في إطار العودة لمزاولة الحياة الطبيعية والتخفيف من إجراءات الحظر، تظهر كاميرات التصوير الحراري في جميع الأماكن العامة لتقييم الحالة الصحية للناس.
من هذا المنطلق، وجدت إن بي سي نيوز أنّ أكثر من 10 شركات أمنية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين تقوم بتسويق هذه التقنيات باعتبارها قادرة على كشف الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بفيروس كورونا عبر تحري الحمى بين الحشود.
ولا تعتبر هذه الشركات التي تسوق لكاميرات التصوير نفسها أنها شركات تبيع أجهزة طبية، وبالتالي فإنها لا تسعى للحصول على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير، على الرغم من أنها تدعي أن تقنية كاميراتها دقيقة في قراءة درجة حرارة الجسم بدقة تصل إلى نصف درجة مئوية.
كيف تعمل كاميرات التصوير الحراري؟
تكتشف الكاميرات الحرارية الحرارة المشعة من الجسم – عادة من الجبهة – باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء، ثم تقدر درجة حرارة الجسم الأساسية، لذا تعد هذه الكاميرات أداة قوية للغاية، غالباً ما يستخدمها رجال الإطفاء لتتبع الجمر المشتعل وتستخدمها الشرطة للبحث عن المشتبه بهم خارج مجال رؤيتهم.
باعتبارها أجهزة غير طبية، كيف يمكن الاستفادة منها في اكتشاف وجود الوباء؟
يمكن أن تعطي قياساً دقيقاً نوعاً ما لدرجة حرارة الجلد بدقة تصل لحدود نصف درجة – ولكن ليست نفس درجة حرارة الجسم.
يقول ديريك هيل، أستاذ علوم التصوير الطبي من يونيفرستي كوليدج لندن إنّ: “هذه الأجهزة بشكل عام أقل دقة من موازين الحرارة الطبية”.
وتضيف إن بي سي نيوز أن القراءة الدقيقة لدرجة حرارة الجسم الأساسية ليست سهلة، على الرغم من أنه يمكن قياسها على الجبين وفي الفم والأذن وتحت الإبط، فإن الطريقة الأكثر دقة هي قراءتها عبر المستقيم.
ما درجة حرارة الجسم الطبيعية؟
حوالي 37 درجة مئوية (98.6 فهرنهايت)، عادة ما تعتبر درجة الحرارة مرتفعة إذا بلغت 38 درجة مئوية أو أكثر، لكن درجة الحرارة الطبيعية يمكن أن تختلف من شخص لآخر وتتغير خلال النهار، ويمكن أن تتقلب أيضاً خلال الدورة الشهرية للمرأة.
هل تستطيع الكاميرات الحرارية اكتشاف فيروس كورونا؟
لا، لأنها تقيس درجة الحرارة فقط، ويعدّ ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى أحد الأعراض الشائعة للإصابة بالفيروس إلى جانب الأعراض الأخرى التي تشمل الغثيان والصداع والتعب وفقدان الذوق أو الرائحة.
ولكن لا يعاني كل شخص مصاب بالفيروس من ارتفاع في درجة حرارته وليس كل من لديه درجة حرارة عالية مصاباً بفيروس كورونا.
وبالتالي لن تكشف الكاميرات الحرارية الأشخاص المصابين بأعراض أخرى أو بدون أعراض على الإطلاق (الحالات السلبية الكاذبة)، كما أنها ستكشف الأشخاص الذين يعانون من الحمى لسبب آخر – (الحالات الإيجابية الكاذبة).
وتلاحظ منظمة الصحة العالمية أن فحص درجة الحرارة وحده قد لا يكون فعالًا للغاية لأنه لا يكشف المسافرين الذين يحتضنون المرض أو قد يخفي المسافرون أعراض الحمى أثناء السفر، أو قد ينتج عن القياس نتائج إيجابية كاذبة (حمى لسبب مختلف).