في بعض الأحيان يكون الشّاعر نفسه فنانا تشكيليا وخطاطاً مبدعا فيقوم بعملية تشكيل قصائده وهو يحرص على كتابته بشكل أو بآخر يحوّل مضامين كلماته إلى رسوم موازية لها أو قد يجعل كتابة القصيدة تشكل صورة معينة .. هذا ما يفعله الزميل الصحفي الأستاذ عبدالناصر الأسلمي الذي ابدع في كتابة قصائده وهو ما يجعل من القصيدة تتحول إلى لوحة تشكيلية تُعبّر عن المعنى وعن معنى المعنى على حد سواء مؤمناً بأن الشعر وثيق الصلة بفن الرسم الخط وغرضهم في إيقاع المحاكيات في اوهام الناس وحواسهم – مركزاً على الجانب البصري الذي يجعل منهم أقرب إلى الحس من خلال المحاكاة
بدأت الملامح الشعرية لدى الأسلمي منذ طفولته حيث كان يستمتع بالأجواء المطيرة التي كان يستغل جزءا منها انعكاسا لمواهبه في الرسم والخط على الرمل حداً على تعبيره – بدأ حياته الاعلامية ناشراً لقصائده في صحيفة الوطن الكويتية في صفحة مساحة للجميع والتي كانت تجتذب المواعبد الشابة وتنمي مهاراتهم على النشر حتى اثرت فيه الصبغة الصحفية فصار من روادها من عام ٢٠٠١ وتدرج في الصحف والمجلات الكويتية الى ان اينقر غلى جريدة السياسة الكويتية محررا صحافيا منذ العام ٢٠٠٦م .
نتعرف على المزيد في سياق الحوار التالي الذي اجرته صحيفة جواثا الإلكترونية :
بداية حدثنا عن طفولتك ونشأتك ودراستك ؟
طفولتي كانت لها البدايات الفعلية لما عليه انا الآن من شخصية استطيع اطلاق وصف التنوع عليها فأنا مهتم جدا بالخط والرسم والشعر وطلبني المدرس المختص عضوا في فريق الشعر في مرحلة من مراحل الدراسة كنت اهوى نزول المطر كي ارسم الأحرف على تراب الساحة القرريبة من بيتتنا وكنت اعشق لغة العرب الفصحى فكنت اتكلم بها في بيتنا مع اخوتي ولو ان ذلك نحا منحنى اخر حيث اتخذها البع كنوع من الطرائف والضحك من بعض اهلي وكنت اعشق التاريخ صورا وحكايات ، الطفولة كانت مزيج كثير من الاحداث والذكريات اهمها انني احب عالمها الذي افل عنا او افلنا عنه
اي مرحلة فيها اثرت عليك ؟
في مرحلة الصف الرابع المتوسط ثم الثانوية بكل مدارحها حيث كانت تلك فترة التحول الجسدي والنفسي لكل شخص منا التحول التام والتشكيل الشخصي العام لكل شاب ففي إطار هذه الفترة المعينة كنت قد تشكلت شخصيتي ما بين فتى جريء على العلم والمعرفة والكتاب والقلم ورجل صغير يحمل هموم الحياة والدنيا وكيف يساير ظروفها التي كانت قاهرة الى حد كبير فمعظم احلام الصب والطفولة تبخرت على رصيف الشمس التي كانت واقعا لم نتوقعه يوما ما بسبب ظروف الدراسة التي تغيرت والمتطلبات الشخصية التي يجب ان توفرها لنفسك ، فهذه المرحلة كنت كزوبعة صارعتها بكل ما اوتيت من قوة
كل شخص تواجهه عقبات ؛ كيف واجهتك وماهي وكيف واجهتها ؟
اولى العقبات التي واجهتني في حياتي هي الصدق والكذب حيث كنت يجب ان اختار طريق ان اكون من الشلة التي لا تهتم بشيء من الحياة غير اللحظة الآنية ثم ليكن ما بعدها ما يكون وهذه الشلة زمامها الكذب ثم ما يلف لفيفه او اختار ان اكون في مصاف الفتيان المهتمين بأنفسهم ودراستهم ومحيطهم الاجتماعي حيث شكل ذلك لدي صراعا عاطفيا في حب بعض الشلة الأولى وحب اشخاص من الشلة الثانية واستمر ذلك يؤثر في الى عمر معين ثم صدقت مع نفسي ووقفت لها وقفة جادة فاخترت الشلة الثانية فهي الافضل في كل الاحوال على ان مغريات الاولى كانت اكثر
هل ترى كثرة الأعمال الشعرية إيجابية او العكس ؟
كثرة اصدار الدواوين الشعرية والاعمال الشعرية لا تدل على الحس الشعري العالي ولا تدل على مقدرة شعرية متوثبة بل هي ارشفة عمرية لمراحل القصيدة لدى الشاعر حيث يرى نفسه كيف كانت في الديوان الأولى ثم كيف وهل تطورت في الثاني ام بقيت ام تراجعت مقدرته الشعرية وهكذا بل ان اعظم الشعراء لم يصدر لنفسه ديوان شعر مين بل جمعه الناس الذين داؤوا من بعدهم ولهذا فأنا اصدرت دويانا واحدا فقط واعتز به جدا رغم ان لدي الكئات من القصائد والمقطوعات الشعرية لكني اراى ان ذلك لا يمكن نشره كله كيفما اتفق انما يدجر بالشاعر الذي يهتم بشاعريته ان يقدم للناس افضل ما يكون من شعره .
