجتيازها، كاجتياز عدد من المقررات في السنة التحضيرية، مع نهاية فترة رئيسة القسم السابقة وفي بداية فترتي تم تغيير شروط القبول، فكان من أهم الشروط نتيجة لشدة الإقبال على القسم ألا تقل نسبة الطالبة عن 3.5، فقد وكنا حريصين جداً على أن تكون الطالبات الملتحقات بالقسم من المتفوقات والأوائل في السنة التحضيرية، لإيماني القوي بأن إذا كان المدخل جيداً فإن المخرج سيكون جيداً وقد تم هذا القرار عن طريق مجلس القسم وأعضائه، فنحن عندما نستقطب بذرة جيدة وممتازة، مهتمة، تُقَدر التعليم والاستذكار ونزودها بمجموعة من المهارات اللغوية والمعرفية ومهارات البحث والحاسب الآلي وكافة المهارات الإعلامية ستعطينا حتماً مخرجات جيدة .
وهل تعتقدين بأن قراركم كان في محله ؟
نعم اكتشفنا مع الوقت أن قرارنا كان في محله، فالمعدل العالي ينتج مخرجات ممتازة، طالما تتلقى الطالبة رعاية وتدريب تتمثل بالتكليفات التطبيقية والرحلات الميدانية إلى المراكزالإعلامية، واستضافة العديد من الشخصيات الإعلامية كمثال وقدوة يحتذى بها وأنا حقيقة راضية كل الرضا عن المخرجات التعليمية كما أننا نحرص على أن تكون الواجبات تطبيقية بالنسبة للطالبات وليس بالشكل التقليدي، بالإضافة للمعرض العلمي الذي يعرض نتاج الطالبات والأعضاء ويحول المادة النظرية إلى تطبيقية إبداعية وقد وصلنا للمعرض التاسع، كذلك نحن نشجع الطالبات على الكتابة في الصحف الورقية والإلكترونية ونشجعهم على التدريب الصيفي من تلقاء أنفسهم (التعليم الذاتي)، بالإضافة إلى مشروع التخرج والتدريب الميداني الذي ارتفعت مدته من 6 ساعات في الخطة القديمة إلى 8 ساعات.
ما مدى رضاك عن المخرجات التعليمية من أول دفعة تخرج حتى الآن ؟
كل هذه العوامل مع وجود أساتذة على مستوى كبير من الكفاءة ساهموا في جودة المخرجات التعليمية في القسم وأنا راضية تماماً لأننا منذ البداية خططنا بشكل جيد. وعرفنا نقاط الضعف وقمنا بمعالجتها، كما أن آراء أرباب العمل آراء مشرفة، فهم راضون كل الرضا عن الطالبات ويقومون باستقطابهن وحجزهن للعمل لديهم في وقت مبكر، لأنهم اكتشفوا كفاءاتهن، والخطابات التي تصلني تكاد لا تتوقف، يطلبون طالبات الإعلام سواء كمتطوعات أو للتوظيف الرسمي في داخل الكلية والجامعة والخارج والأرقام تشهد بذلك وأهم الأمور التي ساعدت على تدريب الطالبات وتهيئتهم لسوق العمل هو وجود فريق عين الإعلامي والتنظيمي الذي ساهم في تدريب وتطوير الطالبات بشكل مستمر وهم على مقاعد الدراسة، كذلك يسمح للخريجات بالمشاركة أيضاً، فالقسم هيأ بنية تحتية جيدة وكلنا راضين جداً والأرقام والمؤشرات والمقاييس من أرباب العمل كلها تشهد بجودة قسم الاتصال وتقنية الإعلام بجميع مساراته.
ما الصعوبات التي واجهت القسم منذ بداية تأسيسه ؟
أحمد الله لم أتعرض لأي صعوبات في القسم سوى مشكلة قلة عدد أعضاء هيئة التدريس، خاصة فيما يخص الاستقطاب من الخارج أما ما يخص الكوادر السعودية هناك شرط أن يكون عضو هيئة التدريس السعودي من البكالوريوس إلى الدكتوراة تخصصه إعلام، لكنني بفضل الله قمت برفع طلب لتغيير هذا الأمر والاكتفاء بتخصص الماجستير والدكتوراة والتغاضي عن البكلوريوس، وبهذا استطعنا استقطاب سعوديات للتدريس وطالما كان هناك تخطيط سليم من البداية ستقل المخاطر وتتلاشى الصعوبات، فمنذ أن استلمت القسم كان أمام عيني رسالة خططت بناء عليها وهي بناء كفاءات إعلامية متميزة محلياً وإقليمياً وعالمياً، متسلحة بجميع المهارات العلمية والعملية، وتتحلى بالأخلاق ومتمسكة بالقيم الإسلامية النبيلة .
