كتاب مضى عليه عشر سنوات واقتنيته بمحض الصدفة ، لقد كان عنوانه: (علي الدروره في عيون الأخرين ) وهو من وضع الأستاذ / محمد بن سعيد الدرورة سنة ٢٠٠٩ م.
بعد قراءتي المتعمقة استطعت أن أبوح بشيء قليل مما خلج بداخلي وأن أحرر مرئياتي لعلها تلقى استحسانآ وقبولا.
فالكتاب تميز بعدة جوانب وخصائص ومن أبرز ما لمسته شخصيا هو أي الكتاب يتحدث عن شخصية معاصرة من أعلام القطيف والذي عرفته المنابر الثقافية في الخليج على مدى ٤٠ عاما.
وقد ضم الكتاب بين دفتيه ثمانون صفحة من الحجم الوزيري في طباعة ممتازة.
لقد امتاز مؤلفه الأستاذ محمد بن سعيد الدرورة بجودة السرد وإتقان التفاصيل وبأختصارها للمراحل المتعددة التي عايشها أديبنا وشاعرنا الباحث والمؤرخ الدكتور علي بن ابراهيم الدرورة منذ بداية مشواره الثقافي عبر الصحافة ومنذ نشأته وما كان عليه من آفاق واسعة وأبداع باهر منقطع النظير وهو في سن مبكرة من عمره.
وقد استشهد الكاتب بعدة عوامل منها : ( والقول للكاتب ) الحياة الجميلة التي عاشها وترعرع عليها شاعرنا الكبير الدكتور علي في كنف والده الحاج إبراهيم السلمان (١٣٤٢-١٤٢٨) رحمه الله في بيئة بحرية.
وفي تلك البيئة البحرية التي ترعرع فيها الدرورة مكنته من استلهام التراث البحري حيث برع فيه وأصدر العديد من الدراسات التراثية وخاصة المتعلقة بالتراث البحري وكذلك الدراسات التاريخية المتعلقة بالقطيف ودول الخليج.
استلهم أديبنا علي الدرورة تراث الغوص الخالد والذي زاوله الأجداد ولعصور طويلة جدا.
تلك البيئة البحرية كانت له واحة ظليلة انطلق منها إذ إتاحت له الفرصة تلو الأخرى في الانطلاق إلى أفق أرحب وكما جاء في صفحات الكتاب.
وقد اكتسب الدكتور علي سيرة شعرية ورؤية تاريخية وثقافة أدبية وهواية فنية وفوتغرافية وشغفآ في الصحافة والكتابة والبحث والتاريخ والرسم والفنون ولسنوات طويلة جدا وبنشاط مستمر محليا واقليميا ودوليا..
ومما زادني اشتياقآ لمواصلة القراءة في الكتاب وإعادة القراءة مرة بعد أخرى هو محتواه الذي أثلج صدري بالرغم من مضي عقد من الزمن على صدوره وكأنه تم تأليفه أو وضعه يوم أمس.
ما استهدفه المؤلف و اوضحه بعنوان اصداره الرائع 🙁 الدرورة في عيون الأخرين ) وما احتواه الكتاب من صور جميلة للمؤلف من صغره ومراحل نموه وشبابه وبعض الصور لزياراته التاريخية القديمة للمدن التاريخية والمواقع الأثرية داخل وخارج المملكة.
لقد أعجبت بالكتاب أيما إعجاب وهو ما دفعني للكتابة و وضع هذه القراءة عنه.
ثلة من خيرة الشيوخ والكتاب والأدباء والشعراء والمؤرخين والباحثين وأساتذة في الجامعات وغيرهم أبدوا جميعهم القول الطيب في حق الدكتور علي بن أبراهيم الدرورة مما هو عليه من حماس ونشاط في مجال الأدب والشعر والصحافة والفن والتاريخ والتراث وغيرها من العلوم والفنون والعديد من الجوانب العلمية.
وما كان عليه الدرورة من دثامة في الخلق والكرم ورحابة الصدر وحسن الرفقة والتعامل ومساعدة الأخرين وبعطاءه المتواصل والسخي لكل ما ينفع وطنه و مجتمعه.
إن ما قالوه الأساتذة الكرام من شعراء وأدباء وقاصين وباحثين وصحفيين ليرفع الرأس حقا ويفتخر به كل أديب في القطيف حتى أن الأديب المرحوم الإعلامي الأستاذ جاسم بن علي الجاسم اطلق على الدكتور الدرورة: إنه مجنون الكتابة كما أطلق آخر وهو الإعلامي الأستاذ يوسف بن محمد العتيق – بصحيفة الجزيرة – الرياض بأن الدرورة : سفيرنا التراثي ولو أردنا استطراق ما قالوه من كلمات وعبارات ناصعة في حق أديبنا الدكتور علي الدرورة لطال بنا المقام .
لعلي أكتفي بجزء بسيط مما قاله سماحة الشيخ حسن الصفار – بأن الأستاذ علي الدرورة نمودج للمثقف المهموم بقضايا مجتمعه، وذلك من خلال تقديمه لكتاب: (محض الإخلاص) .
الجدير ذكره أن كل ما وضع في هذا الكتاب هو موثق في الصحف والكتب منذ سنوات مضت.
أخير اختم بما نوه عنه المؤلف الأستاذ محمد بن سعيد الدرورة على هذا الإنجاز بعبارة ليس ادأنا فحسب أصادق عليها بل كل من عرف الدكتور وهي: ( كثير من الناس حريصون على جمع الأموال، أما علي الدرورة …. ( مازال القول للراوي ) …. فهو حريص على جمع الكتب ، بشغف ونهم كبيرين )
وفي هذه العجالة أود أن أضيف حروف قليلة من كلمات ثمينة كبيرة وعلى صفحة منقوشة على الغلاف مما قاله سعادة الأستاذ محمد بن علي بن عيد الخاطر وهو من أعلام ورجالات مدينة الجبيل في المملكة العربية السعودية: فالأستاذ علي الدرورة أهل للثناء والتكريم والمحبة والتقدير .
وفق الله المؤلف الشاب الأستاذ محمد بن سعيد الدرورة على هذا الإنجاز الكبير و وفق الله الباحث والمؤرخ والأديب والشاعر المميز الدكتور علي بن أبراهيم الدرورة .