تسونامي ألّم بأرواحٍ ودول لم يفرق بين دول نامية أو دول عظمى وفي خضم هذا التحدي كان لمملكتنا وحكومتنا الرشيدة دور الصدارة في الوعي للتصدي لهذا الفيروس كوفيد ١٩ – كان لـ/ صحيفة جواثا الإلكترونية الدور الإعلامي المميز في طرح الحدث والأخذ بأراء ورؤى متفرقة لشرائح من مجتمعنا وكان سؤالنا ما تأثير الجائحة عليه كلاٍ من اختصاصه ووجهة نظره والحدث الأكبر كان في الساحة التعليم والتعليم عن بعد وكان للكاتبة والمربية أستاذة آمال العرجان رأي قالت فيه.
التعليم عن بعد نقلة هائلة
فقالت : كان ماحدث مفاجأة للعاملين في قطاع التعليم ففي يوم كانت كتب الطالبات على مكاتبنا تنتظر التصحيح وجداول الاختبارات على الأبواب تنتظر التنفيذ والحواسيب في الإدراج مع كل وسائلنا تنتظر يوماً جديداً لنفاجأ بالتعليق وسمعنا وأطعنا .. لكن الارتباك الذي حدث في الميدان التربوي كان سببه التذبذب في الآراء التي نسمعها كمعلمين وأيضاً كأولياء أمور ما بين مُجِبرٍ على التواصل وأستكمال المناهج عن بعد وما بين متأنٍ ينتظر قراراً رسمياً من الوزارة بالإلزام… والمحك والقدرة على التعليم عن بعد .. هل نملك هذه المهارة وهل أبناؤنا قادرون على تقبلها .. إن النقلة الهائلة من التعليم التقليدي القائم في مجمله على التلقين الى التعليم عن بعد خطوة قوية جداً تحتاج إلى مجتمع مهيأ من جميع النواحي وليس إلى اجهزة ونت مجاني فقط ومع هذا بذل الجميع جهوداً جبارة في محاولة لتوصيل ما يمكن إيصاله للطالب ..وهي تجربة تعلمنا منها أهمية أن يكون لدينا ( الخطة ب) أو الخطة البديلة ..!
وأضافت : شخصياً أرى أن البنية التحتية للتعلم عامة وعن بعد خاصة تحتاج في المقام الأول إلى الشغف .. شغف المعلم للعطاء وشغف الطالب للتعلم وإن أغلقت المدارس فليس للعلم باباً يُغلق.. من أراده سيحصل عليه – كان الله في عون التعليم والمتعلمين ووفقنا الله واياكم والقائمين على هذه الأرض المباركة لكل خير.
تحدي جديد
بينما قالت الأستاذة اعتدال العيد قائدة متوسطة ١٣ : لا يخفى علينا ما يمر به العالم اجمع من جائحة كورونا ولا يمكن تجاهل الجهود الجبارة التي تبذلها جميع وزارت الدولة وأخص بذلك وزارة التعليم التي توفير جميع البدائل وعمل المنصات التعليمية بالإضافة إلى بوابة المستقبل وكذلك قنوات اليوتيوب والبث التلفزيوني فالبدائل متعددة والدروس تبث على مدار الساعة والحمدلله .. فبإمكان الطلاب وأولياء الأمور المتابعة .. لتسير المناهج حسب الجدول الزمني المقرر لها سابقا بقاؤنا في بيوتنا لا يعني إيقاف عجلة الحياة.
ثم قالت : يؤسفني جدا من يتذمرون ويتعذرون ضاربين بجهود الدولة والوزارة عرض الحائط والتهاون عندما صدر الأمر انها غير إلزامية نعم يوجد من ليس لديهم أجهزة او انترنت لكن لا يخلو بيت من تلفزيون … ممكن التناوب عليه وهذه إحدى المصاعب كما يوجد التعليق المستمر بسبب الضغط .
