
أن المرض والإنسان رفيقان من بداية الحياة وقد سخر الله سبحانه تعالى له الشفاء من مصادر الطبيعة وجعل لكل داء دواء .
رحلة الدواء من المصدر إلى المريض رحلة طويلة وشاقة قد تستغرق سنوات تصرف فيها الأموال الطائلة وتبذل فيها الجهود المضنية في مجالات البحث
تعريف الدواء : أنه أي مادة تستعمل فـي تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان أو التي تفيد في تخـفـيـف ألم وطـأتـهـا أو الوقاية منها ويتكون من مادة بسيطة أو مواد مركبة ، إما من أصل طبيعي وإما مواد كيميائية.
الدواء أو العقار : كثيرا مايحدث لبس بين الدواء أو المستحضر الدوائي وبين العقار ، فالدواء قد يكون مركبا من عقار واحد أو أكثر.
الدواء في الأسواق : قبل أن يصل الدواء إلى المريض ، لابد أن يمر بسلسلة من الاختبارات للتأكد من صفتين أساسيتين :
1- مأمونية الدواء : فتجري اختبارات مأمونية الدواء للعقاقير الجديدة والتي ستطرح في الأسواق لأول مرة ويقوم النظام المعمول من الهيئات الصحية في العالم بوضع عدة قيود لضمان مأمونية العقار الجديد قبل طرحه في الأسواق .
وأهم هذه الإجراءات اختباره على الحيوانات التجارية للكشف عن تأثير الأدوية الجديدة على الأجنة هذا بجانب الاختبارات الأخرى التي تبين سمية العقار وتأثيره على المدى القصير والطويل ورصد الأثار الجانبية ومما تجدر الإشارة إليه أنه لا يمكن إجراء مثل هذه التجارب على الإنسان لذا توصي الهيئات الصحية في كثير من البلدان بمراقبة مأمونية العقاقير الجديدة بعد طرحها في الأسواق لعدة سنوات.
2- فاعلية الدواء : تتم دراسة فاعلية الدواء في حيوانات التجارب بعد التأكد من مأمونية العقار ، ثم على متطوعين بشريين حيث يتم حساب الجرعات على ضوء نتائج حركة العقار في جسم الإنسان والجدير بالذكر أن بعض المستحضرات الدوائية قد تظهر قصورا في الفاعلية بالرغم من احتوائها على عقار معروف بفاعليته فالصياغة الصيدلية العشوائية غير المبنية على أسس علمية سليمة قد تحول العقار الفعال إلى مستحضر دوائی لا فائدة له .
3- الصياغة الصيدلية : قلما يتناول المريض المادة الفعالة في صورتها المجردة كعلاج فربما تكون جرعة المادة الفعالة لاتتعدي واحد مل جرام فكيف يتناول المريض مثل هذه الجرعة الضئيلة ؟ لذا فإن تحويل المادة الفعالة أو العقار إلى مستحضر دوائي يسهل للمريض تناوله يتم عن طريق الصياغة الصيدلية لذلك تعد الصياغة الصيدلية حجر الزاوية في بناء جودة المستحضر الدوائي لهذا يجب أن تتم على أسس علمية سليمة وبعد تقنين كافة الخطوات وإجراء الإختبارات التي يتم على أساسها اختيار المواد المساعدة أو الصياغات وهي مواد غير فعالة تضاف مع العقار لكي يتم تحويله إلى مستحضر دوائي .
4-الجودة الدوائية : الدواء سلعةإستراتيجية ويمكن تعريف جودة المستحضر الدوائي بأنها : مطابقة المستحضر الدوائي للمواصفات المطلوبة وذلك طوال فترة الصلاحية ، وبجانب توافر الصفتين الأساسيتين وهما المأمونية والفاعلية . ويجب توافر صفة ثالثة لضمان الجودة وهي الثبات.