من يقف خلف نجاح القسم وهذا التميز ؟
الدعم المستمر من عميدة الكلية السابقة سعادة الدكتورة أميرة الجعفري، وعميدة الكلية الحالية سعادة الدكتورة مشاعل العكلي وجميع الوكيلات فهم دائماً في حالة دعم مستمر للقسم لهذا لا توجد صعوبات وأذكر أن القسم في بداياته بدأ بمسار الصحافة والنشر الإلكتروني وبالرغم من قلة عدد أعضاء التدريس إلا أنني تمكنت من فتح مسار العلاقات العامة والإعلان، واستطعت وضع خطة بديلة لتحدي مشكلة أعضاء التدريس، وبفضل الله أيضاً سيفتتح في الفصل الدراسي الثاني من هذا العام مسار الإذاعة والتلفزيون، لقد كان بمقدوري أن أتخذ قلة أعضاء هيئة التدريس ذريعة، لكن لا، وجدت خطة بديلة، حيث قللت من عدد الشعب في المسارات السابقة وقسمنا العدد على بقية المسارات، فالبتالي ذللنا الصعوبات ودائماً نحنً في حالة إنجاز وتميز بفضل الله وبفضل أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية ومساندتهم المستمرة وتقديرهم لي واحترامهم لعملهم وإخلاصهم فيه، وكذلك بدعم العميدات والوكيلات لا يوجد أي مشاكل، وأنا أقول دائماً أن ” العدل أساس الحكم” وأنا بفضل الله أحاول أن أكون عادلة بين الهيئة التعليمية والإدارية والطالبات وفي كافة أمور حياتي ولهذا لم أتعرض لأي صعوبات أو مواقف غريبة ولله الحمد.
كيف كان وقع قرار تعليق الدراسة والحظر عليكم وكيف تعاملتم مع القرار وأنتم في بداية الفصل الدراسي الثاني، وعند صدور القرار باستئناف التعليم وتحديداً “عن بعد“وكيف كان استعدادكم للعمل بالأمر السامي من حيث الجهوزية والخبرة ؟
لقد تم وضع خطة طوارئ سريعة، فعالة ومحكمة من خلالها تم تدارك الأمر بسرعة وذلك بجهود القيادات العليا في الكلية التي تضع الخطط ونحن كأقسام نعمل عليها بشكل مصغر، لقد عانى الجميع من هذا الأمر، لكن وجود الخطط المحكمة سهلت على الكلية والأقسام تدارك الأمر بأقل وقت وأعلى كفاءة. بالإضافة لتظافر جهود أعضاء التدريس جزاهم الله خيراً، والإداريين والطالبات حبايبي اللواتي عانين كثيراً، الحمد لله … وأعود وأكرر أن الفضل للتخطيط السليم والمتابعة الممتازة وتحسين نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة وبالتالي النتائج ستكون مذهلة ولقد تكونت لدينا خبرة من خلال الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي وكنا على استعداد وجهوزية تامة، عملنا عن بعد، جداولنا تمت عن بعد، قدمنا المحاضرات عن بعد، تغلبنا على نقاط الضعف وتمسكنا بنقاط القوة ونحمد الله فقد سارت الأمور على أكمل وجه وبالوقت المحدد طالما نحن نقف على أرض صلبة.
ما الخطوات والتدابير التي اتخذت للحفاظ على سير العملية التعليمية وضمان استمرارها واستقرارها، من حيث متابعة الطالبات والتزامهم؟
لدينا هيكل تنظيمي في الجامعة وفي القسم أيضاً، تأتيينا من خلالهم التدابير والخطوات للكلية ثم تعمم على الأقسام، فقد طُلب منا أن نقدم تقريراً عن سير المحاضرات بشكل يومي لكل مقرر وكان الأستاذة يقدمون محاضراتهم في الفترة الصباحية من منازلهم عن طريق زووم ويضعون الرابط والإعلانات الخاصة بالواجبات والاختبارت للطالبات على البلاك بورد، وبعد انتهاء المحاضرة وتسجيلها يوجد لدينا نموذجاً لتتبع سير العملية التعليمية التي يقوم بتعبئته أعضاء هيئة التدريس، يذكرون فيه المشاكل التي تعرضوا لها إن وجدت ويسجلون الحضور والغياب ويوثقونه في سجلات الطلاب ومن خلال هذه التقارير نعمل على حل المشاكل أولاً بأول وفقأ للخطوات والتدابير التي تصلنا من الجامعة والتي تطبق في الكليات والأقسام، وعن طريق وكالة الشئون الأكاديمية والعميدة على مستوى الكلية، فإن لم يجدوا لها حلاً ترفع عن طريق الجامعة كذلك، نستعين بالمجلس الطلابي الذي قامت العميدة بعقد اجتماعات معه عن بعد واستلهمت منهم آراء كذلك نحن كرئيسات الأقسام والأعضاء لدينا قروبات على الواتس أب، لدينا وسيلة تواصل عن طريق الإيميلات مع الأعضاء والكالبات لمعرفة المشكلات والعمل على حلها.
