اكتشفت اليوم أن طفل جارتي شارف عمره على السنتين مع أني لم أره ولم أعرف اسمه ولم تسنح الفرصة لِيكون صديقاً لِـ طفلي فقط علمتُ ذلك من مقاس كيس البامبرز أعزكم الله الملقى أمام باب بيتهم وليست تلك المرة الأولى التي وصلتني فيها أخبارهم بهذه الطريقة .
ففي المره السابقه علمتُ أنها تتبع حميةً ما والمرة التي قبلها علمتُ بِقدوم مولودةٍ جديدة عن طريق بعض الحاجيات التي ابتاعتها من متجرٍ ألقت بـ كيسه البلاستيكي خارجاً عجِبتُ من ذلك عجباً آلم قلبي أيُعقل أن أسكن منزلي سنتان ونيف ولم أقابل الجارة إلا مرةً واحدة أمد لها حبال الوصل فَـ تنأى عن الإمساك بها ألتمسُ لها سبعين عذراً وأعاود الكرّه فَـ تردّ عليّ رداً قد حفظته عن ظهر القلب ” ظروف الحياة ومشاغلها المعتادة “
عذراً ولكن من سمح لِهذه الظروف أن تجعلنا نغفل عن حق كَحق الجار ! ذلك الحق الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه ) لم نصل لهذه المرحلة من اللامبالاة بِمثل هذه الأصول والحقوق والمبادئ إلا برضىً من أنفسنا وإنطواءً عليها موهمينها بمبدأ الإكتفاء بالعائلة والأقارب وتناسي عِظم الحق وثوابه الجزيل.
ألهتنا التكنولوجيا وكثرة الخروج بلا داعٍ عن تآلف قلوب الجيرة وبركة جمعتهم والسؤال عن الحال وتفقد الأحوال.
مع ذلك ؛ مُيقنة بأن كل شخص بداخله من الخير الشيء الكثير فقط نحتاج لِـ منبهاتٍ وتذكيرات في هذا الزمن المتسارع الوتيرة نحتاج لمن يوقظ بداخلنا بين فينةٍ وأخرى فتيل الحماسة لِلوصل واللقاء والعطاء للعودة لِمبادئٍ وعاداتٍ كانت لبِنةً أساسية لِبناء مجتمعٍ مترابطٍ تغمره المودة والرحمة .
أخيراً
رسالة إلى جارتي : “سَأترك منزلي هذا قريباً أتمنى أن تغيري طريقتك في إيصال أخبارك مع الجارة الجديدة التي ستكون محظوظة بِمجاورتك – رُبما – “
1 ping