وأستطردت : تبقى بعض المشاكل .. لا يخلو الأمر مثل لكاعة الأبناء أحيانا يستخدم المعلمون في الشرح اقلام ملونة لا تتضح الكتابة مع التصوير او ان الصوت احيانا لا يكون واضحا وبالنسبة لأطفال المرحلة الابتدائية توجد صعوبات لا ننكرها .. لكن في المراحل العليا وصل الطلاب لمرحلة يستطيعون بها إيجاد حلول بالتواصل مع معلميهم عبر الوسائل المتاحة لفهم ما استصعب عليهم – فلا بد من تكاتف الجميع للخروج من هذه الأزمة بسلام وعدم هدر الوقت.
جهود تُذكر تُشكر
وأشار الناشط الإجتماعي طاهر العيثان إلى أن هذا الوباء الخطير الذي أولته حكومتنا الرشيدة أيدها الله منذ بداية انتشاره جل إهتمامها وسخرت كافة إمكاناتها في سبيل الحفاظ على صحة مواطنيها ومن يعيش على أرضها من كافة المقيمين وأتخذت عددا من العوامل الإحترازية والإستباقية خشية إنتشاره والتي منها التوصية بالإلتزام في البيوت وعدم الإختلاط وان كان في ذلك تباعد بين الأسر لفترة وجيزة إلا أننا نجني من ورائه الكثير ونضمن بفضل الله السلامة في أنفسنا وفي أهلنا .
كما تحدث العيثان حول الصعوبات قائلاً : الصعوبات التي تواجه خلال هذه الأيام فلله الحمد والمنة لاصعوبات في ذلك سوى الصبر والإلتزام بكافة تعليمات الجهات ذات العلاقة بالمرض لنخرج منه جميعا سالمين غانمين وختم العيثان بقوله : لنرفع أكف الضراعة للباري الجليل بأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يجزيهما خير الجزاء والشكر لمعالي وزير الصحة وكافة منسوبي هذه الوزارة لجهودهم المبذولة في خدمة الوطن والمواطن .
ترتيب أوراق
وكان لرجال الدين نصيب في ايداء الرأي لما لهم من دور فاعل في مجتمعنا – الشيخ حسن محمد البقشي والذي قال : أعتقد من الصعب رصد تأثير كورونا بدقة على الحركة الدينية سواء في المجتمع الأحسائي أم غيره من المجتمعات الأخرى ومما لايخفى أن أهل الأحساء يتمتعون بنسبة التزام ديني كبيرة مع هذا كله لاشك أن كروان خلق واقعاً وتأثيراً مختلفاً على الساحة الأحسائية وحتى نرصد هذا التأثير فمن الممكن الخروج بنتيجة تقريبية وذلك من خلال عمل جولة على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة مدى اهتمامات الناس في مرحلة كرونا وحصر تعاطيهم مع هذا الموضوع فأعتقد أن هناك نوعاً من التحول قد حدث في المجتمع الأحسائي على عدة أصعدة ومنها البعد الديني وبدأ الناس في إعادة النظر في قراءة المشهد الديني من زوايا عدة وترتيب أوراقه التي قد تكون مبعثرة ومنقوصة وغير منتظمة واستبدالها بقراءة أكثر جدية ومحاولة سد الفجوات والفراغات التي اعترت فصول ذلك المشهد في سنوات مضت والخروج بسيناريو جديد يكون أكثر نضجاً وأقدر على مواجهة الحوادث المستعصية والمؤلمة ومحاولة معالجتها من خلال سبر أغوار الدين والعقيدة علهم يجدون مايشفي غليلهم بعدما ثبت جلياً ضعف بل وعجز جميع الخيارات والأيدلوجيات الأرضية والفلسفات الوضعية تقريباً عن الوقوف صامدة أمام هذا الفايروس المتناهي في الصغر فهاهو المجتمع الأحسائي ينشط كثيراً وعلى رأسه رجالات العلم في تدعيم المشهد الديني ويتفنون في ترميم ماتصدع منه بمختلف الوسائل المسموعة والمرئية
وأردف الشيخ البقشي قائلاً : بإمكاننا رصد تفاعل الناس ونقلهم هذه الأنشطة وذلك من خلال تبادل هذه المناشط بشكل ملفت في حركة دينية غير معهودة وتمثل ذلك في نقل مقاطع دينية سواء من محاضرات أو أدعية أو نصوص قرآنية أو حديثية أو مقاطع مكتوبة أو مجموعات قصصية كلها تصب في قناة الحركة الدينية والتي أصبحت تزخر وتزدهر بتدفق مياه جديدة أعادت للمشهد الديني دوره الريادي وليتموضع من جديد متربعاً على عرش الأولويات ليكون سيد الموقف في الساحة الأحسائية
لم الشمل
وكان للأباء والأمهات نصيب في تقريرنا هذا فهم اليد المساعدة على نجاح ما نمر به من تحدي في هذه الفترة -أم علي البحراني ربة منزل حيث تحدثت حول الناحية الأسرية فقالت : فمن الجميل جداً الجلوس برفقة بعضنا البعض وحصول الأسر على التناغم والترابط الذي فقدناه مؤخراً بسبب كثرة الانشغالات والمشاركه باعداد الطعام الشهي والتواجد معاً خلال الثلاث وجبات ومناقشة أشياء لم نكن نناقشها قبلاً .
