التقيتها قبل أن نلتقي صادفتها في دفئ قلوب محاربات خبث السرطان ، في اكتوير 2018 سمعت عنها وجدتها بريق امل في عيون المتعافيات واللاتي يمشين درب المعافاة إن شاء الله .تردد اسمها كثيراً على شفاههن ينطقنه بحب بامتنان جميعهن اتفقن على رأي واحد ( دكتوره نوره ساندتتي.. ساعدتني هي المحفز لقوتي وثقتي وتغيري ) فتشوقت للتعرف عليها من كلامهن، سألت عنها حينها كانت مسافره خارج الوطن اليوم التقيتها فراشة ترفرف على بتلات زهرات زهرة لسرطان الثدي- صبيةً في ربيع العمر فراشة هكذا رأيتها – أصدقكم القول رسمت لها صورةً في مخيلتي وكانت المفاجأة. اعتقدتها سيدة اربعينية ومافوق لما تتمتع به من وعي وخبرة ورجاحة عقل وتأثير على من قابلت من الاخوات في الجمعية وإذابها فتاة شاب تضج حيوية ونشاط وجمال، روح ، ابتسامتها تبعث السلام في النفس تطمئن لها منذ اللحظات الأولى. لقاؤنا أتى بعد قرابة العام من اكتوبر 2018 – تعمدت أن أبقيه طي الكتمان ليرافق فعاليات موسم اكتوبر 2019م لتكون هدية صحيفة جواثا الإلكترونية لجمعية زهرة وما أجملها من هدية – فارسة حوارنا التالي مع الأستادة نوره فهد الدوسري – ماجستير علم نفس اكلينيكي وحالياً تقدم رسالة الدكتوراه دعواتنا لها بالتوفيق . التقتها صحيفة جواثا الإلكترونية لتجري معها حوار خارج عن المألوف .
حدثينا عن سبب اختيارك هذا التخصص النادر؟
من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً .. آية قريبة إلى نفسي أميل لتطبيقها ومن هنا بدأت رسالتي في هذه الحياة – بداياتي كانت بالعمل مساعدة باحث أجمع الداتا في إحدى المستشفيات بين عيادة الأعصاب وعيادة الطب النفسي من هناك بدأت حكايتي مع العلاج النفسي .ةفي ذات بوم دخلت مريضة العيادة تحيطها هالة هائلة من السواد والسلبيه، هكذا شعرت بها وإذ بالطبيب يزيد لها جرعتها العلاجية ک نهج روتيني .
بعد مغادرتها التفت إلي سائلاً هــا مارأيك؟
كانت ردة فعلي مباشرة وكأني كنت أنتظر سؤاله كيف تجرأت؟! أن تزيد جرعتها وأنت تعلم أنها أم لأطفال يحتاجون الرعايه والاهتمام ! فمن المعروف ان الاعراض الجانبية لأدوية الاكتئاب، التأخر في ردود الأفعال والبلاهه. لربماتعرض أحد أطفالها لخطر ما لن تتمكن من مساعدته بسبب ردة فعلها المتأخرة.
تناقشنا ومن خلال نقاشنا تطرأت للجلسات العلاجية لم لا تجلس معها وتسمعها لربما تحتاج لان تتحدث بدل أن تتناول أدوية الاكتئاب؟
حينها قال لم َ لا تتخصصي في العلاج الاكلينيكي؟ يومها لم تكن لدي أدنى فكرة عنه وبحثت وقرأت لأعرف من هي الفئة التي ساتعامل معها ، ودخلت عالم علم النفس الاكلينيكي كان ذلك منذ قرابة ال٩ سنوات وكان التخصص نادراً في المملكه عدد المتخصصين به لا يتعدا أصابع اليد وحصلت على منحة برنامج الملك عبد العزيز. قدمت من خلالها لدراسة التخصص في الولايات المتحده الأميريكيه كان القبول بحتاج لحرب ضروس لصعوبة التخصص. حاربت… وحاربت ولله الحمد درست وتخصصت وها انا الان أقدم رسالة الدكتوراه.حديثها حماستها اثارت فضولي سالتها .
ماهو علم النفس الاكلينيكي ؟
علم النفس الاكلينيكي هو علم تخصص العلاج بالجلسات ويشتغلون مع الأشخاص اللذين يعانون من أمراض تؤدي بهم إلى الأعراض السريريه ک الاكتئاب، الشيزوفرينيه واضطراب القلق مابعد الصدمة والادمان.
حكايتك مع جمعية زهرة حدثينا عنها ؟
انا بطبيعتي احب التطوع والعمل التطوعي منذ ايام دراستي المتوسطه والثانويه وكان التطوع هو المنفذ والمنقد لي من. حالة اكتئاب ألمت بي بسبب رفضي من المجتمع المحيط بي لاختلاف جنسية والدتي ، لوني، وزني.هذا الرفض أغرقني في ظلمات حالة اكتئاب كادت ان تودي بحياتي .لولا أني لجأت لعالم التطوع وخرجت من قعر الاكتئاب لفضاء التفاؤل والخدمة الاجتماعية تعرفت على جمعية زهرة بعد استقالتي من عملي في امريكا والعودة لأرض الوطن والتقيت بدكتور الملا كان يقدم دورة هنا اقترح علي بأن أكّون قروب ثيربي .