ومن أهم العوامل التي تؤثر على جودة المستحضر الدوائي : طريقة التخزين حيث أن تاريخ الصلاحية المدون على المستحضر أو المادة الفعالة بالمصنع قد تم استنباطه وفقا لظروف التخزين المذكورة على المستحضر أو المادة الخام وعليه فإن أي مخالفة لظروف التخزين هذه يلغي تاريخ الصلاحية وقد يعجل بفساد المستحضر الدوائي أو المادة الخام وقد تختلف ظروف تخزين المستحضرات الدوائية وفقا لنوعيتها ومدى ثباتها فالمستحضرات الحيوية مثل الأمصال واللقاحات والأنسولين والهيبارين يجب تخزينها في ثلاجة عند درجة حرارة تتراوح مابين 4 -8م وأن يتم تخزين الأدوية في حرارة الغرفة وبعيدا عن ارتفاع درجات الحرارة أو تأثير الأجواء كالجفاف أو الرطوبة وهناك بعض المواد الدوائية يمكن أن تتأثر مستحضراتها بالضوء ، لذا يجب حفظها بعيدا ذلك .
تسجيل المستحضر الدوائي : يتم تسجيل المستحضر الدوائي قبل الموافقة على تداوله في الأسواق وتقوم الشركة المصنعة للدواء بتقديم ملف التسجيل إلى الهيئة الصحية المختصة في البلد المراد تسويق المنتج بها ويتضمن ملف التسجيل كافة المعلومات بشأن المستحضر الدوائي والمواد الفعالة والصياغات الداخلة في التركيب والكميات لكل وحدة من المستحضر وكذلك الخلفية العلمية عن المادة الفعالة وآثارها الجانبية ودواعي الاستعمال ونواهيه والتحذيرات والتداخلات الدوائية وحركية الدواء في الجسم وطرق التحليل المختلفة متضمنة اختبارات الرقابة المستحضر ونتائج دراسات ثباته في عبوته النهائية إضافة إلى تاريخ انتهاء الصلاحية
مراقبة جودة المستحضر : تضع بعض الشركات المصنعة للأدوية وكذلك بعض الهيئات الصحية برامجا لمراقبة جودة المستحضرات الدوائية بعد طرحها في الأسواق وذلك بغرض التأكد من الجودة خلال فترة الصلاحية ورصد أية تغييرات قد تطرأ على المستحضر ولقد قدمت هيئة الغذاء والدواء برنامج ( التيقظ الدوائي) هي خدمة تتيح للممارسين الصحيين والمؤسسات الصحية والأفراد الإبلاغ عن الأعراض الجانبية والأخطاء الدوائية وأي خلل في جودة المستحضرات الصيدلانية، كالإبلاغ عن الأعراض الجانبية لمنتجات التجميل ،والإبلاغ عن حالات التسمم الغذائي, والإبلاغ عن وجود خلل في الأجهزة والمستلزمات الطبية ويمكن رفع البلاغ عبر الدخول إلى موقع هيئة الغذاء والدواء في الشبكة العنكبوتيه.
الدواء والمريض : يعتمد نجاح العلاج بالأدوية على عدة عوامل أهمها التشخيص السليم للمرض ، ووصف الدواء المناسب وأخيرا وليس آخرا تناول المريض للأدوية وفقا للمقرر العلاجی والإرشادات العلاجية التي يذكرها كل من الطبيب والصيدلي وهكذا فإن للمريض دور هام وأساسي في نجاح العلاج ويتمثل ذلك في الالتزام بعدم تناول أدوية أخرى أثناء العلاج إلا بعد استشارة الطبيب ، لأن تناول المريض للعديد من الأدوية قد يساعد في مشكلة التداخلات الدوائية وما قد ينتج عنه من قصور في الفاعلية الدوائية للدواء الموصوف لمرض ما وبعد هذه الرحلة لصنع دواء يفيد البشرية نأمل أن تكون الفكرة قد وصلت .
وأن يوفق الله البشرية لصنع دواء أو لقاح أو تطعيم لفيروس كورونا المستجد COVID-19 والأمراض النفسية والجسدية والأمراض المعدية من الفيروسات وغيرها وأن تكون أكثر أمانا وفاعلية وأن تكون متوفرة في متناول جميع المرضى على وجه الأرض لترسم البسمة على البشرية وتخفف من وطأت الأمراض ليملك الأنسان القدرة على إعمار الأرض والسعي لما خلق له .
ودمتم سالمين بصحة وعافية وخلك في البيت
1 ping