
تضع وزارة التعليم خطة تعليمية منظمة طوال العام الدراسي منتهية بالاختبارات التي تحصد ما حصله الطلاب من مادة علمية وتبدأ هذه الفترة بالكثير من الاستعدادات والتهيئة المسبقة بنشر الرسائل المتعلقة بالاختبارات في جميع برامج التواصل الاجتماعي .
ويبدأ الطلاب المثابرون والمتفوقون والطامحون للنجاح بالجد والاجتهاد في المذاكرة بتنظيم الوقت بحيث يكون هناك وقت للعب ووقت للمذاكرة والبرامج الأسرية والأعمال الصالحة وغيرها ولايلاقي أي صعوبة في القيام بكل تلك البرامج خلافا للبعض الذي يذهب ويأتي كل يوم بنفس ترتيب الحقيبة وكانها ثقل على عاتقه فقط والكتاب نظيف وكأنه مخصص للاستخدام مرة واحدة في وقت الاختبار وممنوع اللمس طوال الفترة السابقة .
وهذا يشكل عبئا على الأسرة التي تعاني من شد الأعصاب في هذه الفترة وتبدأ سلسلة الممنوعات من الأجهزة والتلفزيون والخروج وترهق الأم في المطبخ بإعداد السوائل والغذاء الصحي وتحاول جاهدة توفير جو وبيئة لدخول المعلومات إلى الدماغ وتفريغ بعض ما كان يشغل حيزه من خطط وأفكار وألعاب إلكترونية التي تجعل منه عصبيا وحركيا وشارد الذهن وغيرها من الآثار .
وهنا نقف مع بعض الأمور التي ينبغي على الطالب مراعاتها هذه الفترة : تنظيم الوقت واختيار المكان المناسب وإعداد جدول المذاكرة وعمل مراجعة لما تم مذاكرته وتوفير الأدوات اللازمة لكل مادة وذاكر بطريقة الخرائط الذهنية وحفز نفسك والتخلص مما يشتت التركيز وابتعد عن الملهيات والإكثار من المشروبات مثل الماء والعصير الطازج والفاكهة .
بالاهتمام بالصحة والغذاء الجيد في هذه الفترة ينبغي الحذر من لصوص النجاح الذين يتربصون بالطلاب من خلال أجهزة التواصل الاجتماعي بالترويج لأدوية السموم المسهرة أو المنشطة أو المخدرات والتي تحمل أسماء قريبة إلى الشباب والفتيات وتعطى على أنها من الناصح الأمين والخائف على المستقبل وتغري الشاب بداعي التجربة مجانا وبعد ذلك يقع الفأس في الرأس .
فينبغي الحذر لأن الآثار الجانبية لهذه المواد أكثر من نفعها لأنها مواد ممنوعة طبيا وحتى لوكان مصرح بها فلابد أن تؤخذ تحت إشراف طبي وتشخيص وإرشاد صيدلاني فبعض هذه المواد لها انتكاسة وأعراض انسحابية فمثلا قد يشعر الطالب صباح الامتحانات بالنوم أو الزغللة في النظر والإرهاق وشد في الأعصاب وفقد التركيز وهنا مربط الفرس فهو أرادها عونا فأصبحت وبالا عليه وجعلت منه أسيرا لها ويحتاج إلى معالجة ومتابعة للعلاج من آثارها في مستشفى الإرادة الذي خصص لمعالجة الإدمان أو التعاطي بمختلف أشكاله .
أيها الطالب لتضع نصب عينيك أن النجاح والتفوق لايأتي بالحيلة بل يأتي بالجد والاجتهاد والمثابرة وتسخير وسائل التواصل الاجتماعي والاجهزة الذكية للمساعدة على المذاكرة لا أن تكون آداة تسلب منك صحتك وفرحك بالنجاح والتفوق .
كما ينبغي على الأهل الاهتمام بموعد خروج الطلاب من المدرسة وعودتهم سريعا إلى منازلهم وعدم إهمال ذلك فالكثير من الطلاب يستغل وقت الانصراف المبكر أيام الاختبارات بالتفحيط وهذه الظاهرة تنشط كثيرا في هذه الفترة ولها الكثير من المخاطر التي تضر بأبنائنا .
أخيرا نتمنى التوفيق والنجاح للجميع وأن تمر فترة جني الثمار بسلام ….