من ناحية أخرى قالت : حُرمنا من زيارة أحبائنا فنحن كمغتربين بحاجة بعضنا اكثر وهذا مالا يستطيع القلب تحمله عدم القدرة على القيام بالواجبات كزيارة المرضى والكثير لم يستطيعوا اقامة حفل زفافهم او تأجيله حتى اشعاراً آخر نسأل الله العفو والعافية والسلامة في الدنيا والآخرة آملين من المولى ان تكون الفترة القادمة أجمل .
نتجمع على وجبات الاكل سابقاً
أما أم هاشم تحدثت حول التأثير الإجتماعي بشكل عام فقالت : أصبحنا نتجمع على وجبات الاكل سابقاً كان كل واحد ياكل على حسب ظروفه ودراسته وعمله صرنا نتعاون بشغل البيت صرنا نتشارك العاب شعبيه قديمه مع بعض العاب كانت شبه منسيه واردفت أم هاشم قائلةً والأجمل النوم مبكراً والاستيقاظ المبكر اما بالنسبة للصعوبات التي واجهناها لو احتجنا دكتور صرنا نخاف نروح المشفى کرفض زوجي الذهاب لطبيب الأسنان واحتمال وجع لايحتمل خوفاً من الاصابة بالعدوى.
التعليم عن بعد شتتب الأبناء
فبما قالت زينب الوايل – ربة منزل – نحن نعاني مع الاولاد في المرحلة الثانوية والتعلم عن بعد شل حركة التعليم وفي بعض التشتت للابناء خصوصا ان التعليم الافتراضي غير مهيئ ونواجة صعوبة بعدم الانضباط وخصوصا في الدراسة وعدم التحكم بالاطفال في هذه الاوضاع وأردفت قائلةً : والاكثر صعوبة المدارس اغلبهم غير متعاونين بالنسبة للتعليم عن بعد وهذا يشكل لنا عائق أكبر .
كورونا جمعت أفراد الأسرة
حسين البحراني – عمدة متقاعد – كان رأيه مختلفاً تماماً فقد أجاب بكل حنكة وحكمة فقال : كورونا أبعدها الله عنا جميعاً جمعت أفراد الأسرة من الغرق في مشاغل الحياة كما نعمنا بمشاركات النقاشات وابداء الأراء حتى في الأكل والشرب والمشتريات واصلاحات في البيت بعد ان كانت فردية ملقاة على عاتق الأباء أصبح هناك مشاركه والمبادرة بتحمل المسؤولية واضاف البحراني صعوبات نواجهها کعدم مشاركة الناس بالمناسبات من افراحٍ وأتراح وترك العبادات في المساجد امر يحزن لكن ان شاء الله بفضل الجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة ستعود الأمور کسابق عهدها وأفضل ولا ننسى جهود ولاة الأمر حفظهم الله وتوجيهاتهم للجهات المختصة بتوفير احتياجات المواطنين من كافة النواحي كلنا مسؤول وستعدي على خير ان شاء الله.