السؤال المرتبط بالنقاط المهمة في حياتك هو دخولك مجال الإعلام ؛ متى وكيف ؟
دخلت الاعلام عن طريق النشر والكتابة اولا وكان ذلك في بداية مراحل الوي حيث كنت انشر قصائدي وكتاباتي في جريدة الزطن الكويتية ثم انتقلت الى كتابة الصفحات المتخصصة واعدادها وتحريرها المواضيع في بعض المجلات مثل مجلة سيدتي والجريمة والراية وقطوف ثم انتقلت الى العمل الصحافي الحقيقي في الصحف اليومية واعداد الصفحات المتخصصة فيها وما زلت كذلك حيث أنني وجدت في هذا العمل من المتعة وتطوير الذات اعلاميا وفكريا ما انا ممتن له حقيقة وانا الان مستقر في جدرية السياسة الكويتية .
هل هذا زمن الصحافة الإلكترونية ؟
نعم هذا زمن الصحيفة والصحافي الإلكتروني لكن ذلك لا يلغي ولا يتجاوز الصحافة والصحفي الورقي إذ ان الصحافة الورقية بكل ما فيها بل ان الصحافة الإلكتروية تعتمد بمصادرها وحقيقة معلوماتها على الصحف الورقية فهي بمثابة الوالد الذي يقف خلف ابنه في مواجهة هذه الحاة ويعطيه من خبرات السنين وتجربة العمر ما لا غنى له عنه نهائيا اضف الى ذلك ان الصحافة الورقية لا يمنعها انقطاع النت عن الناس في حين ان الصحافة الإلكترونية تبقى في ريبة من قطع النت واشتراكه حتى فهو مخيف لها في أي لحظة ويجعلها في خبر كان كذلك موضوع ارشفة الخبر والصحف لا يأتي عليه الزمن في موضوع الورق لكنها في الإلكتروني لا مكن ارشفته الا في حدود ضيقة جداً .
ماهو برأيك التحدي الذي يواجه الصحافة الإلكترونية ؟
كما قلت لك النت والفضاء المرتبط به هو اكبر تد يواجهها اضف الى انها مشاعة للجميع وهذا بحد ذاته يجعل منها سوقا تبيع ما يصلح وما لا يصلح
كيف ترى نفسك كخطاط ؟
الخط فن آخر لا علاقة له بالإلام ولا بالشعر فهو كمسبح يستجم به السياسي الذي ارهقته السياسة فأنا يتعبني كثيرا الخوض في مجال الشعر والإعلام فاذهب لأستجم في ذلك البحر العذب بخر الخط وأجد متعتي الخاصة فيه
كيف ترى وضعكم في المجتمع كشباب من جميع النواحي وهل واقعكم مبشر وهل هو بنفس الوقت مرضي وماذا تفتقدون ؟
أنا ارى واقعنا مبشر بالمستقبل صراحة ولست متشائم وبالنسبة لي مرضي بنسبة كبيرة وهناك من ينقصه الدعم بكافة انواعه وهناك من تعدى العقبات وغيرهم استسلم للواقع ومن الشباب من انشأ مشروعه الخاص وهناك من يستثمر مواهبة وامكاناته الفنية ليربح من ورائها هناك من عمل قنوات باليوتيوب واصبحت الاشتراكات بالملايين حتى زعزعت عرش قنوات تلفزيونية كثيرة المهم أن يفتح المجال وأن يجد الشخص نفسه .
في ظل ثورة برامج التواصل الاجتماعي والبرامج الأخرى المرتبطة بالانترنت ؛ ماذا قدمت لكم كشباب وهل ترى ان استغلالها كان ايجابيا ؟
استخداماتها كثيرة بحسب المستخدم لها ايجابيا او سلبيا فهناك من استخدمها في الصلاح والالصلاح ومن الشباب من استخدمها لشأنه الحاص ومنهم من استخدمه لأغراض حتة سياسية فهي حسب المستخدم لا اططثر ولا اقل .
