
ما يغفل عنه كثير من الناس سهواً أو يتغافل عنه عمداً معرفة أنه يرجى للإمام وولي الأمر أجراً لا يوازيه أجر غيره مادام على إخلاص وحسن نية واحتساب.
وهذه مسألة ينبغي توضيحها ونشرها و بيانها للعامة و الخاصة بمناسبة و غير ما مناسبة خاصة في هذه الأعصار التي اشرأبت فيها أعناق دعاة الخروج و التك في والتفجير من معتقدي عقيدة أسلافهم من الخوارج ومن منتحلي فاسد تلاويث الأفكار الغربية باسم الحقوق والحريات المدنية.
وإليك البيان لأصل المسألة بما يلي :
-للإمام الأعظم وولي الأمر أجر بيان التوحيد والتحذير من الشرك والدعوة للسنة ومنهاج سلف الأمة
-له أجر المحافظة على مقاصد الشريعة بحفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال من جهة الوجود والعدم
-له أجر عمارة الحرمين إقامة الشعائر من تحكيم الشريعة والأمر بالمعروفات وإقامة الجمع والجماعات والأعياد والحج والعمرة وإظهار الصيام والزكاة ونشر المصاحف وإعزاز العلم والعلماء
-له أجر كل مالا يقوم به سواه اجتهاداً و أداءً إجمالاً وتفصيلاً من رعاية مصالح العباد وسياسة البلاد وإقامة الحدود والأحكام بالعدل وحماية الثغور وتأمين السبل وحفظ الأمن وتسيير الجيوش وتسهيل سبل الحج والعمرة وحماية بيضة الإسلام
-له أجر كل من ائتمر بأمره من الجند والمرابطين والقضاة والأئمة والمعلمين والأطباء والدعاة وغيرهم
-له أجر حسبة إنكار المنكرات والبدع وحماية المجتمع من الأفكار الضالة والإلحاد والمذاهب المنحرفة ومكافحة الإرهاب والمخدرات والفساد والغش و نحو ذلك مما يضر بالعباد والبلاد
-له أجر إقامة الجوامع والمساجد ودواوين القضاء ودور العلم والجامعات و مراكز البحوث والدراسات
-له أجر إقامة المستشفيات والعناية بالصحة عموماً وتعبيد الطرق والجسور والسدود وإعمال الدواوين والوزارات و المنشآت العامة
-له أجر قضاء حوائج الناس وإجراء معاملاتهم وإقامة الحياة على أيسر ما يمكن أن تكون ونصرة المظلوم وحفظ الحقوق العامة والخاصة
-له أجر إجازته لأعمال البر والإحسان وإقامة الأوقاف ورعاية الأيتام وتعليم القرآن وتفطير الصائمين والإعانة والضمان وهداية الضال وإغاثة الملهوف وعلاج المحتاج وقضاء الديون وسداد الغرماء..
وهذا وغيره بينٌ واضح لكل ذي عقل و علم وإنصاف بما يقتضي أن يورث المهابة والإجلال والإعزاز له ، فهيبة الإمام من هيبة الدين و الإسلام..
قال العز بن عبدالسلام :
(أجمع المسلمون على أن الولايات من أفضل الطاعات فإن الولاة المقسطين أعظم أجراً وأجل قدراً من غيرهم لكثرة ما يجري على أيديهم من إقامة الحق ودرء الباطل ، فإن أحدهم يقول الكلمة الواحدة فيدفع بها مائة ألف مظلمة فما دونها ، أو يجلب بها مائة ألف مصلحة فما دونها ، فيا له من كلام يسير وأجر كبير ) ثم قال رحمه الله : ( وعلى الجملة فالعادل من الأئمة والولاة والحكام أعظم أجراً من جميع الأنام بإجماع أهل الإسلام ، لأنهم يقومون بجلب كل صالح كامل ، ودرء كل فاسد شامل فإذا أمر الإمام بجلب المصالح العامة ودرء المفاسد العامة ، كان له أجر بحسب ما دعا إليه من المصالح العامة ، وزجر عنه من المفاسد ، ولو كان ذلك بكلمة واحدة لأجر عليها بعدد متعلقاتها كما ذكرنا ) قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبدالسلام ص ١٠٤.
وعليه فإن الدعوة إلى الله ببيان مثل هذه المسائل من أعظم أبواب الأجور خاصة مع تلك الدعوات الحركية الوافدة التي قد هجرت منهاج السلف الصالح رضي الله عنهم فأورثت في جمهورها وأتباعها حنقاً وحقداً وغلاً على الحكام والولاة بخلاف هدي الوحيين..
وإن كان من خاتمة..
فإن مما يُستغرب كثيراً إحجام فئام من طلبة العلم وحملة الشهادات الشرعية عن توضيح مثل هذه المسائل خاصة في بلادنا المملكة العربية السعودية في حق ولاة أمرنا – حفظهم الله – حيث إن من أعظم مفاخر ولاة أمرنا خدمة الحرمين الشريفين ورعاية أعظم شعائر الدنيا في الحج والعمرة وتأسيس بلاد الحكم بالشرع في الكتاب و السنة وبيان اعتقاد السلف الصالح رحمهم الله تعالى..
حفظ الله البلاد والولاة والعباد ..
عضو الجمعية الفقهية السعودية