عندما يمضي بنا الوقت وندور في دوامة الحياة فتتوالى فصول اعمارنا من صيف وخريف شتاء وربيع يتوه فكرنا في لحظات يومنا الرتيب فيتسابق عداد العمر مع عداد الزمن، فالأمس مثل اليوم واليوم مثل الغد وغداً مثل أول أمس فهي دائرة محكمه لا نستطيع ان نخطوا خارجها فنحن لا نشعر باللحظات التي ممكن أن تتسلل بنا الى السعاده ولها كل تاثير بتغير رتابة وقتنا فمن يضغط علينا ويدفعنا الى داخل الدائرة هم البشر والزمن ونحن بكل جهالة ندفع معهم تمر علينا لحظات تحمل بطياتها حلاوة الفرح والسعادة ولكن تأهبنا للقادم والرغبة لممارسة كل الأدوار هو مايفقدنا هذا الشعور بالسعادة والتفاعل فنحن دائما يغلبنا السواد على رغم ضحكاتنا فكل ضحكة يتبعها استغفار خوفا من أن ينقلب الحال للأسوء وكل فرحة ولاده تكون مقرونة بصرخات وآلام فالفرح موازي للتعاسة ولكن نحن من نغلب الشعور التعس ونستطعمه ليسكّن احساسنا الباطن بقهر الزمان لنا فترقبنا للتعاسة يجب ان يغلبه الفرح حتى ترتقي أرواحنا ويسودها الصفاء ويجب ربط كل نهاية حزن ببداية فرح فنحن من بيده الأولويات ونحن من بيده دفع البشر الى حدودهم وتعطيل دفة الزمن فعندما نمسك بزمام عقولنا ونوجهها الى رغباتنا المدفونة فإننا لا نترك اي بصيص للتاويلات ولا نجعل من أنفسنا ساحة ليمارس كل ذي دور دوره فنعيش تفاصيل لحظاتنا السعيدة ونغلب أنفسنا على واقعنا المر فالسعادة تنبع من اعماقنا ونحن من يخلقها وينثرها في محيطنا، وبذلك ندمر بأيدينا جبال كنا نحملها على كاهلنا، فنصعد على أطلالها محاولين رؤية جمال نسيناه برغبتنا فجميعنا يملك ألوان بداخله وهو من يلون واقعه ويرسمه شاء من شاء وأبى من أبى ..
عضو فريق يداً بيد التطوعي