يعتبر الفن التشكيلي أحد الفنون الإبداعية والتي تظهر فيه موهبة الفنان ومن خلاله يبدي الفنان عن دواخله بلغة الريشة التي تظهر ما تكنه القلوب وما تحمله الإبداعات حتى تتجلى هذه الموهبة على سطح اللوحة التي تزخر بالحياة الملونة لتعكس الحالة الشعورية التي تنتاب الفنان فتترجم أنامله ما يدور بداخله, الفنان التشكيلي أحد المبدعين الذين ينقلون لنا زمانا غير زماننا ومكانا غير مكاننا بلغة غير لغتنا، والإبداع موهبة لا تتوفر في كل شرائح المجتمعات وهذا الإبداع لا ينحصر في نوع واحد.
سنلتقي ومن خلال هذا الحوار بفنانة تشكيلة شقت طريقها وهي تعتمد على موهبتها الأصيلة وهي التشكيلية لىلى الشريف في هذا الحوار·· نستدرج ريشتها الى حوار الأحلام الوردية ··· نحرض المفاهيم والأفكار والقناعات···نستقرئ ملامح رؤى الغد في مطاوي الحاضر – نتعرف على المزيد من خلال الحوار التالي :
لكل منا شغف وسر إلهام ما هو إلهامك وقصة ارتباطك بالفن التشكيلي ؟
لا شك أن سر الإلهام أن الفن يعد من أعظم الفنون في إدراك جمال الكون فحين يحملنا اللون لنرسم بالأنامل وتأخذنا الرسومات إلى الأعماق وإلى رحلة الفرح والوجع يشاركنا الإحساس بين حنين وأشواق، لنركب موجه التعبير بالفن عن دواخلنا فتكون اللوحات كمعزوفات لنشيدها نستمع بين خطوطها نقطف الاشتياق ولابتسامة بريقها يسطع، فتخطفنا نحو الانطلاق والترحال فالفن سفر للروح يبهج ويمتع ويحاول أن يمتع الآخرين وكل الأذواق.
بداياتك كيف كانت أسردي لنا تفاصيلها ومن دور الأسرة؟
منذ الطفولة كنت شغوفة بالرسم وحصص الرسم وحيث كنت في المرحلة الثانوية بدأت في رسم لتصاميم لملابس كمحاولة للدخول في مجال تصميم الأزياء واستمريت في ذلك إلى أن وجدت نفسي بين لوحات الفن التشكيلي فانطلقت وقد كانت اسرتي منذ ظهر حبي للرسم والفن أكبر داعم لي.
كيف قدمتي إلى عالم الفن التشكيلي، وما الذي استهواك في هذا الفن العظيم؟
الدوافع والإرادة القوية التي كانت تسكنني منذ الصغر ونزعة البحث عن الذات ترجمتها في الثانوية بشكل ميداني وتطبيقي من خلال دخولي في مجال تصميم الأزياء ومن ثم اتجهت للرسم وببساطة الفن التشكيلي هو قيمة جمالية نستطيع التواصل بها مثل الشعر والنوت الموسيقية والقصص والأفلام فهو لغة عالمية نستطيع التواصل عبرها وقراءتها مهما اختلفت جنسيتنا ولغاتنا، وكل فنان له أسلوبه ومدرسته التي ينتمي إليه وأنا .. أعد نفسي ممن اتجهوا للتعبير عن أنفسهم بالفن أفضل من شيء أخر.
كيف تتعاملين مع الألوان، كيف تختارينها وما دور الألوان في إغناء اللوحة وجماليتها؟
هناك علاقة قوية بين لوحتي وروحي عندما ارسم كما قلت سابقًا أبحث عن فكرة لأعبر من خلالها برسالة فالفن ليس تقنية ومهنية بل هو تقنية ومزح لون وجزء من روح الفنان ينبثق إلى اللوحة فيستطيع المشاهدين الشعور بها فعندما أقف أمام لوحتي أراها تنتظرني، تكلمني، أنا احتاجك … وهكذا تكون بكل لون الكثير من الدلالات والمعاني بحسب ما أراه وما أنا عليه من حالة نفسية، فعندما أكون فرحة أراه بمعنى، وعندما أكون حزينة أراه بمعنى، فهي لوحة وألوان وعمل فني يقوم بمسايرتي حسب حالتي ليساعدني بالتوازن.
أشياء لا تزالين ترغبين في تحقيقها وتسعين إليها؟
نفس السؤال ما قبل الاخير
كيف تقيمين الاهتمام بالفن التشكيلي في المملكة وما طموحاتكم وتطلعاتكم؟
في الحقيقة الاهتمام بالفن التشكيلي في الماضي كان بطيء جدا حيث كان هنالك غياب الوعي بأهمية هذا المجال اضافة لتلك التقليدية في النظرة لمختلف الفنون بما فيها السينما والمسرح والتشكيل حيث كانت مرفوضة عند بعض المجتمعات وبالذات بالنسبة للمرأة ومع التطور الذي شهدناه خلال العشر سنوات الماضية والانتقال لمرحلة تطور وازدهار اجتماعي جعل الاهتمام بالفن يرتفع ويشهد تطورًا لكن ما يقف عائق أمام الانطلاق أكثر عدم وجود دعم مادي ومعنوي الذي من شأنه أن يرفع من وتيرة التنافس الشريف بين الفنانين والفنانات.
هل هنالك قصور في تقييم وتكريم المنتسبات لهذا الفن من قبل الجهات الثقافية؟
كما قلت ان عدم وجود الدعم المادي يؤثر على الفن فجميع ما نراه من معارض هو نتاج جهود شخصية من لدن الفنانات بتشكيل معارض جماعية كما أنه لا توجد مختصات او مختصين في رفع المستوى من خلال النقد الهادف لاسيما وأن الجهود الشخصية الفردية تنجح من نفسها لنفسها دون أي دور للجمعيات الثقافية
ماهي رؤيتك المستقبلية وامنياتك القادمة في اعمالك خاصة والمهنة عموما؟
بإذن الله سوف استمر في عقد الدورات التدريبية في مجال الريزن فهو ذلك الفن المتطور والحديث والذي استقطب أكبر شريحة من هواة الرسم كذلك الحرص على المشاركة في جل المسابقات الإقليمية والمعارض الفنية محليًا ودوليًا وحتى الدولية، والعمل على إنشاء رابطة او هيئة في هذا المجال مع نخبة من الفنانين الآخرين والتي يمكن لها أن تساهم بشكل كبير في التنمية الفنية والبشرية، بالإضافة لطموحي في إقامة معارض في دول أجنبية للتعريف بالثقافة السعودية الغنية جدا.
كلمة أخيرة تودين قولها؟
أرجو الله أن يحظى هذا المجال بالاهتمام من لدن المتلقين من الناس من حولنا وكذلك الجهات المختصة في قطاع الشباب والثقافة، خاصة أن لدينا عدة مناطق متعددة الثقافات تزخر بالعديد من الفنانين الشباب والواعدين والواعدات كذلك، كما لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تحديد مساري كفنانة تشكيلية ومخططة لرفع مستوى فن الريزن بدء بالوالدين مرورا بزوجي وبالصديقات أو الفنانين التشكيلين وكل الذين شجعوني على الاستمرار من أجل العطاء في هذا الفن الجميل.