
نخاف من أول خروجنا من الدنيا، نخاف من النور لأننا آعتدنا العيش في ظلمات ثلاث، لا نجرب كل مايخطر في أذهاننا لأننا نخاف من عقاب والدينا بطفولتنا، نذاكر دروسنا لأننا نخاف من عقاب المعلمين، نخاف من نأكل مايعجبنا خوفاً من تعليق الناس علينا، نقيم الزفاف في أحسن القاعات خوفاً من نقد الناسِ لنا، نقيم حفلات لكل المناسبات لخوفنا من أن يقال عنا غير متحضرين، لا نشتري سيارة متواضعة خوفاً من أن يقال عنا هؤلاء فقراء، نركن دوماً نحو الظلام لأننا دائماً نخاف، نصفق ونثني لمن لا يستحقون خوفاً من النقد الذي سيقال عنا، لا نصحح أخطاء الآخرين خوفاً من أن يقال عنا لا نحسن الأدب ونتدخل فيما لا يعنينا ننافق ولا نعطي كل ذي حقٍ حقه من أجل مسميات مزيفة ولأجل خاطرِ فلان وفلانه وخوفاً من أن نشذ عن القاعدة فنتلقى هجوماً كاسحاً ، لا نبتكر ولا نفعل أشياء غريبة وجديدة خوفاً من السخرية والتنمر الذي سيأتينا، لا نُدلي بآرائنا ولا نقدم أفكاراً خوفاً من ردة الفعل من الطرف الآخر، لا نعترض على قرارات مدير العمل لأننا نخاف من فقد الوظيفة؛ نحنُ كالآلة يحركنا الخوف وبموجبه نتحرك ونفعل كل شيء لأجله، الخوف السلبي جعلنا من العالم الثالث فلنُخرج ظُلمة الخوف من قلوبنا لِنكسوه بنور الشجاعة والإقدام لِنكون متقدمين في حياتنا ومجتمعنا، مالخوف إلا وهمٌ نحن صنعناه بأنفسنا وكذبة صدقناها وألفنا وجودها؛ لنفعل كل شيء بحب ليستمر ويثمر بأجمل ثماره؛ العلم والعمل بحب وبرغبة متَّقِدة أفضل من علمٍ وعمل تمارسهما بسبب الخوف من الفشل وتحصيل حاصل مؤقت فتجني ثمرة مؤقتة وتتلاشى مع الوقت في كل أمور الحياة دع الخوف وآعمل بِما يُرضي الله والعدالة ومايصب بمصلحة المجتمع ودع عنك قول القائلون فكلام الناس كبخار الماء سرعان مايتلاشى ويذهب أثره أما عملك سيبقى أثره دائماً وأبدا.