سمو روح
وللفن التشكيلي كلمته في وضعنا الراهن مع الفنانة التشكيلية – لينا الهاشم حيث قالت :الفن التشكيلي عموما من مقومات اي مجتمع مثقف راق وحر الفكر – الفن التشكيلي يسمو بالروح ويهدئ النفس دوره في هذا الوقت لا نقول وقت عصيب ولكنه وقت حذر ومريب الروح تألف الألوان والالوان تمنح الفرح والفرح يسعد والسعادة إطمئنان والاطمئنان سكن والسكن هدوء للروح هنا يكون للفن دور سكينه تسكن الفنان ومن هنا يكون كل فنان سكن لأهله ومحيطه كورونا مجرد لون اخضر جميل او ازرق عميق او تريكواز باهر من وجهة نظري .
وأبانت الهاشم بأنه لا يوجد صعوبات بل هدوء نفسي لانتاج لوحات جديدة واستيعاب السكن الروحي بين المستطيلات البيضاء التي تنادي الوان قوس المطر لتشكل فرح لا ينتهي واعتقد ان الفنان هو الانسان الوحيد الذي يخرج من الازمات اياً كانت بأفضل النتائج لان السعادة خلقت من روح الفنان – انا هكذا فهل تعتقدين سيدتي النادرة ان كل فنان ممكن ان يكون كـ انا ؟
اداء جيد
وللثقافة وأصحاب القلم رأي أفادنا به الكاتب الاستاذ يحيى الجعفر فقال : الاكيد انها اثرت على العالم وبالذات على الفن والثقافه لان الفن ينتمي إليه العقل والقلم والريشة ولان المرض اجتاح العالم واغلق دور السينما واوقفت جميع الاعمال الفنية بسبب الهلع والحجر الصحي الا ان المثقفين حاضرين وبقوة وادو اداء جيد من خلف الشاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من رواد السوشل ميديا من اجل توعية المجتمع الفني والمشاهد عن تلك الاضرار التي تنتج عن مرض كورونا وسبل الوقاية منها واعتقد ان رغم الحجر الصحي وايقاف جميع الفعاليات الا إن الحراك الثقافي له دور بارز في ايصال الرسالة الحقيقة للمجتمع وان هذا الركود اصاب الساحة الفنية جراء انتشار فايروس كورونا موخرا ولم يكن وبدا جلين صعوبة المرحلة الحالية حيث لم يختص النظر ع الساحة الفنية فحسب بل امتداء الى الجهات الاخرى كـ التعليم والانشطة الرياضية وغيرها .
واضاف الجعفر : مع وجود التواصل الاجتماعي فأن الصعوبة الوحيدة التي اراها شخصياً هي الاجتماعات مع انها تعقد عن بعد بمعنى ان الالتقاء مع المثقفين اصبح صعباً الا من خلال الشاشات او وسائل الاتصال السمعي مما ادى الى قلت الامسيات الادبية بسبب الحجر الصحي.
صعوبات وضغوطات نعيشها
اما الطالبة فاطمة حسين البحراني فقد قالت : على الصعيد الدراسي وبالمقام الأول صعوبة الاتصال الدائم بالانترنت والمشكلات التقنية
گعدم وضوح الصوت مما يؤثر سلباً على وصول المعلومة بشكل جيد – من جوانب اخرى اريد تسليط الضوء على الاختبارات عن بعد للمرحلة الجامعية والتي لايوجد بها اي مراعاة للطالب والطالبة وظروفهم المتفاوتة
بإلاضافة لضيق الوقت ولكل سؤال دقيقة واحدة ولايمكن الرجوع للإجابات للتأكد منا يؤدي الى خسارة الدرجات وعدم وضوح الرؤيا لنهاية الفصل الثاني حتى الآن كما يسمي به هذا الفصل بانه فصل ضبابي
ولكل دكتور طلباته اللامنتهية متناسيين وضع الأزمة وأثرها سلباً على نفوس الطلاب والطالبات فلايوجد دعم نفسي لنا وبالأخص الخريجات فنحن بحاجة لطبطبة لكي تهدأ نفوسنا .
الشيخ : حسن البقشي
يحيى الجعفر
حسين البحرانيطاهر العيثان لينا الهاشم