ماذا يعني قروب ثيربي؟
هو جلسات دردشة علاجية مع اشخاص يتشاركون نفس المشكلة مرضية او نفسية. نتحاور بشكل علاجي غير مباشر ( فضفضه) نحصد الافادة من بعضنا البعض وتواصلت مع الأستاذة غادة الداوود في الجمعية رحبت بالفكرة وساندت مع بقية الأخوات لتنفيذها مشكورةً وفي البداية كانت الحلقة مكونة من ٤ اشخاص فقط. تسلل إلي شيئاً من الاحباط لأنه ٤ سيدات لن نتمكن من ايصال الافادة المرجوة .هنا تلاعبت بالمسميات بدل *ثيربي* وجلسات علاجات نفسيه – إلى كشتات وملتقى توعوي وما إلى ذلك من. مسميات. لان عبارة علاجات نفسية وخلصات علاجية غير محببة ومقبوله في محيطنا ومن هنا ولله الحمد تحول العدد ٤ من الحضور إلى قاعة تكتظ بالحاضرات وبعدها سافرت لأمريكا لمدة ٤ شهور وفور عودتي تواصلت معي الأستاذة غادة لنعيد التجربة مرةً أخرى ويكون ملتقانا هذا العام تحت مسمى( أفكارنا سر سعادتنا) .
الكثير يتمنون الحصول على فرصة العمل في أميركا ماسبب اقدامك على خطوة الاستقالة هناك ؟
نعم فرص لمن لا يخوض تجربتها واستقالتي كانت بسبب بيئة العمل السيئة هناك يفتقدون لأسلوب تفهم واحترام اختلافات الأديان بين المقيمين والمواطنين مثلاً نعاني عدم احترام الاختلاف في المناسبات والأعياد أعيادهم عطله رسمية وأما اعيادنا يمنع التغيب الا باجازة غير مدفوعه كما انه كان تعاملي مع فئة التحرش والاغتصاب والمدمنين مرهق نفسياً يأخذ الكثير من طاقتي جسدياً ونفسيًا. كان رصيدي اليومي ٤٥ مريض والمفترض ان لا يتجاوز ال١٠ مرضى يستنزفون طاقة المعالج لأقصى حد. همهم الاكبر المردود المادي لا اكثر. رافقتني الكواببس لكثرة ضغوطات العمل والحالات البشعه التي كنت اتعامل معها فآثرت العودة للوطن بعد عمل دام سنتين .بين العمل والتعامل مع حالات ک ادمان وتحرش وبشاعتها.
هل عانت نوره الانسانة من تبعات عمل نوره المعالجه ام انها كانت تترك تلك الحالات والقصص وراء باب عيادتها تنسلخ عنها وتغادر؟
أصدقك القول في البداية نعم تاثرت بت أرى العالم وحشي صرت أشك فيمن حولي لكن ولله الحمد لم تتمادى الحاله فمع الممارسة والخبرة والقراءة والاطلاع. صرت أتمتع بمنبه انذار ، مؤشر يعلمني ان توقفي هنا. انت في خطر كما لدينا ال self care مشرفين نطلب منهم الاستشارة عند شعورنا بتلك المؤشرات لاتخاذ قرار حازم. الغاء ماتبقى من مواعيد واخذ اجازة دون الشعور بأدنى درجة من الذنب. لاني ان استمريت وانا في حالتي تلك لن أنجز او أساعد أحد.
كيف تجدين تعاملك مع الحالات، هل هناك من يصل لدرجة التملك ان المعالجة نوره هي لي انا؟
من خلال تعاملي مع المرضى أبين لهم منذ بداياتي معهم في الجلسات أنت هنا لتغير من نفسك لاصلاح حياتك للافضل ، أنا مجرد داعم ومساعد لك – انت هنا لاساعدك وليس لاطبطب عليك وطبيعتنا البشرية تميل لتعيش دور الضحية وليس مسؤولية الاقدام على التغيير .مرضاي يتفهمون تعاملي معهم انا محبة للحياة لطيفة لكن واجبي ان أتصرف بحزم هذه تقنية اكتسبتها من. خلال التجربة والخبرة ممن هم أكبر مني واكثر خبرة ولكن للاسف هناك بعض الأخصائيين يزرعون فكرة في رؤوس مرضاهم أنهم السبب في تغيير حياتهم من دونهم سوف ينتهون وهذا إجرام في حق المريض عندما تصادفني حالة ان أكون متوفرة على مدار الساعة تلك لها تعامل خاص
هل هناك حالة تركت في وجدانك الاثر؟
نعم في اكتوبر لعام ٢٠١٨م الذي اقيم تحت رعاية صاحبة السمو الأميرة هيفاء الفيص تحدثت إحدى المتعافيات صورتها لي الأخوات من الجمعية لاني كنت خارج البلاد قائلةً : أن كلمةً مني قد غيرت حياتها هذا كان له الأثر الكبير في نفسي، بأن كلمة مني غيرت انسانة جذرياً – ايقنت حينها أني رميت البذرة ومشيت ولله الحمد أينعت وأزهرت زهرةً من زهرات جمعية زهرة. .
كلمة اخيرة لـ/ صحيفة جواثا الإلكترونية
كلمتي لصحيفة جواثا كل الشكر لايفيكم حقكم – شاكرة وجودكم الداعم هنا في تغطية حاجة من احتياجات المجتمع لتوعية اكثر ، وايصال رسالتنا لأكبر شريحة من المجتمع فلولا الاعلام لنا كان حضور هذا الكم الجميل من الأخوات في ملتقياتنا .