عودة الى مجالك مجال الشعر هل هناك من دعمك في بدايتك ؟
هناك اسماء لا يمكن لي ان انساها سواء في عالم الشعر او الاعلام او الخط ففي الإلام هنا الاستاذ فلاح رحيل الشمري وفي الشعر والأدب هناك ليلى العثمان واسماعيل فهد اسماعيل وفهد دوحان وعلي المسعودي وفي الخط هناك فيصل المهيريم ونايف الهزاع ومن هؤلاء جميعا تشكلت شخصيتي الاعلامية والشاعرية الادبية والخطاط .
كيف ترى واقع الشعر الفصيح في ظل طغيان الشعر الشعبي وكثرة قنواته ؟
بلا شك مؤشر الشعر الشعبي هو المرتفع على حساب الشعر الفصيح رغم ان الفصيح هو الأهم والأبقى ولغته هي الأصل وهي لغة القران لكن في ظل هذه المنصات العلامية الخاصة لكل احد اليوم فلا يمكن منع مجال وبث اخر فالناس اليوم كل منهم يطلق ما يريد ويكتب حسب مزاجه ورغباته وفن الذي يريده
كشاعر ومتخصص في اللغة العربية وقارئ للشعر كيف ترى رواج الشعر الحر ؟
الشعر العربي القديم هو الشعر العربي الجديد لا فرق في قانونه العام وشكل القصيدة العمودية التي يجب ويجدر بكل شاعر ان يتعز ويعمل بها ويكتب على منوالها وان لا يتلفت للنزعات النفسية الفلسفية التي تنال من الشعر العربي الذي اسس البلاغة والادب والقصة والرواية فهذه الانواع كلها انبثقت عبر القصيدة العمودية اما الشعر الحر فهو الذي تخلص من السكل العمودي فقط لكنه ابقى على الوزن والموسيقى الداخليك للقصيدة وهذا ايضا شعر لكنه بلا قافية
ماذا عن قصيدة النثر او شعر الحداثة؟
شعر الحداثة هو محاولة فن من فنون الكلام التشبث بعباءة الشعر لاستنشاق البقاء ولا يوجد شيء اسمه شعر حديث الشعر هو الشعر العمودي بأشكاله القديمة والجديدة. بينما الحداثة فهي فن جديد من فنون الكلام لا علاقة لها بالشعر لا من قريب ولا من بعيد تعليقها بالشعر ضمان للبقاء فعلا هو كذلك كالمدعي لغير اسم أبيه فهو في الحقيقة يعرف كينونته ولكنه يصر على التزوير. فهل سمع الناس سواء المهتم بالأدب وغير المهتم به عن رواية حديثة غير التي يعرفونها وهل وجد الناس روائيا يكتب نصوصا مقطعة ومبهمة المعاني ثم يصر على أنها رواية حديثة لا تعترف بالقديمة بالمرة .
لماذا الإصرار على أنه شعر جديد وهل هو جواز عبور إلى مسمى الشعر كون الذين كتبوه هم شعراء في الأساس ثم انتهجوا هذا النهج ؟
من ليس بشاعر أساسا ثم يقوم بكتابة فالحداثة الشعرية اوقصيدة النثر حسب المسميات المطروحة ( والا فانا ارفضها بالكلية ) فالشاعر هو من حافظ على قانون الفراهيدي ومن قبله لا من يفرغ الكلمات من معانيها الراسخة بدعوى حرية الشعر والمشاعر .
كيف ترى الادب الاسلامي وهل هناك ادب اسلامي فعلا بالمعنى الحقيقي ؟
الأدب الإسلامي جاء تقريبا بعد فتح الإسلامي وما صبغه على الأدب العربي وخلق له أفقاً جديداً بما أتاه به من معانٍ جديدة، كما أنه مَهَرَ اللغة العربية بألفاظ جديدة وكان الأثر الأكبر للقرآن، ويلحق بالقرآن الحديث، وهو ما ورد عن صدر الاسلام الاول من قول أو حكاية تتعلق بالحياة الآخرة وكيف ان حياتنا هذه ليست مجرد عمر نقضيه في الدنيا فقط بل هناك دار اًآخرة وجنة وناراً وعلى ضوء ذلك كان الادب الاسلامي قد انبثق .
كلمة اخيرة تود قولها ؟
أشكر القرّاء على تحملهم عناء قراءة أجوبتي التي هي غيض من فيض ممّا في النفس من آراء ومشاعر وشكر خاص لجهودك المشهودة .