كيف وجدتم تفاعل الطالبات مع أعضاء التدريس وما العقبات التي واجهتهن، هل كان لديكم حالات انسحاب ؟
نحمد الله، كان هناك تفاعلاً كبياراً من الطالبات مع أعضاء التدريس، فهم جيل الثورة المعلوماتية والتقنية ولم نواجه عقبات إلا فيما يخص الحضور والسبب عدم توفر أجهزة كمبيوتر وملحقاتها لدى بعض الطالبات وكان هناك تعاطف وتعاون كبير من قبل أعضاء التدريس، فقد منحوهم العديد، العديد من الفرص حتى أستقرت أوضاعهن، أما فيما يخص حالات الانسحاب من القسم، نحمد الله لم نواجه حالات انسحاب ونحن في القسم وتكاد تكون معدومة، لكن كان لدينا بعض الطالبات المعتذرات عن دخول الامتحان في وقته المقرر وكما تعلمون كانت الامتحانات في شهر رمضان وبعد ذلك دخلن الامتحان في نهاية الشهر.
وكيف قمتم بمتابعة عملية دخول الطالبات للاختبارات ؟
كان هناك متابعة للاختبارات كما هو الحال مع المحاضرات، فقد تكونت لجنة خاصة للاختبارات في القسم وكان لدينا أنذاك منسقة للتعليم الإلكتروني الأستاذة أسماء الحمد، والآن لدينا الأستاذة شمائل العبود مسؤولة التعليم الإلكتروني، فكنا نقوم بعقد اجتماعات عن طريق منصة زووم بشكل يومي، حيث أقوم بالاجتماع مع أستاذة المقرر ورئيسة لجنة الاختبارات الأستاذة رحاب السيد ومنسقة التعليم الإلكتروني آنذاك الأستاذة أسماء الحمد داخل القسم في يوم الاختبار ويحدث أن يكون لدينا عدة اختبارت في يوم واحد موزعة على فترات، وكنا قبل الاجتماع نعمم على الطالبات للمشاركة وطرح الأسئلة في الشات حول المشاكل التي واجهتهن في الاختبار ونقوم بحلها فوراً، هذا بالإضافة للقروبات في الواتس التي كانت تجمع الطالبات مع أساتذة المقررات.
ما النتائج التي خرجتم بها من تجربة التعليم عن بعد ؟
كانت تجربة التعليم عن بعد فيها صعوبة ومخاطر لكن بحمد الله تم التغلب عليها وحلها بمنتهى السرعة وعلى أعلى مستوى كان سير الاختبارات مرضي جداً والوقت كان كافياً أيضاً والسياسة التي طبقت على حسب الهيكل التنظيمي
وهل كانت مرضية لكم ؟
بالنسبة للأقسام كانت راضية عن سير عملية الاختبارات والأسئلة لكن كان هناك نقطة واحدة لم نستطع التحكم فيها بشكل كبير،ا وهي مسألة الغش التي ترجع لمبادئ وأخلاق وقناعات الطالبة نفسها، فالجميع سيحصل على الشهادة، لكن الفروقات ستظهر في سوق العمل وسيُعرَف من الطالبة التي بذلت جهداً على نفسها من الأخرى.
من المعروف أن الأزمات تضعنا على المحك، فكيف بجائحة تهدد العالم بأسره، كيف استطعتم كأعضاء تدريس تخطي الضغط النفسي والعملي للقيام بالمهام الموكلة إليكم ؟
طبعاً الجائحة باغتت جميع دول العالم على جميع الأصعدة والمؤسسات والهيئات والوزارت، ونحن جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة، فإيماننا القوي بالله سبحانه وتعالى ثم بدورنا من المؤكد أنه سهل علينا كثيراً في تجاوز هذه الأزمة، فالشخص إذا كان لديه حباً لعمله وإيماناً بمسئولياته، سيتغلب على أي ضغوط تواجهه، هذا بالإضافة إلى كوننا نساء متعودات على العمل تحت الضغط، فنحن زوجات وأمهات تعترضنا أمورٌ كثيرة في الحياة في التوفيق بين متطلبات الأسرة والعمل وإن إيماننا وحبنا لعملنا وبلدنا ورفعة ديننا ويقيننا بأن هذا واجب وطني على جميع الأصعدة، مكننا من تخطي الأزمة بأقل ضغط نفسي.
