مع بداية الجائحة لفيروس كورونا برز دور الصيدلي فقد انجلى الغبار عن هذه المهنة التي تعمل خلف الستار في بعض الأحيان مع أنها ضمن الكادر الصحي فهي تساهم في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى كما برز دور الصيدلي السريري ( الإكلينيكي) في البحث حول الأدوية التي يحتمل أن يكون لها تأثيرا على فيروس كورونا المستجد COVID-19.
كالمضادات الحيوية والفيروسية وأيضا الأدوية المضادة للملاريا فبدأ يبحث في التاريخ الطبي عن انتشار هذا المرض في أقصى الشرق بعد الغياب الطويل لعدة سنوات إلى آخر ظهور له.
فبدأ بفيروس (ميرس)متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والتي تنشأ عن فيروس تاجي تم اكتشافه عام 2012 في العديد من دول الشرق الأوسط.
وفيروس (سارس) وقد تسبب بمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد في عام 2003.
وهذان الفيروسان عصفا بالشرق الأوسط وهما مشابهان للأزمة الحالية من منطلق كيفية الانتشار.
وكانت التجربة في تلك الحقبة محدودة ولم تعط نتائج واضحة لذا بدأ العمل بشكل منظم من حيث متابعة المراكز البحثية وما تقرره الهيئات الصحية من بروتوكول وخطوات في التعامل مع هذا الفيروس ولقد نشطت وسائل التواصل الاجتماعي والكل يدعي أنه وصل إلى لقاح أو دواء للتعامل مع هذا المرض حتى جعلوا منه براءة اختراع وأخذ البعض يشد ويؤيد هذا البحث أو تلك النظرية أو ذاك التصريح ويعتبره إنجازا علميا وفتحا عظيما لأن الكل يريد الفوز بانتهاء هذه الجائحة وتقليل آثارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وكان لبعض الصيادلة سواء كان في الداخل أو في الخارج دور في المشاركة في إعداد البحوث حول بعض الأدوية ومتابعة النتائج السريرية عليها والبعض الآخر لديه دراسات متعمقة في الأمراض المعدية وكيفية التعامل معها والبعض لديه أبحاث في العلاج بالخلايا الجذعية (الجينية) وغيرها من الأبحاث الطبية التي ينتظر العالم نتائجها على الصعيد المحلي والعالمي.
كما شارك الصيدلي الإكلينيكي مع الأطباء المعالجين في تقييم الحالات وتطبيق البروتكول المخصص
الذي أخذ يطرح بعض الأدوية والقيام بتقييم ورصد كل ما يتعلق بها من استجابة و تأثير و فائدة وتسجيل المضاعفات والآثار الجانبية في هذه الأدوية على بعض المرضى.
وكل تلك الاساليب الطيبة خاضعة لنظام متابعة من جهة وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء وبرنامج التيقظ الدوائي والدراسات السريرية لكي تكون هناك خطوات عملية لتخفيف ما يحدثه الفيروس كورونا المستجد COVID-19 في جسم المصاب وتقليل الأعراض المرضية والحد من تفاقم الأمراض المزمنه وغيرها وتقليل عدد الوفايات الذي يعد خسارة بشرية ويقلل من ضعف قوة ومتانة المؤسسات الطبية.
وقد سجلت منظمة الصحة العالمية جائحة فيروس كورونا المستجد COVID-19 وباء عالمياً.
وبدأت كل الدول والمنظمات الصحية بتسخير كل الإمكانيات الطبية، حيث وضع الكادر الصحي وأبطال الصحة في مواجهة فريدة وأثبتوا أنهم أهل لذلك حيث قاموا بالتصدي لهذا الفيروس بإعداد البرامج الوقائية والثقافية و الصناعات الدوائية والمطهرات والمعقمات والتي كان الصيدلي رائدا في إعدادها .
ومع الحجر الصحي وتوقف نشاطات الحياة الحياة برز بعض الصيادلة في نشر الأبحاث والدراسات وطرح المحاضرات والرد على بعض الإشاعات من هنا وهناك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والعمل عن بعد بالرد على الاستشارة الدوائية والتواصل مع المناوبين من أطباء وصيادلة .
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك بدأت الاستشارات الدوائية وكيفية تناول الدواء مع الصيام دون أن يؤثر ذلك على المريض أو يؤدي إلى الانتكاسة العلاجية خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.
كما لا ننسى دور الرعاية الصيدلانية وما تضمه من صيادلة وفنيين في مختلف المستويات العلمية فقد شمر كل منهم عن ساعديه وبدأوا العمل كخلية واحدة في جمع المعلومات حول الأدوية المطلوبة والمطهرات وغيرها لرفعها إلى الجهات المعنية لتأمينها والاستمرار في توريدها دون انقطاع أو تعثر
أما مأموني العُهد من فني الصيدلة بدأوا بالعمل في فترة الحجر الصحي ووقت الحظر عن بعد في منازلهم عن طريق برنامج موارد لمتابعة توريد الأدوية وطلبها عبر تطبيق الحكومة الإلكترونية.
كما قدمت إدارة الرعاية الصيدلية خطوات ورسمت خطة طريق لتقديم العلاج للمرضى في الحجر الصحي وحظر التجوال وذلك بإيصال الدواء إلى المنازل عن طريق المؤسسات الخدمية والكادر الصحي المتطوع وكانت هذه فرصة للصيدلي لمراجعة طلبات المرضى وتحضير الأدوية بعد مراجعة ملف المريض وإعطائه النصائح المهمة لطريقة الاستخدام و المعلومات الطبية المهمة حول الدواء ورصد الحالات المرضية وتسجيل الملاحظات للتقييم والاستفادة منها في المستقبل والذي لايستطيع القيام به مع وجود المراجعين وما يحدثه من إرباك وتقليل لفرصة التعرف على الأدوية الموصوفة للمريض.
وعلى الرغم من أن عدد المرضى يفوق حجم العمل والساعات المقررة إلا أنه تم تقديم تلك الخدمات قدر المستطاع من أجل تقليل الحالات والحد من انتقال العدوى وتحقيق التباعد الاجتماعي.
هذه نبذة مختصر عن دور الصيدلي الذي يعد الخبير الأول بالدواء في خدمة المجتمع والوطن ودمتم سالمين وجعله الله في ميزان حسناتكم جميعا.