في البقالة بجوار البيت كان المحاسب يرتدي القفازات حسب تعليمات البلدية وكان (يفصفص حب شمسي) وبنفس القفاز يلتقط قشور الحب ليرميها مشبعة بلعابه. وبنفس الاصابع التقط كيس بلاستيكي ليجمع فيه المشتريات وأيضا استلم مني النقود وفتح الدرج وأعاد لي منه الباقي.
ولا شك انه فعل هذه السلسلة من الاحداث مع الكثيرين قبل دخولي المحل وبعده. فماذا فعلت القفازات التي تغرم البلدية على عدم لبسها؟ ماذا لو أن احد المتسوقين كان مصابا؟
بكل بساطة لا شك ان العامل سينقل العدوى لكل من دخل المحل. والأكيد ان القفازات هنا اصبحت مصدر موثوق لنقل العدوى. والأكيد أيضا ان كل العاملين في المحلات الأخرى مثل محلات الخضار والمخابز ومراكز التموين الكبرى والمكسرات وغيرها، يرتدون القفازات حسب تعليمات الأمانة وبنفس القفازات يلامسون المشتريات ويضعونها في الاكياس وبنفس القفازات ايضا يستلمون المبالغ من المتسوقين ويفتحون درج النقود أو ينفذون البيع عبر نقاط البيع الآلي.
الوقاية تكون بقطع السلسلة. والمقصود سلسلة انتقال الفيروس من شخص لآخر وليس بتغيير الناقل من كف الانسان الى القفاز البلاستيكي. قطع السلسلة يعني أن يتصرف كل من البائع والمشتري على أساس انه مصاب افتراضيا وينفذ توصيات وزارة الصحة في التعامل مع المصاب ويقطع سلسلة انتقال الفيروس من هذا الشخص المصاب (افتراضيا) الى ذلك الآخر الغير مصاب. وبالإمكان تحقيق ذلك بغسيل اليدين بين فترات متعددة، مثلا كل نصف (ساعة بالنسبة للبائع) أو أقل بحسب كثافة الزبائن وغسل اليدين بالنسبة للمتسوق قبل الدخول للمتجر وبعد الخروج منه. ويجب ان يكون الغسيل بالصابون وبالطريقة التي أوصت بها وزارة الصحة أو باستخدام المعقمات في حال تعذر استخدام الغسيل.
ما يجب ادراكه ان لمس أي شيء ملوث بالفايروس ليس مشكلة ابدا. بداية العدوى اذا وصل الفايروس الى الأنف أو العين أو الفم. فما دام الفايروس فرضا في اليد فيمكن التخلص منه بغسل اليدين أو بالتعقيم. وبادراك هذه الحقيقة نستطيع قطع السلسلة. فبإمكان العامل بالمتجر وضع حاوية صغيرة فيها نوع من المطهرات مثلا مبيض غسيل الملابس مخففا بالماء ويقطع السلسة بغسل يديه كل فترة في هذه الحاوية مع الحرص على التنشيف الجيد أو باستخدام المعقمات.
وسنضرب هنا مثال لقطع هذه السلسة لمتسوق ما، لكن نؤكد انه مجرد مثال توضيحي وبإمكان أي شخص وضع آليته الخاصة المناسبة له لقطع السلسة للوقاية من هذه الجائحة.
أولا ضع لك نقطة بداية تعتبر هي الحلقة الأولى في هذه السلسة وتأكد من خلوها من العدوى وليكن مثلا منزلك حيث يسهل تعقيمه بالمطهرات المعروفة وخصوصا كل ما يكثر لمسه باليد كالأبواب والمقابض والحنفيات.
ثانيا اذا رجعت للبيت بعد التسوق مثلا تأكد ان لا تجلب الفيروس معك الى البيت وذلك باتخاذك عدة خطوات سواءا كنت ترتدي القفازات أو بدونهما. تستطيع مثلا ان تمسك العربة او السلة بيد واحدة وان تباشر المشتريات باليد الأخرى وحاول أن تمرر بنفسك المشتريات على قارئ الباركود ولا تترك المحاسب ان يمررها وضعها انت ايضا بالأكياس ثم ادفع بواسطة بطاقة الصراف واحرص على التخلص من القفازات قبل الخروج من المتجر واغسل يديك قبل فتح السيارة.
عند وصولك للمنزل بالإمكان ان تتأكد من خلو المشتريات وذلك بطرق بسيطة منها ان تزيل الغلاف البلاستيكي الموجود على بعض المعلبات والتخلص منه مباشرة ومسح المعلبات المعدنية او البلاستيكة بالمسحات المطهرة.
في كل الأحوال لا تنسى تنظيف يديك بالطريقة الصحيحة بعد كل اجراء سواءا بالماء والصابون أو بالمعقمات وتذكر القواعد الذهبية في عدم نقل العدوى والتي أهمها:
وقبل كل هذا بعد التوكل على الله تعالى اتباع التعليمات والتوصيات الرسمية كفيلة بإذن الله لتجاوز هذه الأزمة، لا يوجد مبرر للهلع، قلل خروجك من المنزل وتخالطك مع الآخرين خلال الاسبوعين القادمين وتوكل على الله تعالى.
مهندس أجهزة طبية
2 pings