روائية وقاصة وهنا حوارنا معها حول راوية ملكة السجن التي تحدثت فيها حول تحديات مرحلة العشرين للشابات إضافة إلى مرض الاكتئاب وقد قضت في كتابتها ثلاث سنوات بمراجعة عدد من الإستشاريين النفسيين .
إنجازها لم ينحصر في مجال الأدب فهي ناشطة في مجال تمكين الشباب وتطويرهم من خلال خبرتها في التدريب مع أكثر من 25 منشأة على مستوى المملكة وشاركت بتمثيل وفد شباب المملكة في ثلاث مؤتمرات دولية كمؤتمر التمكين القيادي للمرأة في الأردن .وتدير حاليا مركز تدريبي للتطوير في الدمام معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
كما قدمت العشرات من الدورات التدريبية في مجال قيادة المبادرات الشبابية والتطوير المهني والريادي، بالتعاون مع عدة جهات مثل وكالة شؤون الشباب بالهيئة العامة للرياضة والغرفة التجارية وغيرها.
بالإضافة إلى أنها مستشارة معتمدة من المعهد الأمريكي للدراسات الاحترافية في مجال المشاريع الصغيرة وعملت على عدة دراسات للمشاريع لمساعدة الشابات على استثمار مواهبهن.
إنها الروائية الزميلة الأستاذة كوثر بنت محمد الناصر مديرة مركز تدريبي للتطوير بالدمام – تخصصها الحالي ماجستير في إدارة الأعمال من Geneva Business School وبكالوريوس إدارة أعمال مع مرتبة الشرف من جامعة الملك فيصل بالأحساء ومحررة صحفية بصحيفة جواثا الإلكترونية وهنا حورانا معها حول إصدارها الأخير : رواية ملكة السجن – نتعرف على المزيد في سياق الحوار التالي :
فتاة في العشرين تتحدى أحلامها وحالة الاكتئاب لماذا اخترت هذا الموضوع، وهل لك تجارب عن قرب؟
أعتبر نفسي أعمل مع أحلام الشباب بحكم عملي في مجال التدريب القيادي والتطوير المهني مما يجعلني قريبة من تجاربهم وشعورهم بالضغط تجاه أحلامهم ففي الطفولة كانت الأحلام سهلة ومشروعة لكن حين نكبر تصبح الأحلام مدعاة للقلق وللخوف من فوات الفرصة، لذا أردت للرواية أن تناقش هذه التحديات.
لكن لماذا ركزت على الاكتئاب بالذات؟
لأن هناك كثير من الأشخاص يعانون منه دون أن يعرفوا أنه قد يعود لأسباب عضوية ويمكن علاجها، للأسف لازالت معظم الأمراض النفسية في مجتمعنا تفسر على أنها عين وحسد فتتفاقم حالة المريض ويظل يعاني لسنوات. إنها دعوة لنأخذ بالأسباب ونتحرك نحو الحل دون رمي كل شيء على الغيبيات وحسب.
تخصصك بعيد عن علم النفس من أين بدأت الكتابة وكيف استطعت أن تناقشي الحالة النفسية لمريض الاكتئاب؟
قضيت مدة طويلة في البحث ومحاورة مرضى الاكتئاب وحتى أنني قمت بزيارات ميدانية لمستشفى الصحة النفسية لأستطيع الكتابة بكل واقعية، وبعد أن انتهيت من الكتابة راجعتها مع عدد من الاستشاريين النفسيين وهنا أخص بالشكر الدكتور علي السعد استشاري الطب النفسي وهو أيضا أستاذ مساعد بجامعة الملك فيصل.
ما هو سبب اختيارك للكوميديا السوداء في الرواية؟
لأن الاكتئاب بحد ذاته موضوع حزين لذا لابد من إضافة روح الفكاهة على النص حتى لا يكون مفرط في السوداوية، ولأن الفكاهة هي من العوامل التي تجذب القارئ ليستمر في القراءة إضافة إلى السلاسة في سرد الأحداث بصورة مشوقة قدر الإمكان، وخصوصا أني أستهدف القارئ الشاب لذا كنت حريصة على ألا ينتابه الملل.
