
شرع الله جل جلاله العقاب حتى يستمر الناس في عِمارة الأرض واستمرار العيش بأمن وسلام وذلك لأن العقوبة هي الوسيلة الوحيدة للحد من انتشار الجرائم والفساد والتي تعمل على زعزعة السلام وتفرقة الصفوف.
وقد شرع الله العديد من العقوبات لمن يقوم بارتكاب الجرائم وحتى الحثَ على ارتكابها, وتنقسم هذه الجرائم الى: الحدود والقصاص والتعازير .فالحدود هي العقوبات المقدرة من الشارع الحكيم جنساً وقدراً ولا يجوز فيها لا عفو ولا شفاعة ولا صلح اذا ما بلغ أمرها ولي الأمر فيما عدا حد القذف. بينما القصاص هي التي تكون محددة تحديداً دقيقاً لا مجال فيه من الزيادة ولا النقصان ولكن يجوز فيها العفو من قبل أولياء الدم. والتعازير وهي الجرائم التي لم يرد فيها نصاً معيناً بالقرآن والسنة النبوية الشريفة بل ترك ذلك لتقدير ولي الأمر بما تقتضيه المصلحة العامة للبلاد فيما يرضي الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وقد أخذت المملكة العربية السعودية بالقسم الأخير في الجرائم التي لم يرد لها عقوبة معينه ومن هذه الجرائم “انتحال صفة رجل السلطة العامة” وتعتبر هذه الجريمة من الجرائم ذات الخطورة البالغة لأنها تتعلق بأمن البلاد وقد ازداد نطاقها عندما تطورت المجتمعات واستحدثت الأجهزة العامة في البلاد مما سهل على المجرمين ابتكار أمهر وأذكى الطرق لارتكاب الجرائم ومنها القيام بالانتحال وقدصدر نظام خاص الصادر بالمرسوم الملكي رقم: م /٤٦/ق بتاريخ ٩/٨/١٤٠٨هـ تحت عنوان نظام عقوبات انتحال صفة رجل السلطة العامة، لمن تسول له نفسه بالتعدي ومخالفة النظام.