في هذا (اليوم الوطني) المجيد لا شك أن القلم يقف عاجزا أمام شموخ الوطن وقامته خاصة إذا كان وطن بحجم (المملكة العربية السعودية) .. وماذا عسانا أن نكتب في حب الوطن الغالي (السعودية) ..
هل نكتب عن ترابها أم عن خيراتها أم عن رجالها أم إنجازاتها أم عن ماذا سنتكتب؟
خاصة إذا كان الوطن كشموخ بلاد (الحرمين الشريفين) وكفى؟
أقدس بقاع الأرض وأطهرها
ويكفينا هذا شرف ومفخرة فنحن نعيش في رغد من العيش ،وكثير من النعم التي لاتعد ،ولا تحصى ؟
وأما الأمان الذي لا تجده في مكان آخر في هذه الدنيا فحدث ولا حرج والشكر موصول لقادة هذه البلاد : (الملك سلمان وولي عهده الأمين) ورجالها ، والذين كان لهم الأثر البالغ في كل ذلك ..
ولذا علينا أن نشكر الله تعالى على جميع نعمه؟
إننا نحتاج إلى وقفة مع أنفسنا لنراجع مانفكر به ونؤمن به تجاه الوطن لانه ذلك حق وواجب علينا أن نكرمه وندافع ونحميه بكل مانستطيع بالروح والدم والمال والنفس ..؟
يروى في الحديث الشريف (حب الوطن من الإيمان) .. ولأن الوطن أغلى ما يملكه الانسان ولكن علينا أن لا يأخذنا الاستعلاء والعنصرية ،والترفع على الغير خاصة مع أشقاءنا من بلاد الإسلام ..؟
وخير مثال في حب الوطن قدوتنا (الأنبياء ع) ، وعلى رأسهم نبينا الأكرم/محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. والذي تحسر على فراق وطنه (مكة المكرمة) .. حتى قال له الباري جل وعلا (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ) .. وكان إذا أتى رجل من مكة كان يسأله عن أرضها ويتشوق إليها وكان يقول الله يعلم أنني أحبك وهي مسقط رأسي.. رغم ما لحق به من سوء؟ ولكن جاءه الوحي من ربه .. سنردك إلى بلدك ظافرا منتصرا …
وعلى الإنسان أن لاينسى مكان ولادته ومسقط رأسه وعشقه لأرضه التى ربى وترعرع فيها وروى منها طفولته حتى كبر ..ثم نشأ بذلك حبا وثيقا بينه وبين أرضه التي عاش فيها .. وقد روي عن الإمام علي ع : (من كرم المرء حنينه لوطنه… ) .. وحنين الفرد وشوقه لوطنه لا يعتبر مستنكرا أو غريبا بل هو من مكارم الأخلاق ،وتذكر أحاديث أخرى ذلك ..
والمعنى الصحيح للوطنية أن يعيش الإنسان بكل عزة وكرامة وشموخ كما هو وطننا .. لا أن يعيش مهان وفي ذل وتحقير وتهميش لذا وجب عليه أن يهاجر من وطنه لبلد أكثر أمانا له ولأسرته .. كما فعل النبي ص عندما هاجر للمدينة .. وطلب من الصحابة الهجرة للحبشة حتى يأمنوا على أنفسهم ووصف ملكهم (النجاشي بالملك العادل) ..؟
ويقول الإمام علي (الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة)
ولو ألقينا نظرة دقيقة على مناطق كثيرة من العالم .. لوجدنا كم يعيشون من الآلام والماسي والمحن .. من حروب وصراعات وكوارث وفقر وجوع .. ومشاكل سياسية وعرقية وطائفية إلا (بلاد التوحيد) وهو شعارها منذ تأسست تنعم بالرفاهية والأمن والسلام وعلينا أن نعي هذا ونشعر به ونحتاج أن ندرك معنى كل ذلك جيدا
وعندما يكون حب الوطن من أجل الدفاع عنه ضد المعتدي والطامع به فهو مما يثاب عليه المرء ويجزى عليه ويعد من العمل الصالح الذي يحبه الله ورسوله .. هنيئا لنا بهذا الوطن الذي يتعايش جميع أطيافه ومذاهبه على المحبة والأخوة والسلام..!! دمت ياوطني شامخا عزيزا (حفظك الله تعالى) من كل سوء ومكروه .