منحت جمعية الكشافة العربية السعودية ، الجانب الإعلامي الكثير من اهتماماتها في العقدين الأخيرين إدراكاًً منها لأهميته في إظهار الصورة الحسنة والمتميزة للحركة الكشفية ، وتوثيق التأريخ الكشفي السعودي ، حيث بدأت وفق منظومة دقيقة في العمل على تحقيق ذلك الأمر ، والذي بدأ عام 1423هـ بفصل مفوضية الإعلام عن مفوضية العلاقات العامة والمتابعة ، والتي كانت مهمة تقوم بها شخصية واحدة عدة سنوات ، وهو ماجعل العمل الاعلامي الكشفي يبرز ويظهر بصورة مميزة خاصة وقد استقطبت الجمعية على مدار تلك الفترة مفوضين اعلاميين أصحاب خبرة وقدرات مكنتهم من الارتقاء بالإعلام الكشفي السعودي ، ثم وافق مجلس إدارة الجمعية في جلسته الثامنة عام 1429هـ على دليل تنفيذ سياسة تنمية القيادات ، والذي تضمن ولأول مرة التأهيل القيادي المتخصص تمشياً مع ماطرح في المؤتمر الكشفي العالمي الثاني والثلاثون في باريس 1990م، وما اقر في المؤتمر الكشفي العالمي الثالث والثلاثون في بانكوك 1993م ، حيث أدرجت الجمعية التأهيل العالي في الاعلام بتخصيص دراسة مساعد مفوض ، ومفوض في الاعلام والعلاقات ، يتضمن محتواهما الكثير من المهارات والمعارف التي تؤهل القائد الكشفي الى حد ( ما ) في الاتصال الكشفي الذي تريد.
ولم تكتف الجمعية بذلك فقد أتاحت الفرصة للكثيرين ممن تتوقع وترى أن لديهم ميول إعلامية من قياداتها بالتأهل في معهد الاهرام الاقليمي للصحافة من خلال الدبلوما الاعلامية التي عقدتها المنظمة الكشفية العربية – الاقليم الكشفي العربي – على مدى عشر سنوات مع المعهد ، واتاحت الفرصة للفئات العمرية بالمشاركة في الاعلامي الصغير الذي نظمته المنظمة أكثر من مرة .
كما اقامت الدورات المتخصصة على مدى سنوات ، وجعلته أحد اهدافها في خطتها الاستراتيجية 1433- 1437هـ والذي اكدت فيه على تحقيق الاتصال بأحدث الوسائل والطرق الحديثة بما يعزز الصورة الذهنية الايجابية للكشفية في المجتمع ، وهو ماكان يتسق مع الهدف الاستراتيجي للمنظمة الكشفية العربية الذي أهتم بالتواجد الاعلامي الدائم من أجل تحسين صورة الكشفية ، وابراز دورها التربوي كحركة تواجه القرن 21، وصولاً الى استراتيجيتها الأخيرة التي أكدت على تقوية الاتصالات باستخدام أحدث الوسائل والتطبيقات المواكبة للعصر، والعمل على تمكين أعضاء الحركة الكشفية وقادتها من مهارات الاتصال والتسويق لتعزيز الصورة الذهنية للحركة وكسب التأييد لها من أجل إظهار الأثر المجتمعي وجذب اعضاء جدد ، ورغبة في تحقيق م اجاء في أولويات الخطة الاستراتيجية للكشافة العالمية في مجال الاتصالات والعلاقات من الرغبة في أنه ينبغي أن ترسم وتحدد صورة الكشفية بدقة ما نقوم به ولماذا نقوم به ؟،باستخدام أساليب وطرق الاتصالات الأكثر تأثيرا ًوالاندماج في علاقات وشراكة فعالة من الناحية الاستراتيجية، اعترافاً بالحركة الكشفية كحركة شبابية رائدة في العالم.
ولم تكتف الجمعية بكل ذلك بل حرصت على دعم وتشجيع وتحفيز وتقدير من لهم دور متميز في ذلك العمل بمنحه نوط التميز في الاعلام والعلاقات العامة ، وتم تأطير وإدراج ذلك النوط ضمن لائحة التكريم الكشفي التي اصدرتها الجمعية عام 1425هـ ، حيث دخل حيز التنفيذ في النسخة الأولى من حفل التكريم الذي أقيم في المدينة المنورة بتاريخ 21 شوال 1426هـ ، والذي رعاه صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة – آنذاك – حيث تم منح النوط للدكتور ماجد الماجد ، والقادة مبارك الدوسري ، وعبدالرحمن المصيبيح ، وماجد الرشيد ، كما تم منحه وليد بن الزويمل ، والمهندس وليد الشويهين في حفل التكريم الثالث الذي اقيم بالقصيم بتاريخ 4 ذي القعدة 1429هـ ، ورعاه حينها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ، أمير منطقة القصيم – آنذاك – ، وتم منحه للقادة فهد الجهني ، وعلي البحري في حفل التكريم الرابع في جدة بتاريخ 8 جمادى الثانية 1431هـ والذي رعاه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية – آنذاك _ .
لقد أدى ذلك الاهتمام و التخطيط إلى حضور قوي وفاعل للإعلام الكشفي السعودي تجلى ذلك في مواسم الحج ، وفي المؤتمرات والمخيمات العالمية ، اسهم وبشكل مؤثر في تنمية العضوية بالكشافة السعودية ، وأصبحت أنشطتها ظاهرة للعيان ومقدرة من أفراد المجتمع جعل الكثير من المؤسسات تحرص على عقد الشراكات مع الجمعية ، والكثير من الجهات تؤسس للعمل الكشفي داخل مؤسساتها وهو الهدف الذي ترغبه الجمعية وتحقق بفضل الله ، ثم التخطيط السليم ، ووجود كفاءات وطنية تصدرت للمهمة يمكن أن نصفهم بأعلام في إعلام الكشافة السعودية .