ما هو سبب اختيارك للعنوان؟
لم أختره إلا بعد أن كتبت نصف الرواية لأني أؤمن بأنه لابد أن يكون معبرا عن مضمون النص الأدبي إضافة لعنصر التشويق.
كيف كانت ردود الفعل على الرواية؟
من المبكر الحكم على ردود الفعل على الرواية وهي لازالت في بداية صدورها لكن بحمد الله حصدت تقييم عالي على موقع تقييم الكتب GoodReads كما تم قبول عرض الرواية في كبرى المكتبات بالمملكة كمكتبة جرير ومكتبة فيرجن .
ما الذي تعنيه لك الكتابة الروائية؟
أعترف إني أنسانة تملأني الأسئلة، وإن السؤال الذي يناقش المسلمات من الأفكار هو ما يقودك للاكتشاف ولعيش حياة عميقة بعيد عن السطحية. لذا فإن الكتابة الروائية هي نافذتي لأتحاور مع السؤال، ورحلتي في البحث عن الإجابة هي ما تقودني لكتابة النص، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعني لي الكتابة الروائية وسيلة لإيصال رسالة لذا لابد أن لا أكتفي بحصرها في حدود الهواية بل أعمل على تحسينها خطوة بخطوة حتى تصل للاحتراف لذلك كنت أسافر لحضور دورات في الكتابة والتأليف، وأيضا ناقشت النص قبل نشره مع عدد من الكتاب لأني أؤمن بأن القارئ أصبح أكثر وعيا ولابد أن تقدم له عملا يليق بذائقته ووعيه حتى تستطيع إيصال رسالتك لأكبر شريحة ممكنة.
حديثنا عن بداياتك في الكتابة؟ وماهي أبرز العوائق التي تواجه الكاتب المبتدئ؟
والدي كان يشجعنا على القراءة ويخصص ميزانية لشراء الكتب وهذا نمى لدي حب القراءة من الصغر مما أثمر عنها ممارستي للكتابة منذ سن 12 عاما، ومع المنتديات العربية كنت أكتب تحت أسماء مستعارة مما منحني حرية التعبير، وحين وصلت للمرحلة الثانوية شاركت في مسابقة على مستوى مدارس الأحساء وفزت بالمركز الأول، كما نشر لي عدد من القصص القصيرة ضمن كتاب أصوات قصصية من الأحساء.
وأما العوائق في الحقيقة أعتقد أن العوائق الخارجية أصبحت لا تذكر فإصدار فسح من وزارة الإعلام ميسر ويتم عبر الانترنت وكذلك طباعة الكتاب يمكن أن تكون على نفقة الكاتب مع أي دور طباعة مناسبة، لكن يبقى التحدي الحقيقي أن يكون الكتاب نفسه ذو محتوى يستحق النشر ومعد بطريقة تناسب الفئة المستهدفة وفعلا يمس احتياجهم، وأيضا أن يعرف الكاتب أساسيات النشر حتى يتعرف على كيفية اختيار طريقة النشر التي تناسبه وما المعايير التي عليه أن يلتفت لها قبل أن يختار دار النشر.
كلمة اخيرة للقراء والمتابعين ؟
أنت تعيش مرة واحده لذلك لاتكتفي بعالمك الصغير.. القراءة تساعدك لتبحر إلى عوالم ساحرة تمدك بالمتعة والمعرفة وأحب أن أدعو القراء للاستماع إلى (بودكاست البحث عن معنى) وهو متاح مجانا على الايتونز واليوتيوب، عبارة عن حلقات صوتية شهرية تناقش مواضيع مختلفة بأسلوب قصصي كما أتقدم بالشكر لإدارة صحيفة جواثا الكترونية –وأشكر جميع الزملاء والزميلات لما يبذولونه من جهد كبير والشكر موصول لمن كان له دور في مسيرتي وخصوصا الأستاذة بثينة الماجد والكاتب محمد الحسين لما قدمه من توجيه في مراحل النشر للرواية -دعواتي لي ولكم بمزيد من التقدم والتميز .
2 pings