
لقد كنت أظن أن الصيادلة أقل عرضة لفيروس كورونا المستجد COVID-19 وكنت أحمد الله على أننا لم نر أي أحد مصاب منهم … لكن الزمان قال لي لا تستعجل فقد جاءك الفيروس مختبئا في أول دوام لي يوم الخميس 7/9/1441 وذلك بعد رفع الحجر الصحي قائلا لي سوف أقترب منك كما وعدتك في المقال السابق و سوف اجعلك تفكر بي ليلا ونهارا.
وكنا نأخذ جميع الاحتياطات الوقائية فكنا حريصين على تعقيم اليدين باستمرار واستخدمنا أنواعا عديدة من المعقمات منها ماهو حار وله لذعة على اليد والعين وكأنه صمغ و يهيج الجلد ويحمر بعده ومنها عبوات على شكل سائل أو جل توضع على المكاتب أو سرير المرضى ومنها على شكل أكياس توضع في عبوات على جدران الممرات ويوجد أيضا السائل على شكل بخاخ للأسطح مخصص للأجهزة والأدوات ومنها الصغير الذي يوضع في جيوب الكادر الطبي وأبطال الصحة وتطورت الوقاية إلى أقصى درجات الحماية بلبس القفازات للحد من اللمس المباشر للأسطح وآخر ما شهدت من شدة حرص البعض المفرط حيث يقوم بتعقيم القفازات بعد ارتدائها ويكتفي بذلك مع أن هذا التصرف غير صحيح حيث ينبغي الحرص على تعقيم اليد نفسها لاتعقيم القفاز .
في يوم الأربعاء 13/9/1441 جاءنا خبر إصابة أحد الموظفين بالفيروس وطلب منا مراجعة القسم المخصص لسحب عينات الفحص عن فيروس كورونا المستجد COVID-19 وفي صباح يوم الخميس 14/9/1441 زرنا قسم سحب العينات في قسم الكورونا للتاكد من أننا لا نحمل الفيروس أو مصابين به وكلما مررنا على أحد أصيب بالذعر منا وكأننا الفيروس المستجد القادم إليهم حتى إذا سلمنا عليه يشير بيده اتجاهنا وكأنه يقول لنا ابتعدوا من هنا .
أما الأخت الممرضة بلباسها المدرع كأنها صياد يريد الهجوم على الفريسة وكانت يدها التي من المفروض أن تكون يد رحمه وبلسم شفاء للمريض لم تكن كذلك حيث أدخلت عود المسحة بكل عنف في الأنف وجعلت الجسد يهتز والعين تدمع وبدا العطاس طلبت منها أن تخفف من ذلك لكنها لم تعرني انتباها وكلما تألمت ضغطت على العود أكثر وسألت الذي قبلي عن ذلك الألم فقال لي أنه قد خرج الدم من أنفه وبعد هذه التجربة ذهبت إلى المكتب وقمت بالهجوم على مرش التعقيم لتعقيم كل ماقد يكون مر به صاحبنا وجلست في المكتب انتظر النتيجة .
وبعد مرور عدة أيام بدءا من يوم الخميس إلى يوم الأحد 17/9/1441 كنت انتظر النتيجة وأخذت أراقب نفسي بقياس درجة الحرارة ولبس الكمام والتعقيم وعزل نفسي في البيت وترك مسافة بيني وبين أفراد العائلة في البيت ….وتم الاتصال على مكافحة العدوى الذين بذلوا جهدا رائعا بحسن الاستقبال والأخلاق العالية رغم الضغط الكبير بذلوا كل ما في وسعهم لتقديم المعلومات حول الوقاية من الفيروس والأمراض الأخرى .
وأخيرا جاء الخبر المنتظر إن نتيجة اختبار الفيروس سلبية وكالعادة استقبلت الخبر بعفوية وزغرودة وابتسامة وأخبرت المتصلة بأنها أفضل أخت تهدي السلامة لأخيها لقد كان يوما طويلا جدا من الصباح إلى المساء ونحن نعتصر ألما ونريد السلامه للجميع وأن لا نكون مصدر أذى للآخرين من الأهل والأخوان او زملاء العمل أو حتى من يتقابل معنا في اي مكان …
وأخيرا نتمنى الشفاء العاجل لجميع المرضى وأن يحمي الله البلاد والعباد ودمتم سالمين .