كيف كان استعدادكم للعام الدراسي الحالي خاصة بعد خوض تجربة سابقة ؟
أكسبتنا التجربة السابقة خبرة وزادتنا قوة، تعلمنا مما واجهناه من مشاكل، واستطعنا بحول الله تخطيها بأقل ضغط نفسي وبأكثر احترافية، خاصة أن الجزء العملي لدينا في القسم معظمه تقني وينفذ عن بعد سواء كان التدريس النظري أو العملي، كنا مستعدين وبأقل اخسائر نفسية وتعليمية.
ما هي تطلعاتكم المستقبلية ؟
مثلما كان لدي أهداف منذ أن استلمت القسم، كفتح مسارات للعلاقات العامة والإعلان ، سيفتتح في الفصل الدراسي الثاني مسار الإذاعة والتلفزيون بالرغم من عدم توفر استديوهات لدينا، لكني عملت بجد في العطلة الصيفية مع سعادة عميدة الكلية على إقامة شراكة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، متمثلة في تلفزيون الدمام وإذاعة الدمام وإن شاء الله سيأخذن الطالبات الجزء العملي في هيئة الإذاعة والتلفزيون وكان هدفي أن أجعل الطالبات في حالة تدريب مستمر منذ بداية دخولهن القسم حتى التحاقهن بسوق العمل وقد تمكنت من تحقيق هذا الأمر من خلال ما ذكرته من أنشطة نقوم بتنظيمها لتنمية مهارات الطالبات، بقي أمر واحد لم يفتح وفق الخطة وهو فتح المسار العام ولكن هذا لن يتم فتحه أبداً بسبب عدم الاحتياج له في سوق العمل.
وهل هناك هدف معين تسعين لتحقيقه ؟
نعم – فهو : أن يُفتتح دراسات عليا (ماجستير ودكتوراة) داخل القسم، هذه من أهم التطلعات المستقبيلة التي أتمنى أن تتحقق، كذلك أتمنى بإذن الله والذي نسعى إليه بكل ما نستطيع وبأعلى المستويات أن يحصل القسم على الاعتماد الأكاديمي الوطني غير المشروط وأن تخرج شهادات الطالبات السابقة والحالية وعليها شعار وختم الاعتماد الأكاديمي، البرامجي غير المشروط من الوطني، هذه تطلعاتي المستقبلية فيما يخص القسم وبإذن الله ومع التدريب المستمر للطالبات ومع حالة التسويق المستمر للقسم في سوق العمل وفي جميع المراكز الإعلامية استطعت تحقيق هذا الهدف من خلال السماح لهم بأن يكن متطوعات في الوزارات والهيئات الخاصة والحكومية، يذهبن إليها ويعملن معهم، يكتسبون خبرة ويكتشفونهن هذه الجهات ويثقون فيهن ويوظفونهن، كذلك نقوم بالتسويق للطالبات من خلا تويتر وسناب شات والانستغرام ونقوم بعرض انتاجهم في قسم الاتصال وتقنية المعلومات فيعلة تويتر وفي جميع وسائل الإعلام الرقمي، أيضاً نسوق للطالبات من خلال خدمة المجتمع التي يقومون بها مع أعضاء التدريس ومن خلال مشاريع التخرج وعرض إنتاجهم، كذلك من خلال الذهاب للمدراس والجمعيات الخيرية وزيارة المراكز وإلقاء محاضرات وعمل ورش عمل، كل هذه تطلعات مستقبلية بالرغم من أننا قمنا بها، إلا أننا نتطلع للإستمرار في السير على هذه الأهداف والحمد لله جنينا ثمار هذه الأهداف.
وماذا أضافت لكم جائحة كورونا ؟
أضافت لنا جائحة كورونا أن دوام الحال من المحال والنعم إلى زوال إذا لم نحافظ عليها، وتأكدنا من خلال تعاليم ديننا “أن الزمان ذو غير” وحال المسلم في تغير وتقلبات بين حال الخير والشر وأنه دوماً معرض للصعوبات والأزمات ولكن بفضل ديننا وحكومتنا الرشيدة وجامعتنا العريقة تأكدنا أننا أقوياء وأن لدينا كوادر وطنية تتمتع بإمكانيات وكفاءات عالية جداً ونستقطب أعضاء هيئة تدريس أكفاء من الوطن العربي يساهمون معنا في خدمة هذا الوطن وفي خدمة العملية التعليمية، فجائحة كورونا أكدت أننا معرضون للصعاب لذلك يجب علينا أن نكون مستعدون ولدينا خطط بديلة حتى نحصل على أعلى نتائج بأقل خسائر والحمد لله رب العالمين .
كلمة أخيرة تودين قولها ؟
أود أن أوجه الشكر الخاص لك شخصياً على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار الشيق والثري من خلال هذا المنبر الذي يتميز بطابع مقدس تنحني له الهامات فخراً واعتزازاً والشكر مصول لإدارة صحيفة جواثا الإلكترونية ولكل العاملين فيها .