وَعَلَى شُطْآنِ الحُبِّ وَمَرَافِءِ الوَجْدِ وَمِن بَيْنِ مَرَايَا المَوْجِ كُنْتُ أَخُطُّ رِسَالَتِي إِلَيْكَ يا أبِي فأنتَ قِبْلةُ العِشْقِ فِي مَحَارِيبِ الوِئَامِ وأنتَ سُلْطَانُ الحُبِّ فِي مَمْلَكَةِ الوُجْدَانِ بَلِّلْنِي مِن زَخَّاتِ حَنَانِكَ لِيَرْتَوِيَ بُسْتَانُ فُؤَادِي بالانشراحِ .
أبي : يا سِيمْفُونِيَّةَ العشقِ الأَبَدِيِّ ويا أبجديةَ الغرامِ السرمدِيِّ عنكَ يعجزُ البَّوْحُ عَنِ التعبيرِ فَاسْمُكَ كعبةٌ تطوفُ حَوْلَهَا الحروفُ وقلبُكَ جزيرةٌ يموجُ حولَهَا الشعورُ – دَعْنِي أَرْتَوِي مِن نهرِ عطائِكَ الزُّلَالِ وأفخرُ ببديعِ وَقَارِكَ الرَّقْرَاقِ فَشَغَفُ وُدَادِكَ اسْتَلْقَى فِي بحبوحةِ الفؤادِ وَوَهَجُ وَجْْدِكَ انْبَجَسَ فِي أوردةِ الجسدِ .
هَيَّا تَعَالَ وَاسْقِ كَيْنُونَةَ حياتِي بِرِهَامِ اهْتِمَامِكَ فَأَرْضِي يَعْتَرِيهَا الجَفَافُ وَانْتَشِلْنِي مِنْ غَوْرِ الأشجانِ عَلَّنِي أَحْظَى بِعِنَاقٍ مِنْكَ يُلَمْلِمُ تِيهَ مَشَاعِرِي وَيَخْمِدُ جَذَوَاتِ أَحْزَانِي حتَّى تَنْتَعِشَ رُوحِي بنفحاتِ أنفاسِكَ الحانيةِ .
أتعلمُ يا أبي?! إِنَّ تراتيلَ صَوْتِكَ لا زالتْ تَصْدَحُ في أَرْوِقَةِ الهُيَامِ وَأَنَّ طَيْفَكَ استوطنَ عاصمةَ مُقْلَتَيَّ حتى تَسَلَّلَ في أحلامِ الكَرَى .
أَمَّا ابتسامةُ ثَغْرِكَ فَحِكَايَةٌ أخرى نُقِشَتْ عَلَى وُرَيْقَاتِ السعادةِ كَيْ تَبُثَّ في ثَنَايَا فُؤَادِي بصيصَ الآمالِ .فَهَلَّا تَسْمَحُ لأنفاسِي بالاستنشاقِ من أوكسجينَ حَنَانِكَ النَّقِيِّ ?! وَلِرُوحِيَ بِأَنْ تَتَهَادَى بَيْنَ نيلوفرِ وفائِكَ البَهِيِّ عَلَى قِيثَارَةِ الجَوَى
أبي : أنتَ جَعَلْتَنِي لا أُبَالِيَ لِكَفِّ بَصَرِي فَصِرْتُ أَتَخَطَّى رَدهَاتِ الحياةِ البائسة مهرولةً نحوَ صروحِ الإبداعِ والتميزِ .وَهَا أَنَا وَمِنْ خَلْفِ سِتَارِ الخَجَلِ أُقِرُّ لَكَ بِحُبِّيَ وَبِعِشْقٍ ليسَ لَهُ حَدٌّ وَلَيْسَ عَنْهُ تَوَقُّفٌ مَا حَيِيتُ.
2 pings