عندما ندفع للاختيار ، فإننا امام امرين ، تتساوى بينهم الفرص، فيهيم فكرنا لثوان، دقائق ، وربما لسنوات، لتفضيل امر على آخر، ولكن مالذي يرجح الكفة فيما بينهما…؟ وما هي الضغوط التي تجعلنا نختار بارادتنا وكياننا شيئا معينا…؟
وما هو الصراع الذي يولد بشعلة صغيرة الى ان يصبح بركانا يرمي حممه لهذا الاختيار…؟
في بعض الأحيان نختار ما يزيدنا معاناة وأسى، بل ونفضله على أمر يزيل ما بنا من لوعه، ويجرنا ثقل الخطوات الى الزاوية الحادة التي تحد من أنفاسنا وتوازننا، ولكن لماذا…؟
الرجاء…!
نعم الرجاء في هذا الاختيار هو ما يلبس بصيرتنا السواد، ويطمئننا للمستقبل، مع علمنا المسبق بالعواقب، فهذا الرجاء والتمني الملاصقين لهذا القرار هما ما يدفعاننا لاختياره؛ وندخل على أنفاسنا زكم المخاوف وحرارة الشوق لمعرفة النتائج.
نترقب ونحاول جاهدين أن نأقلم أنفسنا لهذا القرار، فندوس بأقدامنا الحافية على عقولنا، ونقنع خواطرنا بأن السعادة ستحرق الآهات، فضوء الرجاء يغلب على المدارك والحواس.
نؤذي أنفسنا، ونجيّر غيرنا، ونجر الخيبة الجميلة بأكفنا التي أغرقها عرق المخاوف والتعب، ونترقب النهاية السعيدة في حين أن انعكاس الانهيار يتجلى أمام أعيننا.
هل من المقبول أن نترك الرجاء يخنقنا…؟ أو يوجه الدفة للظلام…؟
فنحن بذلك نفضل الظلام على الضياء، والمجهول المر على المعلوم..
نعم هو الرجاء، الذي يروي ظمأ عطش الرغبات؛ وجفاف الأمنيات…
وفي النهاية ..
نعتب على الأقدار التي تنصف وتعدل، وتعطي فرص الاختيار وحرية الطيران في سماء صافية، فتأخذنا الأجنحة المنكسرة إلى الأسوء والأظلم فنحن نسل أبينا آدم عليه السلام الذي اختار طريقه بقطفة…!
وبعد ذلك نرفض أن نثقل كاهلنا بالأسباب فنعود لنتهم الأقدار مرة أخرى بأن هي من رسم لنا هذا .
عضو فريق يداً بيد التطوعي