في ليلة باردة من ليالي شتاء فبراير عام ٢٠٠٧ تحققت أمنية رجل من دمسنان البحرين صنع حياته بمسيرة مضنية من الكفاح و العصامية و التحدي لإثبات الذات بما لديه من إمكانيات معنوية نفسية فلم يرتكز على ثروة موروثة ولم يولد مخدوماَ مهاباَ بل صنع نجاحه بالكثير من العمل المتواصل والمحاولات المتواصلة متسلحاَ بالخلق الحسن ورقي التعامل مع المستفيدين من خدماته ولذلك فقد حقق افضل الانجازات العملية في مجال السياحة وحقق نجاحاَ بارزاَ في َجال الخدمات الاجتماعية والتي ترتكز على قاعدة المسؤولية الاجتماعية وخدمة الناس حتى أصبح يمثلهم في المجلس النيابي فيتحدث بصوتهم ويتحسس آلاَمهم ويقوي ضعيفهم ويحقق آمالهم..
*كانت أمنياته في تكوين أسرته مغلفة بالرجاء والأمل مفعمة بالشكر لله ان رزقه بأول ذريته، والتي اسماها زهراء تيمناَ بالسيدة العظيمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم.
حين انطلقت صرخات طفلته التي ورثت عنه لونه الاسمر والدي أصبح اسمه المعروف والمحبب له.. وجه ملؤه البراءة ملامحه لم تتضح بعد لكن سعادة غامرة اجتاحت قلبه الذي كان يحن حنيناَ اتعبه ليسمع صرخة طفل تحيى أرجاء منزله وتخلق بهجة دائمة لا تكتمل زينة الحياة التي يحياها بسواها..
و منذ ولدت هذه الزهرة الندية اكتشف والدها انها من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بمتلازمة داون وبرغم الألم الذي غمر قلب الوالدين الا ان فرحتهما بها لم تتلاشى..
وكبرت زهراء وحين التقيتها في احد الفعاليات الاجتماعية التي يقيمها والدها دائما بدت لي طفلة طبيعية وكانت في الخامسة من عمرها وحين تحدثت معها كثيراَ لاحظت ان لديها شيئاَ َمختلفاَ لكنه لم يبدو لي كإعاقة.. ربما لأن والدها عاهد نفسه أن يبذل كل غال رخيص لتصبح فتاة مميزة لا تنعت بنقص أو إعاقة لأن قدرها أن تولد من هذه الفئة فادخلها مدارس خاصة في سن مبكرة واجتهد في تنمية مهاراتها و تحسين مستوى الأداء لديها في كل عمل تميل اليه كالاعمال المنزلية والطبخ ونوع الرياضة التي تستهويها كركوب الخيل والاهتمام بالحيوانات الأليفة وقد اشترى مزرعته الكبيرة لأجل ان يحقق جزء من آمالها العريضة .
في أزمة الكورونا شاركت زهراء التي تتميز بحافظة قوية وذاكرة عميقة وتشعر بحس فني واعد يتضح حين تسمعها تؤدي مقطع انشاد او تتلو بعض السور القرانية او تلهج بالدعاء حين تشعرها بإنها مستجابة الدعاء لبرائتها و نقاء روحها..
كأي مواطن يحب بلده شاركت زهراء بهذا المقطع و تتمنى ان تسعدها نحن بمشاركتها عملها و تشجيعها للمزيد حتى تحقق أحلامها في العمل مستقبلا. وكأحلام الصبايا التي تداعب ََمَخليتها تتمنى ان ترث من ابيها تلك الوجاهة والنجاح شرط أن يكون من صنع يديها.. فهل نساعدها على تحقيق حلمها الكبير ونصنع فرقاَ في سعادتها ونكون من صناع الأمل في كل العالم .
3 pings