عند الآية ٤٠ من سورة التوبة: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) وقفت متأملة قول الله تعالى…
وتفكرت فيها وأعدت قراءتها عدة مرات وهي تحكي لنا قصة لجوء النبي محمد عليه الصلاة والسلام لغار ثور هو وصديقة ابو بكر الصديق رضي الله عنه…
وتفكرت فيها بأننا جميعا لدينا مثل هذا الغار في أنفسنا، ولكن الفرق أن غار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على ما كان عليه من ضيق وظلمة إلا أنه كان مكان لجوء وحماية، وبالنسبة لغيراننا فقد فرضت علينا بسبب ما نتكبده من مرارات الحياة فلم نكن الا فيها، وتتنوع هذه الغيران بتنوع ما تحملة نفوسنا من اسى، فالبعض يكون غاره الظلم الواقع عليه، والبعض يكون غاره الفقر وقلة الحيلة، والبعض يكون غاره اليأس والضياع، ولكل امرئ بالحياة غاره المظلم الذي كلما زادت آلامه وأحزانه ازداد ضيقا وظلمة، وكما كان يحيط بغار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام المتربصون فغيراننا أيضا يحيط بها المتربصون، كل منا وله متربصونه المعنيون بشأنه، فغار المظلوم يتربصه به ظالموه لينالو منه، وغار اليأس يتربصه به من قتل أحلامه وحطم طموحه…
وكما مكث نبينا الكريم ٣ ليال في غاره أيضا نحن سنمكث في هذه الغيران البارده الجافة، وقد تطول المدة،وقد تنقضي بلمح البصر، وما ذلك على الله بعزيز…
لذلك الصبر الصبر لأنه مهما بلغت ظلمات هذا الغار وأحزانه إلا أن الأمل موجود بمعية الله لنا في هذه الغيران، وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلم لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأيضا يجب أن نستشعر ذلك ولا نحزن لأن الله معانا، وسينزل علينا السكينة ويخرجنا من ظلمات الغار إلى نور رحمته، وسينالنا الأجر من ربنا الكريم، قال تعالى(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر١٠
مدربة تنمية بشرية