قد يتساءل بعض أفراد مجتمعنا ماهو توجيهاتكم كخبراء وأخصائيي تغذية بشأن مايحدث من بعض أفراد مجتمعنا في أول يوم للعيد الفطر المبارك بإعداد الأطعمة و الحلويات التي تحتوي دهون و سكريات عالية الطاقة والسعرات الحرارية ومما لا شك فيه بعد الإنتهاء من شهر رمضان الكريم يكون الصائم قد إعتاد على سلوك ونمط غذائي مختلف و مغاير تماماً للنمط الغذائي المتبع في الأشهر السابقة طوال العام ونتيجة الصوم والإمتناع عن الأكل والشرب في فترة النهار فيكون الجهاز الهضمي في راحة تامه وفي نفس السياق تكون العصارات الهاضمة مهيئه تماماً لإفراز عصاراتها الهضمية لإستقبال الطعام قبل الإفطار .
ولكن في المقابل نرى العكس تماماً من بعض أفراد مجتمعنا في يوم العيد الفطر المبارك يلجئون إلى المطاعم والبوفيهات لتناول وجبة الإفطار التي تحتوي على الأغذية الدسم والثقيلة على الجهاز الهضمي الذي لم يعتاد عليه طيلة نهار شهر رمضان ومن الأمثلة على ذلك (الكبدة – اللحوم المقطعة بأنواعها – الكباب اللحم) وغيرها والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى حالات التلبك المعوي و الآلام وإضطرابات المعدة و الأمعاء والإنتفاخ البطن و الإسهال الحاد .
لذا يتوجب علينا لكي تكتمل فرحة العيد بدون أي معاناة أو مضاعفات صحية ومشاكل تغذوية ناجمة عن التغير الطارىء والمفاجئ في مواعيد و أساليب تناول الطعام في صباح أول يوم العيد فهناك عدة نقاط يجب إتباعها .
أولاً / عند إستقبال صباح أول يوم العيد الفطر المبارك فيجب التدرج تدريجياً في تناول الطعام و ذلك بالبدء بكوب من الماء الفاتر مع حبة إلى ثلاث حبات من التمر ثم بعد مضي ربع ساعة تقريباً تناول قطعة صغيرة من اللبنة أو الجبنة قليلة الدسم مع قطعة ٥٠ جرام من الخبز أو التوست ( البريد ) .
ثانياً / تجنب الإسراف في تناول الحلويات مثل (البقلاوة – البيتي فور – الكعك) لانها تحتوي على نسبة عالية جداً من الدهون والسكريات … والإفراط فيها تؤدي إلى تلبكات معوية وإسهال . فيجب علينا أخذ الحيطة والحذر من الإكثار منها . و تكمل مخاطرها ومضاعفاتها لدى مرضى داء السكري و القلب … إلخ .
ثالثاً / تجنب الإسراف في تناول الأطعمة الدسمة مثل (الكبسة اللحم – واللحوم المقلية بأنواعها) حتى إلى أن تستعيد المعدة وضعها الطبيعي المعتاد عليه طوال العام .
رابعاً / الإبتعاد بقدر المستطاع من تناول الشاي أو القهوة على معدة خاوية ( فارغة ) من الطعام … لان تناولهما على معدة فارغة تؤدي إلى إضطرابات و إلتهاب المريء والمعدة والأستمرار في تناولها على معدة فارغة من الطعام تؤدي إلى حموضة في المعدة .
خامساً / الإبتعاد بقدر المستطاع من تناول المشروبات الباردة جداً والمثلوجات المجمدة على معدة خاوية من الطعام مثل (الآيس كريم) لان المشروبات الباردة و المثلوجات تؤدي إلى خفض درجة حرارة الإنزيمات الهاضمة في المعدة عن ٣٧ درجة مئوية وبالتالي تتسبب إلى تقلصات في المعدة ومغص شديد .
أتمنى للجميع دوام الصحة المديدة والعافية سائلاً المولى العلي القدير أن يكشف الغمة عن هذه الأمة .
أخصائي التغذية