يدرك الكثيرون أن قلة النوم ليوم واحد يمكن أن تؤثر على مزاج الإنسان، ولكن يعتبر الأرق المزمن أكثر خطورة، حيث يشكل واحدا من أكثر السمات شيوعا للمرض العقلي، كالأمراض الاكتئابية والذهان، مثل الاضطراب الثنائي القطب والفصام.
يبدو أن هناك تداخلا بين شبكات الدماغ التي تحكم الصحة العقلية ودوائر المخ التي تولد النوم؛ نتيجة لذلك، فإن أي تغيير في الدماغ يسبب المرض العقلي سيؤثر أيضا على النوم.
وبينت الدراسات البحثية الحديثة أن علاجات الأرق تحد بطريقة قوية من أعراض المرض العقلي، وهو ما دفع فريقا في أوكسفورد لاختبار العلاقة بين الأرق والمرض العقلي، باستخدام العلاج السلوكي المعرفي للأرق أو CBTi))، والذي تم تصميمه لتغيير عادات النوم السيئة وتشجيع الناس على تبني سلوكيات لعلاج الأرق دون الحبوب المنومة.
ويتوفر CBTi من خلال عيادة للنوم، أو يمكنك أيضا القيام بذلك بنفسك باستخدام CBTi الرقمي القائم على التطبيق مثل Sleepstation أو Sleepio.
وطبقت تجربة CBTi على 3755 شخصا يعانون من الأرق بالإضافة إلى الهلوسة والبارانويا، تبين أن علاجات الأرق تحد من أعراض المرض العقلي.
وأثبتت أساليب CBTi أنها تساعد على تحسين النوم، ونتيجة لذلك تساعد الناس على عيش حياة أكثر صحة وسعادة.
وكشف الباحثون عن مجموعة من الحيل التي تستخدم لتحسين الصحة العقلية والقضاء على مشكلات النوم بدون أدوية.
وأشار الباحثون إلى أن الاستلقاء في الفراش دون النوم عادة ما يؤدي إلى قلة النوم، حيث يقلل هذا الأسلوب من الوقت الذي تقضيه في الفراش، مما يتسبب في حرمان جزئي من النوم، الأمر الذي يجعلك تشعر بتعب أكبر الليلة التالية.
كما نصح الباحثون بضرورة اتباع عادات النوم الصحية والتي تعتمد على تغير عادات حياتك الأساسية التي تؤثر على النوم كالتدخين أو شرب الكثير من الكافيين في وقت متأخر من الليل أو تناول الكحول أو عدم الحصول على مقدار كاف من التمارين، فضلا عن اتباع طرق الاسترخاء قبل وقت النوم بساعة أو ساعتين.
ونصح الخبراء أيضا بضرورة تحسين أجواء النوم، والتي تساعد على خلق أجواء مريحة تساعد على النوم كبقاء غرفة نومك هادئة ومظلمة، وعدم وضع تلفاز في غرفة النوم والاحتفاظ بالساعة بعيدا عن العين.