مللتُ طول الانتظار وتأملي لثقوب الباب وضوء هاتفي وخلوه من الإشعارات والرسائل والأهل والأصدقاء ، مكثتُ أحدق بالباب الذي بالجوار قد كان يصدر منه صوت نحيب او شيء يشبه النحيب لكني اظن أنه كان شعور الألم الذي اُبتلع يخرج من افواه الجالسين في المقاعد بالداخل وتمتمات بالمواساة الغير مُجدية ، بعدها خرجت امرأة كبيرة بالسن ذات عينان جاحظتان وبجانبها طفلة فقدت العينُ اليُسرى ! امرأة كبيرة بالسن مالذي يجعلها تنتحب هكذا وهم اللذين قالو لنا ” كل ما تقدمت بالعمر كلما انتهت رغبتك بالبكاء ” وعندما نسال لماذا؟
“لأنه كلما كبرت كلما ازددت وقارًا وارتفعت حكمةً ” وكنا نصدقهم ونحن نعلم انه لا توجد علاقة بالأصل وما الأمر الذي يجعل طفلة تفقد عينها اليُسرى وتنتحب كما فعلت كبيرة السن ! ، من بعد ذلك اليوم وأنا افكر بهما وأفتشُ عن أسبابِ بداخلي اثنان وعشرون عام وانا افكر بهما اكثر من علاج داء نفسي ، لكني كنت اتذكر انها كانت زيارتي الاولى للطبيبِ النفسي ، بعد اثنان وعشرون سؤالًا اتضح لي ان تلك الكبيرة فقدت ابنها الأكبر وقرةُ عينها وابنتها التي فقدت عينها اليسرى وماعادت تقدر على الرؤيه وكل ذلك حدث بسبب زوج أمهم الذي كان مصاب بداءِ السلطة والغيرة والوحشة والأسى .
#لا_للعنف